"سرقة الشرف".. كيف وظف فانس ووالز "الخدمة العسكرية" لأغراض انتخابية؟

وسط الكم الهائل من الملفات السجالية بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي في السباق نحو البيت الأبيض، ظهر ملف جديد غير متوقع وهو "الخدمة العسكرية".

وساحة الصراع الجديدة هذه لا تخص المرشحين الرئاسيين دونالد ترامب وكامالا هاريس، بل تتعلق بالمرشحين لمنصب نائب الرئيس، وهما الجمهوري جي دي فانس، والديمقراطي تيم والز.

واللافت أن فانس ووالز قادمان من خلفية عسكرية، فكلاهما قد قضى شطرا من حياته في صفوف الجيش الأمريكي، وهو ما شكل فرصة مناسبة للتراشق الاعلامي، وتبادل الاتهامات.

ورغم سعي الجانبين الى توظيف هذا الجانب العسكري في سيرتيهما من أجل استمالة الناخبين، غير ان ذلك لم يخل من التهجم والنقد اللاذع.

"التضحية"

ويسلط هذا التطور الضوء على أهمية وقيمة "الخدمة العسكرية" في الذهنية الأمريكية، فهي تعبر عن نوع من "التضحية" وعن فضيلة الإيثار،  كما يطرح تساؤلات حول مصداقية المرشحين، وكيف يمكن استخدام "العسكرة" كسلاح سياسي.

ووجّه السيناتور جيه دي فانس انتقادات حادة لحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز متهمًا إياه بالتضليل بشأن خدمته العسكرية، فقد هاجم المحارب القديم في سلاح مشاة البحرية الأمريكية جيه دي فانس منافسه والز بشدة، خلال مؤتمر انتخابي في ولاية ميتشيغان، قائلًا "عندما طلبت مني أمريكا الذهاب إلى العراق لخدمة بلدي، فعلت ذلك.. قمت بما طُلب مني القيام به، وفعلته بشرف، وأنا فخور جدًا بتلك الخدمة".

 وأضاف موجها حديثه إلى والز "عندما طُلب من تيم والز من قبل بلاده الذهاب إلى العراق، هل تعرفون ماذا فعل؟ لقد انسحب من الجيش، وسمح لوحدته بالذهاب بدونه". 

سرقة الشرف

وفي تصريح آخر، اتهم فانس والز بـ"سرقة الشرف"، وهو مصطلح يُستخدم لوصف الادعاء الكاذب بالخدمة العسكرية أو الإنجازات العسكرية، وقال "فانس": "ما يزعجني بشأن تيم والز هو هراء سرقة الشرف، لا تتظاهر بأنك شيء لست عليه".

وشكك فانس في صحة مقطع فيديو شاركته حملة كامالا هاريس، يظهر فيه والز وهو يقول إنه حمل أسلحة أثناء الحرب، متسائلًا عمّا إذا كان والز شارك فعليًا في أي حرب، أو حمل سلاحًا في ظروف قتالية.

مدافع بالزي العسكري

وردت حملة هاريس على هذه الاتهامات، ودافعت عن والز وعرضت لسجله العسكري الناصع، وأكدت التزام والز بخدمة المجتمع العسكري الأمريكي. 

وأضافت الحملة في بيان "بعد 24 عامًا من الخدمة العسكرية، تقاعد الحاكم والز في عام 2005 وترشح للكونجرس، حيث ترأس لجنة شؤون المحاربين القدامى، وكان مدافعًا لا يكل عن رجالنا ونسائنا في الزي العسكري".

 وشدد البيان "وبصفته نائبًا "محتملًا" لرئيس الولايات المتحدة، سيواصل كونه بطلًا لمحاربينا القدامى وعائلاتنا العسكرية".

ووفقًا لتقاير الاعلام اامريكي، قضى "والز" 24 عامًا في الحرس الوطني للجيش، حيث بُعث للخارج لبضعة أشهر في الخدمة الفعلية، كما شملت مسؤولياته الاستجابة للأعاصير ومكافحة الفيضانات، إلا أن والز لم يخض قتالًا فعليًا.

وفي ذات السياق، أشارت صحيفة "ستار تريبيون" إلى أن والز ترك الحرس الوطني للجيش من أجل الترشح للكونجرس، وهذه المعلومات تضع سجل والز العسكري في سياق مختلف عمّا ادعاه فانس، ما يثير تساؤلات حول دقة الاتهامات الموجهة إليه.