عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم العربي

"لوموند": اليابان تواجه تحديا دبلوماسيا بموقفها من حرب غزة

 "لوموند": اليابان تواجه تحديا دبلوماسيا بموقفها من حرب غزة
07 نوفمبر 2023، 3:00 ص

اعتبرت صحيفة "لوموند" الفرنسية أن اليابان تواجه تحديا دبلوماسيا معقدا بشأن موقفها من الحرب القائمة بين إسرائيل وحركة حماس في غزة، وتحاول أن تمضي في نهج متوازن وحذر، مشيرة، في تقرير لها اليوم الاثنين، إلى أن "طوكيو لطالما عُرفت بالتوافق مع المواقف الأمريكية في الشرق الأوسط، وهي تمارس دبلوماسية دقيقة تقوم على تساوي المسافة بين الدول العربية وإسرائيل لأكثر من نصف قرن".

ورأت الصحيفة أن رد الفعل الأولي لليابان في أعقاب الهجوم الذي شنته حركة حماس على إسرائيل، في السابع من الشهر الماضي، "كان محسوبا وغامضا ومصحوبا ببيانات صحفية متناقضة"، لافتة إلى أنه ورغم إدانة طوكيو لذلك الهجوم وتأكيد تأثيره على السكان المدنيين الأبرياء، إلا أنها امتنعت عن تصنيف حماس "منظمة إرهابية".

 وتابعت الصحيفة: "لم تنضم اليابان أيضاً إلى البيان المشترك الذي وقعته، في التاسع من الشهر الماضي الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا، والذي أدان بشكل لا لبس فيه حماس وأعمالها الإرهابية".

أخبار ذات صلة

اليابان تتعهد بمواصلة تقديم المساعدات الإنسانية للفلسطينيين

           

الحذر الياباني

 وأكدت "أن هذا الموقف المتحفظ دفع البعض إلى ملاحظة أن اليابان ليست مؤيدة لإسرائيل مثل الدول الغربية، فيما أثار موقف طوكيو تساؤلات حول اصطفافها داخل مجموعة السبع، إذ يبدو أنها معزولة في هذه القضية".

ووفق "لوموند"، "أصبحت المواقف اليابانية والأوروبية أكثر تقاربا، لا سيما فيما يتعلق بحماية السكان المدنيين، وذلك قبل اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في طوكيو، إلا أن اليابان تظل حذرة بشأن الانجرار إلى صراع عاطفي يصور في هيئة معركة بين الحضارة والهمجية".

 ولفتت الصحيفة إلى أنّه "منذ السابع من الشهر الماضي، تطور موقف اليابان تدريجياً، وخلافاً لزعماء مجموعة السبع الآخرين، لم يقم رئيس الوزراء فوميو كيشيدا بزيارة إسرائيل شخصياً لإظهار دعم بلاده للدولة اليهودية.

وفي الثاني عشر من الشهر نفسه، وصف وزير الخارجية الياباني يوكو كاميكاوا رسمياً هجوم حماس بأنه هجوم إرهابي"، وبعد ذلك، سافر الوزير كاميكاوا إلى إسرائيل قبل أيام للدعوة إلى وقف التصعيد والهدنة الإنسانية".

تناقض في المواقف

ويتناقض النهج المتحفظ الذي تتبناه اليابان في التعامل مع الصراع بين إسرائيل وحماس مع حرصها على التحالف مع المعسكر الغربي منذ العدوان الروسي على أوكرانيا، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أنه "في حين سعت اليابان إلى تقديم نفسها باعتبارها شريكاً كاملاً للمعسكر الغربي الذي يواجه روسيا والصين، فمن الواضح أنها تتخلف عن الولايات المتحدة عندما يتعلق الأمر بالصراع بين إسرائيل وحماس".

 وبهذا الخصوص، طرحت الصحيفة مثالا قالت فيه: "إن اليابان صوتت لصالح قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعم وقف إطلاق النار في 18 أكتوبر الماضي، على غرار ما فعلته فرنسا، في حين استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضد القرار".

 وعزت الصحيفة "إحجام اليابان عن تصعيد مشاركتها إلى النهج الاستراتيجي الذي تنتهجه في الشرق الأوسط، لا سيما أن طوكيو حافظت تاريخيا على دبلوماسية سرية تقوم على مسافة متساوية بين الدول العربية وإسرائيل، ما يسمح لها بتجنب الانحياز إلى أي طرف في الصراعات الإقليمية"، مشيرة إلى أن "هذا الموقف يتضح بشكل أكبر من خلال حوار اليابان المستمر مع النظام الإيراني".

 وقالت الصحيفة: "يعكس النهج الذي تتبناه اليابان اعتمادها على نفط الشرق الأوسط، وهو ما برز بشكل خاص أثناء أزمة النفط التي اندلعت بسبب حرب يوم الغفران في عام 1973.

وفي ذلك الوقت، حثت الولايات المتحدة اليابان على عدم تبني موقف موالٍ للعرب، لكن موقف اليابان تأثر باعتمادها على النفط".

أخبار ذات صلة

اليابان تدعو إلى وقف القتال مؤقتًا في غزة

           

إحجام اليابان عن الانحياز

  وعلى مر السنين، تقول الصحيفة: "إن اليابان أقامت علاقات دبلوماسية مع كل من إسرائيل والكيانات الفلسطينية، مع التركيز على المساعدات التنموية والتعاون الاقتصادي في المنطقة"، لافتة إلى أن "سياسة اليابان متجذرة في دورها كحليف للولايات المتحدة، وليس لها تراث استعماري في الشرق الأوسط وموقفها الديني حيادي".

واعتبرت "لوموند" أن "إحجام اليابان عن الانحياز إلى أحد الجانبين يسمح لها بالحفاظ على المرونة والقدرة على المناورة في منطقة تستمد منها 90% من وارداتها من النفط والغاز. وحتى عندما تعرضت الناقلات لهجوم في مضيق هرمز عام 2019، دعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف لمرافقتها، لكن اليابان لم تشارك"، لافتة إلى أن "العقوبات المفروضة على روسيا، بما في ذلك وقف واردات النفط، أدت إلى زيادة اعتماد اليابان على الدول العربية للحصول على موارد الطاقة".

 واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول: "بينما تستعد اليابان لاستضافة قمة وزراء خارجية مجموعة السبع، فإن التوازن الدقيق بين الاعتراف بحق إسرائيل في الدفاع عن النفس ومعالجة حقوق الفلسطينيين يشكل تحديا دبلوماسيا معقدا"، فيما نقلت عن المتخصص في سياسات الشرق الأوسط، كويشيرو تاناكا، تأكيده "أن صياغة بيان نهائي يتنقل بين هذه التعقيدات ستكون مهمة هائلة".

المصدر: صحيفة "لوموند" الفرنسية  

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC