logo
العالم العربي

"حرب الفيالق".. هل تتحوّل ليبيا إلى ساحة صراع روسي غربي؟

"حرب الفيالق".. هل تتحوّل ليبيا إلى ساحة صراع روسي غربي؟
01 يوليو 2024، 5:07 م

طرحت فكرة تشكيل فيلق "أمريكي أوروبي" في ليبيا؛ لمواجهة تمدد الفيلق الإفريقي الروسي، تساؤلات عن جدية هذا التوجه، ومدى إمكانية تحول ليبيا إلى مسرح لحرب بالوكالة بين موسكو والغرب.

ونفى مسؤول أمريكي كبير إمكانية نشر الولايات المتحدة قوات على الأرض في ليبيا، في وقت تنشط فيه شركة "أمينتوم" الأمنية الخاصة في غرب البلاد، حيث تسيطر حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة.

وقال الخبير العسكري عادل عبد الكافي، إن "استمرار التصعيد بين الولايات المتحدة والأوروبيين، من جهة، وروسيا من جهة أخرى، في منطقة شمال إفريقيا، وتحديداً ليبيا، يأتي وسط حديث عن إمكانية فرض موسكو قاعدة عسكرية لها في الشرق الليبي".

أخبار ذات صلة

قادمة من ليبيا.. 4 طائرات عسكرية روسية تهبط في مطار شمال مالي

           

تهديد للناتو

وكشف عبد الكافي، في تصريح لـ"إرم نيوز''، أن "قوات من الفيلق الإفريقي – الروسي بدأت تصل إلى ليبيا"، وأن "هناك قطعًا حربية ومعدات روسية بصدد الوصول".

ولفت إلى "تكثيف الحضور الروسي، والزيارات المتكررة لرئيس الفيلق، يونس بك، إلى معسكر الرجمة"، وتحدث "عن ست زيارات في حوالي سبعة أشهر، مع إبرام اتفاقيات عدة".

وتابع أن "روسيا تحاول إيجاد طريقة شرعية لوجودها في ليبيا وإنشاء قواعد عسكرية، وهو أمر يشكل تهديدا لقواعد الناتو في حوض المتوسط، ولمصالح الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين في إفريقيا؛ لأن لدى موسكو استراتيجية للتغلغل في العديد من الدول الإفريقية وليس ليبيا وبوركينافاسو والنيجر ومالي والسودان فقط".

أخبار ذات صلة

تغييرات جوهرية.. ما الفرق بين الفيلق الأفريقي الروسي و"فاغنر"؟

           

وأفاد عبد الكافي بأن التحركات الروسية تثير "قلق الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين، خاصة بعد محاولة الانقلاب في تشاد، لذلك بدأ الحديث عن إمكانية تشكيل فيلق أوروبي"، مستدركا بأن ذلك المقترح "جاء متأخرا جدا، وأن الولايات المتحدة تتخذ خطوات بطيئة سواء بإصدار العقوبات أو مصادرة الأموال الروسية".

وأنهى عبد الكافي حديثه بالقول، إن "التصعيد الأوروبي والأمريكي يقابله الآن تكثيف للوجود الروسي في ليبيا؛ ما يشكل تهديدا كبيرا من الناحية العسكرية والاقتصادية للأوروبيين".

أخبار ذات صلة

روسيا تحذر دولا غربية من تحويل ليبيا إلى ساحة مواجهة جديدة

           

معادلة صعبة

ومن جانبه، قال المحلل السياسي الليبي كامل المرعاش، إن "الأمريكيين يعملون بكل جهد على تشكيل فيلق أوروبي في ليبيا، ولكن بشرط أن تكون الموافقة عليه مشتركة بين حكومة الغرب الليبي، وقيادة الجيش الوطني الليبي في الشرق، وهي معادلة ما زالت صعبة التحقيق حالياً".

وأوضح المرعاش، لـ"إرم نيوز"، أن "قيادة الجيش الوطني الليبي لديها مقاربة مختلفة تماماً؛ فهي لا تريد أي قوّة أجنبية على الأرض الليبية، وألا تكون الأرض الليبية مسرحاً لأي نزاع دولي، وترفض فكرة محاربة روسيا كوكيل، وفي الوقت نفسه، تتعهد بأن تكون ليبيا محايدة، وغير منحازة لأي طرف في أي صراع دولي، وأن تبقي مصلحتها العليا والمصالح المتبادلة هي القاعدة التي تحكم علاقاتها، فلا تضر بالغير".

وأكد أن "هذه المعادلة لا يقبلها الأمريكيون، ويلقون تجاوباً كبيراً من حكومة الدبيبة لرغباتهم، ولكن هذا وحده غير كافٍ لتشكيل هذه القوة في مثل هذه المعطيات".

أخبار ذات صلة

"الفيلق الأفريقي" يرسخ نفوذ روسيا في القارة السمراء.. هل هو بديل فاغنر؟

           

ناقوس حرب

وبيّن المرعاش أنه "إذا ما ذهب الأمريكيون في تشكيل هذه القوة مع حكومة الدبيبة، فإن ذلك يعني أن ناقوس الحرب قد دُق من جديد في ليبيا، وسيتحمل الأمريكيون وحدهم مسؤولية هذا التصعيد الخطير، الذي ستكون أولى عواقبه وقف ضخ النفط الليبي، وانحياز الجيش الوطني الليبي بالكامل لروسيا لحمايته من العدوان الأمريكي".

واستدرك المرعاش بالقول إن "هذا السيناريو يبقى بعيدا عن التحقق رغم الرغبة الأمريكية؛ لأن الأتراك، وهم مؤثرون في الغرب الليبي، لن يتوافقوا مع الأمريكيين في خطوتهم لتشكيل هذا الفيلق، الذي يرون فيه تهديدا مباشرا لتفردهم ونفوذهم العسكري الحالي في الغرب الليبي".

وخلص المرعاش إلى أنه مع "كل هذه المعطيات يبقى تشكيل هذا الفيلق حلما أمريكيا صعب التحقيق تحت هذه الظروف".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC