عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
العالم

لماذا لا يبالي ماكرون بدعوات اليسار المتطرف لعزله؟

لماذا لا يبالي ماكرون بدعوات اليسار المتطرف لعزله؟
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرونالمصدر: رويترز
05 سبتمبر 2024، 4:45 ص

ترتفع الأصوات، خاصة في أوساط اليسار المتطرف في فرنسا، للمطالبة بعزل الرئيس إيمانويل ماكرون، بعد رفضه تعيين مرشحة ائتلاف اليسار لوسي كاستيتس رئيسة للوزراء.

ويرى خبراء دستوريون فرنسيون أن ذلك الموقع من جانب ماكرون هو جزء من الديناميات السياسية المعقدة في فرنسا، حيث يبدو أن ماكرون لا يأخذ على محمل الجد تلك التهديدات.

ويقول الخبير الدستوري الفرنسي جون لوك فيليو، أستاذ القانون الدستوري الفرنسي، إن "تهديدات اليسار المتطرف بعزل ماكرون، لعدم قبوله تعيين مرشحة ائتلاف اليسار لتولي رئاسة الوزراء، يعدّ جزءًا من الديناميات السياسية المعقدة في فرنسا". 

ويضيف لـ"إرم نيوز"، أن "هناك عدة أسباب قد تفسر ذلك، فبعد الانتخابات التشريعية يتمتع ماكرون بدعم قوي من بعض الفئات السياسية والاقتصادية، ومن بعض الأحزاب الوسطية واليمينية، ما منحه القدرة على تشكيل حكومة فعالة". 

ويشير فيليو إلى أن "هذا الدعم يمكن أن يقلل فرص نجاح أي محاولة لإقالة ماكرون من نصبه، ما يمنحه بعض الاستقرار وقدرة على مواجهة التحديات"، لافتاً إلى أن "الاقتصاد الفرنسي شهد تحسنًا في بعض المؤشرات مثل النمو والبطالة، وهو ما يعزز من موقع ماكرون ويعطيه مزيدًا من الشرعية".

أخبار ذات علاقة

في ظل تحديات سياسية.. ماكرون يتلاعب بخيارات رئيس الوزراء المتاحة

انقسامات اليسار  

ورأى الخبير الدستوري الفرنسي أن "اليسار المتطرف في فرنسا، رغم صوته العالي، يعاني انقساماً داخلياً، ما يجعل من الصعب عليه توحيد جهوده لتحقيق أهدافه".

ووفقاً للخبير فإن "ماكرون قد واجه تهديدات مشابهة في الماضي ونجح في تجاوزها، ما قد يجعله يشعر بأن تهديدات اليسار المتطرف ليست خطيرة بالقدر الذي يُصوَّر"، معتبراً أن "اختلاف الأجندات السياسية للأحزاب، يقلل من فعالية التحالفات المحتملة ضد الحكومة".

وقال: "يمكن أن يكون ماكرون مشغولًا بقضايا أخرى تعتبر أكثر إلحاحًا بالنسبة له ولحكومته، مثل الاقتصاد أو السياسة الخارجية، كما يواجه تحديات كبيرة مثل القضايا البيئية، والأمن، والاقتصاد العالمي"، مشيراً إلى أن "تركيزه على هذه القضايا قد يجعله يتجاهل التهديدات الداخلية".

أخبار ذات علاقة

مشاورات تشكيل الحكومة.. اليسار الفرنسي يواجه "المهمة المستحيلة"

تعبئة الدعم الشعبي

من جهته، قال الخبير في القانون الدستوري والعلوم السياسية دانيال بيلك، إن "ماكرون يسعى إلى إجراء إصلاحات اجتماعية واقتصادية، ما قد يمنحه دعمًا شعبيًا ويشتت الانتباه عن التهديدات السياسية".

وأضاف لـ"إرم نيوز"، أن "تجاهل ماكرون لتهديدات اليسار المتطرف بمثابة استراتيجية سياسية، إذ يعتبر ماكرون أن تجاهل التهديدات سيؤدي إلى تقليل أهميتها في نظر الجمهور ويعزز من صورته كرئيس قوي وغير متأثر بالضغوط السياسية".

وأشار إلى أن "الرد على التهديدات بشكل قوي أو مفرط قد يؤدي إلى ردود فعل سلبية من الشعب، في حين يمكن أن يؤدي الصمت إلى تقليل الاهتمام بهذه التهديدات".

ووفقاً للخبير الدستوري الفرنسي فإن "اليسار المتطرف في فرنسا يتكون من عدة أحزاب، مثل فرنسا الأبية والحزب الشيوعي الفرنسي، وهذا الانقسام يجعل من الصعب عليهم توحيد صفوفهم لتحقيق هدف مشترك مثل عزل ماكرون".

وأردف أن "وسائل الإعلام تلعب دورًا في تشكيل الرأي العام حول تهديدات اليسار المتطرف"، موضحاً أنه "إذا كانت التغطية الإعلامية غير مكثفة، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل تأثير هذه التهديدات".

واعتبر بيلك أن "ماكرون قد يستفيد من الأزمات السابقة (مثل حركة السترات الصفراء) لإظهار قدرته على مواجهة التوترات الاجتماعية والسياسية، ما يعزز من موقفه".

وختم قائلاً: "يعتبر عدم أخذ ماكرون تهديدات اليسار المتطرف على محمل الجد جزءًا من استراتيجيته السياسية العامة وجهوده للحفاظ على استقرار حكومته وتعزيز موقفه في الساحة السياسية الفرنسية"، حسب تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC