تزويد كييف بـ"الصواريخ الشبحية".. خطوة أمريكية "خطيرة" تثير مخاوف الغرب

يشهد الصراع الروسي الأوكراني، يوما بعد يوم مفاجآت من العيار الثقيل، وآخرها ما أعلنه مسؤولون أمريكيون عن أن واشنطن بصدد الاتفاق لنقل صواريخ "JASSM" الشبحية بعيدة المدى إلى كييف، وهو ما يثير مخاوف الغرب من هذه الخطوة الخطيرة.

وذكرت وكالة "رويترز"، بأنه من المتوقع أن يُعلَن عن إدراج صواريخ "JASSM" في حزمة المساعدات العسكرية لكييف هذا الخريف.

وأكد المتحدث باسم البنتاغون، ردا على التقارير التي تشير إلى إرسال الصواريخ المجنحة إلى أوكرانيا، أن سياسة البنتاغون بشأن توفير الصواريخ بعيدة المدى إلى كييف لن تتغير على وجه الإطلاق، ولم يتم البت النهائي بالصفقة الجديدة المحتمل إرسالها إلى كييف حتى الآن.

وبحسب الخبراء، فإن صواريخ "JASSM" المحتمل إرسالها إلى كييف ضمن حزمة المساعدات الغربية لن تُغير أوراق اللعبة بين روسيا وأوكرانيا.

ويرجع ذلك، إلى اشتراط الدول الغربية وتحديدًا الولايات المتحدة عدم استخدامها في الصراع الروسي خوفا من الضربات العشوائية التي قد تهدد حياة الأطفال والأبرياء في موسكو.

وأشار الخبراء إلى أن أوكرانيا تفتقر الآن للتدريبات العسكرية على استخدام الأسلحة الغربية، التي ما زالت حجر عثرة للقوات الأوكرانية، وهو ما جعلها عاجزة حتى الآن عن استخدامها في الهجوم على الأراضي الروسية.

وفي غضون ذلك، أكد الدكتور آصف ملحم، مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات، أن الولايات المتحدة لمّحت في أكثر من مناسبة إلى إدراج صواريخ "JASSM" ضمن حزمة المساعدات الغربية المقدمة لكييف.

وأشار إلى أن هذا النوع من الصواريخ بعيدة المدى، قادرة على تحقيق الأهداف العسكرية، إلا أن أوكرانيا لن تتمكن من استخدامها وتحقيق الهدف منها، بسبب افتقارها للتدريبات العسكرية عليها.

وأضاف مدير مركز JSM للأبحاث والدراسات في تصريحات لـ"إرم نيوز"، قائلا: "الآن روسيا بدأت تستخدم صواريخ كورية الصنع وبالتحديد KN 23 وKN24 وهذه الصواريخ يصل مداها إلى أكثر من 500 كيلو متر وهي صواريخ أرض أرض ويصعب التقاطها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الأوكراني".

وقال إن "التجربة الحالية تظهر عدم قدرة أوكرانيا على صد هذا الهجوم بالصواريخ والمسيرات الروسية".

 وأوضح ملحم، في تصريحاته، بأن روسيا في حربها مع أوكرانيا استخدمت استراتيجية بسيطة للغاية وهي عملية "القضم التدريجي" المتواصل وهي بذلك ترسل رسائل للداخل الأوكراني بأنها لا تدمر البنية التحتية.

وتابع قائلا: "المشكلة الأساسية لإرسال الصواريخ المجنحة لأوكرانيا تكمن في رد الفعل الروسي القوي، خاصةً وأن كييف تعاني الآن حالة من الاستنزاف، والجميع يعتقد أن هناك لحظة معينة سينهار فيها الجيش الأوكراني".

وبين بأنه "بحال وصول روسيا لحدود الناتو سيسهل مواجهتها، وستكون منهكة والدخول لكورسك من قبل القوات الأوكرانية يعزز هذه الفرضية بأن دخول الأراضي الروسية ليست خطًا أحمر، لذلك برز التفكير في تغيير العقيدة النووية الروسية".