خبراء: ضربات إسرائيل فكّكت"وحدة الساحات"

أكد خبراء ومختصون، أن إسرائيل نجحت على إثر الضربات القاسية التي وجهتها لميليشيا "حزب الله" في لبنان وحركة "حماس" في قطاع غزة في تفكيك وحدة الساحات، وهي الإستراتيجية التي أطلقها حلفاء إيران بالمنطقة.

ووفق الخبراء، فإن ميليشيا "حزب الله" قد تدفع باتجاه إقناع حركة "حماس" للقبول بأي مقترح مرحلي لوقف الحرب في غزة، الأمر الذي سيؤدي إلى الهدوء على الجبهة الشمالية لإسرائيل مع لبنان، ويحقق للحزب هدفه المتعلق بإسناد "حماس" في غزة.

تحييد حزب الله

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أيمن يوسف، أن "عمليات الإسناد التي قادها "حزب الله" منذ بدء الحرب بين "حماس" وإسرائيل في غزة لم تحقق أي نتائج تذكر"، لافتًا إلى أن إسرائيل نجحت منذ بداية الحرب في تحييد الميليشيا اللبنانية.

وقال يوسف، لـ"إرم نيوز"، إن "العمليات العسكرية المكثفة التي شنها الجيش الإسرائيلي بقطاع غزة، وأدت إلى إضعاف القدرات العسكرية للفصائل الفلسطينية المسلحة، والهجمات الأخيرة ضد عناصر "حزب الله"، أدت إلى تفكيك وحدة الساحات التي أعلنت عنها الفصائل الموالية لإيران قبل الحرب".

وأوضح أن "السياسات الأمنية والعسكرية التي اتبعتها إسرائيل حالت دون استمرار وحدة الساحات"، مؤكدًا أنه في حال شن الجيش الإسرائيلي هجومًا ضد لبنان، فإنه سيعمل مع حلفائه لضمان تحييد حلفاء إيران بالمنطقة، وخاصة اليمن والعراق.

ولفت إلى أنه "وعلى إثر ذلك فإن قادة "حزب الله" لا يرغبون بالدخول في موجة قتال واسعة النطاق مع إسرائيل"، متابعًا أنّ "الحزب ربما يقدم على ممارسة ضغوط على "حماس"، عبر إيران، من أجل القبول باتفاق مرحلي للتهدئة".

وأشار إلى أن "حماس بدورها ترغب في التوصل إلى اتفاق يُبقي على حكمها للقطاع، خاصة أن استمرار الحرب تمثل خسارة كبيرة لها، ويمكن أن تؤدي إلى انهيار كامل مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية التي تحكم بها غزة" وفق قراءته.

هدف إستراتيجي

ويرى المحلل السياسي، جهاد حمد، أن "إسرائيل تسعى إلى جر ميليشيا حزب الله نحو الحرب، وذلك في إطار سعيها لتفكيك الحلف الإيراني في المنطقة"، مؤكدًا أن إنهاء وحدة الساحات هدف إستراتيجي لإسرائيل، ويضمن لها الهدوء على مختلف الجبهات.

وقال حمد، لـ"إرم نيوز"، إنه "بعد تفكيك جبهة غزة وإضعاف القدرات العسكرية بالقطاع، تتجه إسرائيل لتفكيك مختلف الوحدات الإيرانية"، مبينًا أن إسرائيل تعمل في إطار ضرب الجبهات الأقوى لإيران، تمهيدًا للحرب المباشرة مع الإيرانيين.

وأضاف أنّ "إيران وحزب الله لا يرغبان في استمرار حالة الحرب مع إسرائيل، ويدركان خطورة ذلك على قدراتهما العسكرية والأمنية في المنطقة، خاصة أن الضربات الأخيرة استهدفت شخصيات مهمة وأهدافا حساسة للغاية" وفق تعبيره.

وشدد المحلل السياسي، على أن "حماس ستتجه نحو القبول بأي مقترح معدل للتهدئة مع إسرائيل بشأن الحرب في غزة، بما يضمن الهدوء على مختلف الجبهات"، مبينًا أن إيران وحلفاءها سيعملون من أجل تأجيل المواجهة المباشرة مع إسرائيل في الوقت الراهن.

وختم حمد بقوله إنّ "حماس وحزب الله وإيران ستعطي مساحة أكبر للوسطاء الدوليين والإقليميين لمنع نشوب حرب، خاصة وأن مفهوم وحدة الساحات لم يحقق النتائج المرجوة، كما أن إسرائيل نجحت في التعامل مع التهديدات على عدة جبهات"، وفق قوله.