عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم العربي

مدير مجمع الشفاء الطبي يسرد لـ"إرم نيوز" مأساة أكبر مستشفيات غزة

مدير مجمع الشفاء الطبي يسرد لـ"إرم نيوز" مأساة أكبر مستشفيات غزة
08 أبريل 2024، 2:14 ص

تعرّض مجمع الشفاء الطبي لعملية هدم وتدمير كاملة من قبل الجيش الإسرائيلي، عقب أحداث السابع من أكتوبر؛ إذ اقتحمه الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى بعد حصار دام أسابيع بتاريخ 23/نوفمبر تشرين الثاني، فيما قصفت عشرات البيوت المحيطة به والتي أدت إلى إحداث أضرار جسيمة حينها في قسم حديثي الولادة.

وخلال فترة الحصار المطبق على مجمع الشفاء قبيل الاقتحام، بلغ تعداد الجثث الملقاة في ساحة المستشفى قرابة 180 جثة غالبيتهم من الأطفال والنساء تعرضوا لمجازر متفرقة جرّاء القصف العشوائي لمحيط المستشفى، وجرى دفنهم في حديقة صغيرة أمام مبنى الجراحات التخصصي، بحسب ما قاله وكيل وزارة الصحة في غزة يوسف أبو الريش.

أخبار ذات صلة

الدفاع المدني بغزة: الآليات الإسرائيلية سحقت الجثث في مجمع الشفاء

           

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي الدكتور مروان أبو سعدة، والذي جاء خلفًا للدكتور محمد أبو سلمية مدير المجمع، إذ اعتقله الإسرائيلي إبان الاقتحام الأول للمستشفى برفقة عدد من الكوادر الطبية، إنه وبعد حوالي أسبوع من اقتحام مجمع الشفاء الطبي في المرة الأولى وإجبار النازحين والمرضى على النزوح باتجاه الجنوب في أوضاع قاسية وغير صحية، اعتقل الجيش الإسرائيلي مدير مجمع الشفاء الطبي د. أبو سلمية وعددا من الكادر الطبي معه.

وأضاف: "هذا إلى جانب إجراء تحقيقات ميدانية وعمليات ضرب وتعذيب لمجموعة من الأطباء والنازحين، وأخرج الجيش المقتحم المجمع عن الخدمة ليصبح غير قادر على استقبال المرضى والجرحى بعد نفاد الوقود والمستلزمات الطبية والإغاثية، فضلًا عن نزوح قرابة 90% من الكادر الطبي تحت تهديد السلاح".

قتل الجيش الإسرائيلي مئات النازحين والمرضى بوحشية وصلت إلى دفن بعضهم أحياء.
مدير مجمع الشفاء الطبي د.مروان أبو سعدة

وأضاف أبو سعدة لـ"إرم نيوز"، أنه "بعد فترة، وتحديدًا في آواخر شهر ديسمبر/ كانون الأول، بدأت هناك ملامح عودة جزئية لعمل مجمع الشفاء الطبي بعد تنسيق وتدخل من قبل منظمة الصحة العالمية التي بدأت بإمداد المستشفى بالوقود والمستلزمات الطبية والإشراف على تشغيل بعض الأقسام والبدء بإعادة استقبال المرضى والجرحى، وبناء على ذلك عادت الحياة إلى المجمع وبدأ الأطباء والكادر الطبي بالعودة إلى عملهم كذلك الأقسام".

وتابع: "المجمع خرج عن الخدمة إلى الأبد، ولا يبدو أنه سيعود إلى العمل في القريب حيث جرى اقتحامه للمرة الثانية بطريقة وحشية وأعنف من ذي قبل؛ إذ جرى حرق المباني وقصفها وتدمير العيادات التخصصية بشكل كامل إلى جانب أعمال التجريف التي رافقت القصف".

وقال أبو سعدة: "نكّل الجيش الإسرائيلي بمئات النازحين والمرضى داخل المجمع بعد أن قتلهم بوحشية وارتكب بحقهم مجازر فظيعة وصلت إلى دفن بعضهم أحياء، إلى جانب المجازر التي جرى ارتكابها بحق الأماكن المحيطة بالمشفى من عمليات إعدام ميدانية وقصف جوي مكثف أسفر عن مقتل العشرات وجرح المئات".

وأوضح مدير مجمع الشفاء أن "المستشفى تحوّل إلى ندبة ومأساة لا يمكن وصفها وتوقف المجمع الطبي الأكبر في فلسطين عن العمل تمامًا بعد عشرات السنين من الخدمات العلاجية لقرابة 2 مليون مواطن بجميع الأمراض والأعمال الجراحية، وباتت مدينة غزة التي يقطنها قرابة 400 ألف مواطن لم ينزحوا دون أي أمل بإنقاذ حياتهم جرّاء القصف المستمر والإصابات المتزايدة".

أخبار ذات صلة

الجيش الإسرائيلي ينسحب من "الشفاء" مخلفاً جثثاً ودماراً هائلاً

           

ووفق ما قاله مراسل "إرم نيوز" في غزة، فإن ما حدث بدا وكأنه كمين محكم نصبه الجيش الإسرائيلي لحركة حماس، حيث قامت قبل حوالي أسبوعين من الآن بحصار مجمع الشفاء الطبي فجر أحد الليالي مصحوبًا بعدد كبير من الآليات العسكرية وجنود المشاة والوحدات الخاصة إلى جانب غطاء ناري مكثف على جميع البنايات المحيطة بالمستشفى.

وأضاف مراسلنا أنه جرت حينها اشتباكات بين عدد من عناصر حركة حماس المتواجدين بالمستشفى والجيش الإسرائيلي، قُتل على إثرها مسؤول عمليات الأمن في قطاع غزة العميد فائق المبحوح إلى جانب مقتل 160 عنصرًا واعتقال العشرات من الكوادر العسكرية والأمنية، بحسب تصريحات المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الذي وصف العملية بأنها الأكبر منذ بدء الحرب.

وانسحب الجيش الإسرائيلي من مجمع الشفاء الطبي، حيث تظهر الصور ومقاطع الفيديو دمارا هائلا أحدثته الطائرات الحربية الإسرائيلي بكل ما يحيط بالمستشفى من بيوت وعمارات وبنايات سكنية، حيث جرى قصف البيوت والبنايات فوق رؤوس ساكنيها، بعد أن منعتهم من الخروج والنزوح باتجاه الجنوب وقامت بحصارهم.

كما أظهرت الصور مشاهد قاسية لدمار كبير أصاب جميع المباني الرئيسية للمجمع بعد قصفها وحرقها وتجريف ساحات المجمع وتجريف القبور الموجودة بالساحة وإعدام العشرات، منهم من تحللت جثته ومنهم من جرى إعدامه حديثًا، في جريمة مروّعة داخل أكبر مؤسسة طبية في قطاع غزة والتي تحمل دلالات رمزية في داخل كل مواطن بغزة.

ويعد مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات قطاع غزة من حيث المساحة وعدد الأقسام والعيادات الخارجية، فضلًا عن قدمه، فقد تأسس عام 1946 في عهد الانتداب البريطاني، وجرى تطويره في عهد الإدارة المصرية حتى عام 1967 واحتلال قطاع غزة بعد حرب النكسة، وخضع المجمع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية الكاملة، وصولًا إلى توقيع معاهدة السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية عام 1994.

ويحتوي المجمع على ثلاثة مستشفيات تخصصية؛ مستشفى الجرحى، والباطنة ،والنساء والتوليد، وبقدرة سريرية تتجاوز 550 سريرًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC