عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم العربي

تحت وطأة الانقسام.. اجتماع فلسطيني مرتقب في بكين

تحت وطأة الانقسام.. اجتماع فلسطيني مرتقب في بكين
اجتماع سابق للمصالحة الفلسطينية برعاية الجزائرالمصدر: أرشيفية
17 يوليو 2024، 9:40 ص

أثار الإعلان عن اجتماع مرتقب للفصائل الفلسطينية، بما فيها فتح وحماس، في العاصمة الصينية، تساؤلات حول نجاحه تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني.

وتبادلت حركتا فتح وحماس الاتهامات في الآونة الأخيرة بشأن فشل الاجتماع السابق للفصائل الفلسطينية في الصين، واعتبرت كل منهما أن عدم الجدية في التوصل لاتفاق هو السبب الذي يعيق إنهاء الانقسام، فيما تم التوافق على اجتماع جديد خلال الأيام المقبلة.

وأعلنت الحركتان تلقيهما دعوة من الصين للمشاركة في الحوار المتعلق بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة، وذكرت فتح أنه سيترأس وفدها نائب رئيس الحركة، محمود العالول، فيما أشارت حماس إلى أنها تعاملت بإيجابية مع الدعوة الصينية، وأنه لا وجود لأي ترتيبات للقاءات ثنائية مع فتح.

ومنذ عام 2007 يعيش الفلسطينيون حالة من الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ولم تفلح عشرات الاتفاقيات التي تمت بين فتح وحماس برعاية دول عربية في إنهاء الانقسام، فيما تتبادل الحركتان عادة الاتهامات بعرقلة تطبيق اتفاقيات المصالحة.

فشل الاجتماع سيؤثر بشكل سلبي على الفلسطينيين

رمزي رباح، منظمة التحرير الفلسطينية

وحذر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رمزي رباح، من خطورة إفشال الاجتماع المرتقب بين الفصائل في الصين، مبيناً أن ذلك سيؤثر بشكل سلبي على الفلسطينيين الذين يعيشون أسوأ الأوضاع سواء في الضفة أو بغزة.

وقال رباح، لـ"إرم نيوز"، إنه "يتوجب على الحركتين أن تتعاملا بجدية مع اللقاء المرتقب، وأن تقدما التنازلات المطلوبة من أجل تحقيق الشراكة السياسية والميدانية"، مشددًا على ضرورة التوافق على قيادة موحدة تعمل على مواجهة التحديات الفلسطينية.

وأضاف: "من الضروري تجاوز الخلافات والتوافق على هيئة قيادية موحدة للفلسطينيين تقود مفاوضات التهدئة مع إسرائيل بما يضمن وقف إطلاق النار وإعادة الإعمار، ويعيد هيكلة المؤسسات الفلسطينية بالضفة وغزة".

وتابع: "عدم نجاح طرفي الانقسام في التوصل لاتفاق ملزم في الوقت الراهن وتطبيق بنوده يعني خسارة الموقف الدولي والإقليمي المساند للفلسطينيين إثر الحرب الإسرائيلية المتواصلة عليهم"، مؤكدًا أن ذلك سيؤدي إلى تهميش القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن "الاجتماع المرتقب سيبحث مختلف الملفات العالقة وعلى رأسها الحرب في غزة، وجهود وقف إطلاق النار، وإمكانية العمل في إطار الحكومة الفلسطينية الحالية برئاسة محمد مصطفى"، معربًا عن أمله بعدم فشل الجهود المتعلقة بهذا الشأن.

اجتماع بروتوكولي

ومن جهته يرى المختص في الشأن الفلسطيني، هاني العقاد، أنه "لا يمكن التعويل على اللقاء المرتقب بين طرفي الانقسام في الصين"، لافتاً إلى أنه يمكن وصفه بـ"الاجتماع البروتوكولي"، الذي لن يصدر عنه إلا بيان ختامي.

وقال العقاد، لـ"إرم نيوز": "الصين وغيرها من دول العالم لن تستطيع تحقيق ما لم تنجح مصر والدول العربية في تحقيقه"، مؤكدًا أنه من دون دور مصري وعربي في ملف المصالحة فإن أي مسعى لن يكتب لها النجاح.

الهجوم المتبادل مسبقا يؤكد عدم رغبة الطرفين في التوافق

هاني العقاد، مختص في الشأن الفلسطيني

وأضاف: "الفصائل الفلسطينية تلبي مثل هذه الدعوات من باب المجاملة السياسية لدول مثل الصين وروسيا، وهي تدرك أن هذه الدول ليس لديها القدرة على الضغط على طرفي الانقسام من أجل التوصل لاتفاق ملزم، خاصة في الظروف الراهنة".

وبين أن "الاجتماع سبقه سجال وهجوم حاد بين حركتي فتح وحماس، وهو ما يؤكد عدم رغبة الطرفين في التوافق على خطة عمل سياسية للمرحلة المقبلة"، مرجحًا أن يتم الإعلان عن تأجيل اللقاء في أي لحظة.

ووفق المحلل السياسي، فإنه "بالرغم من الظروف السياسية والأمنية المعقدة في الضفة وغزة، فإن حماس وفتح تبحثان عن مكاسب حزبية من أي اتفاق مرتقب"، مؤكدًا أن رفض حماس التنازل عن حكم غزة أو الشراكة فيه أحد الأسباب الرئيسة لاستمرار الانقسام.

حالة إحباط

ويرى أستاذ العلوم السياسية، علي الجرباوي، أن "الشارع الفلسطيني مصاب بحالة إحباط من إمكانية التوصل لاتفاق بين حركتي فتح وحماس بشأن المصالحة"، مؤكدًا أن اجتماع الصين محكوم عليه بالفشل سلفًا.

وقال الجرباوي، لـ"إرم نيوز"، إن "الاجتماع سبقته سلسلة من الاتصالات والاجتماعات بين الفصائل الفلسطينية لم تحقق أي نتائج تذكر، بالرغم من الحرب والدمار الكبير الذي تسببت به"، مبينًا أن الحركتين ترفضان تقديم أي تنازلات.

وأضاف: "الخلافات الجوهرية بين فتح وحماس لا يمكن حلها في الوقت الراهن إلا بقبول الطرفين بالواقع الجديد الذي فرضته الحرب، والعمل من أجل الشراكة السياسية الحقيقية في القرار والحكم سواء في الضفة أو غزة".

وأكد المحلل السياسي أن "طرفي الانقسام لا يمكنهما القبول بتسليم الحكم ولو بشكل جزئي، كما أن ارتهان بعض الأطراف للمواقف الخارجية، وللمصالح الخاصة بحلفائهم الإقليميين يعتبر العائق الأساسي أمام تحقيق المصلحة".

وختم بالقول: "بالرغم من الحرب المدمرة في غزة، فإن حماس لا تزال متمسكة بالحكم وترفض الشراكة السياسية"، مشدداً على أن أي لقاء لن يؤدي إلى توافق، وأن ملفات الاجتماع "شكلية".

أخبار ذات علاقة

خلال قمة مرتقبة بين فتح وحماس.. الصين ترسخ نفوذها كوسيط في المنطقة

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC