logo
العالم

فرنسا.. "اليمين المتطرف" يوظف الذكاء الاصطناعي في حملته التشريعية

فرنسا.. "اليمين المتطرف" يوظف الذكاء الاصطناعي في حملته التشريعية
اليمين المتطرف الفرنسيالمصدر: رويترز
04 يوليو 2024، 11:39 ص

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن المشهد السياسي الفرنسي شهد استخداماً غير مسبوق للذكاء الاصطناعي في الفترة التي سبقت الانتخابات التشريعية المتوقعة، والتي تقودها في الغالب أحزاب اليمين المتطرف ومؤيدوها.

حيث يمثل هذا التطور تطبيقًا سياسيًّا كبيرًا، وإنْ كان محدودًا، لتقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية، ما يظهر تأثيرها المحتمل على الحملات الانتخابية.

هيمنة الذكاء الاصطناعي

وروج إريك زمور رئيس حزب "استعادة فرنسا"، بفخر لأول ظهور لأول فيديو سياسي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي في فرنسا في 24 يونيو عبر شبكة التواصل الاجتماعي إكس، حيث يصور الفيديو الذي يضم سلسلة من الصور المتحركة بخفة، الرئيس إيمانويل ماكرون وسط وابل من الفواتير، وحشد من المهاجرين يتجهون نحو كنيسة ريفية.

وأكدت الصحيفة أن هذه ليست المرة الأولى التي تستخدم فيها أحزاب اليمين المتطرف، مثل: التجمع الوطني (RN)، الذكاء الاصطناعي لنشر محتوى يتماشى مع رواياتها السياسية.

 وتستهدف حملة التجمع الوطني التي تحمل عنوان "أوروبا بدونهم" ماكرون وأورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، باستخدام صور تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تصور المهاجرين الذين يهبطون على الشاطئ أو تصور شخصيات تهديدية توصف بأنها إسلاميين.

 وأكد تقرير أجرته منظمة العفو الدولية، والذي يحلل المحتوى عبر الإنترنت من ثمانية وثلاثين حزبًا وائتلافًا سياسيًا في فرنسا في الفترة ما بين 1 مايو و28 يونيو، على هيمنة المواد التي ينتجها الذكاء الاصطناعي داخل المجال اليميني المتطرف. 

 ومن بين الحالات الـ 51 التي تم تحديدها، نشأت جميعها تقريبًا من كيانات يمينية متطرفة، مع حالات معزولة فقط من اتحاد الديمقراطيين والمستقلين (UDI) والتحالف الريفي.

الآثار الأخلاقية

وأشارت الصحيفة إلى أن  هذا الاتجاه يمتد إلى ما وراء الحدود الفرنسية، ففي ألمانيا، قام ممثلو حزب البديل من أجل ألمانيا بتوزيع صور تظهر المهاجرين بوجوه مشوهة بالكراهية.

 في حين قام نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني بتوزيع صور استفزازية، بما في ذلك صورة امرأة حامل ملتحية، مؤكدة أن هذه الأمثلة تسلط  الضوء على اعتماد أوسع لأدوات الذكاء الاصطناعي من قبل الحركات اليمينية الشعبوية في جميع أنحاء أوروبا.

 وتابعت الصحيفة أنه وفقا لفابيان جريفيت، أستاذة العلوم السياسية في جامعة لورين المتخصصة في الحملات الانتخابية عبر الإنترنت، فإن احتضان اليمين المتطرف للذكاء الاصطناعي يتماشى مع استراتيجية تاريخية للاستفادة من المنصات الرقمية للتحايل على ما يعتبرونه تحيزًا لوسائل الإعلام الرئيسية.

 وتشير إلى أن الذكاء الاصطناعي يمثل أحدث تطور في مشاركتهم الرقمية، بناءً على الاستثمارات السابقة في مواقع الويب والمجتمعات عبر الإنترنت.

ويؤيد صامويل لافونت، مدير الإستراتيجية الرقمية في حزب استعاد فرنسا الاستخدام المبتكر للذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى فعاليته من حيث التكلفة وإمكاناته الإبداعية مقارنة بمصادر الصور التقليدية. 

 ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف بشأن الآثار الأخلاقية والاستبدال المحتمل للأدوار الإبداعية البشرية، وهو شعور ردده النقاد داخل الحركات اليسارية. 

 ويظل البعد الأخلاقي للمحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي مثيرا للجدل، ولا سيما  فيما يتعلق بالشفافية والمعلومات المضللة، على الرغم من التزام حزبي التجمع الوطني واستعادة فرنسا للكشف عن استخدام الذكاء الاصطناعي.

وتكشف النتائج التي توصلت إليها AI Forensics عن عدم وجود علامات واضحة من قبل الأحزاب السياسية أو منصات الاستضافة، على عكس الاتفاقيات السابقة التي تهدف إلى الحد من المحتوى المخادع الناتج عن الذكاء الاصطناعي أثناء الانتخابات.

 ويشير سلفاتوري رومانو، المؤلف المشارك للدراسة، إلى أنه في حين أن المحتوى الناتج عن الذكاء الاصطناعي قد يكون واضحًا للأفراد المتمرسين في مجال التكنولوجيا، إلا أن الاعتراف به على نطاق أوسع بين الناخبين لا يزال غير مؤكد. 

وهذا يثير مخاوف بشأن تأثيره المحتمل على نزاهة الانتخابات، حيث أصبح الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل: Dall-e، وMidjourney أكثر سهولة.

تقويض العمليات الديمقراطية

 وبالنظر إلى المستقبل، تحث ميازيا شولر، المؤلفة المشاركة للتقرير، على زيادة اليقظة لمنع الاستخدامات المستقبلية للوسائط التي يولدها الذكاء الاصطناعي.

محذرة من أنه دون مراقبة دقيقة، قد يصبح التمييز بين الصور الحقيقية والملفقة أمرًا صعبًا بشكل متزايد؛ ما قد يقوض العمليات الديمقراطية.

 وختمت الصحيفة بالقول إنه بينما تستعد فرنسا لإجراء انتخابات تشريعية وسط مشهد تقني متطور، فإن التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والسياسة يسلط الضوء على الفرص والمخاطر المرتبطة بالحملات الرقمية.

لافتة إلى أنه بينما تستمر الكيانات اليمينية المتطرفة في تجاوز الحدود باستخدام الذكاء الاصطناعي، فإن الجدل حول آثاره الأخلاقية وأطره التنظيمية يظل مصدر قلق بشأن نزاهة الانتخابات في جميع أنحاء العالم.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC