عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم العربي

إغراق أنفاق غزة.. هل الخطة الإسرائيلية قابلة للتنفيذ؟

إغراق أنفاق غزة.. هل الخطة الإسرائيلية قابلة للتنفيذ؟
07 ديسمبر 2023، 4:20 ص

أعلنت إسرائيل، مؤخرًا، عن سعيها إلى غمر الأنفاق التي تستخدمها حركة حماس أسفل قطاع غزة بمياه البحر لدفع مقاتلي الحركة للخروج منها، ففي منتصف نوفمبر الماضي، أكمل الجيش الإسرائيلي تركيب 5 مضخات على بُعد أكثر من كيلومتر شمال مخيم الشاطئ للاجئين، بغية نقل آلاف الأمتار المكعبة من المياه في الساعة وإغراق الأنفاق في غضون أسابيع، وفق ما أوردته صحيفة "وول ستريت جورنال".

وبحسب تقرير للصحيفة، تبدو الأنفاق الهدف الرئيسَ لإسرائيل بعد مرحلة الهدنة، لأنها تُعد وسيلة صمود لقادة حماس الذين يختبؤون في دهاليزها، ما يطرح العديد من التساؤلات بشأن مدى واقعية هذا السيناريو.

في هذا الإطار، قال أستاذ العلوم السياسية، الدكتور أحمد ماهر، إن "استهداف الأنفاق والقضاء عليها لا يبدو هدفًا واقعيًّا في ظل العديد من المعطيات، أبرزها الطبيعة الهندسية للأنفاق، واتصالها بالقطاع، فاستهدافها لن يؤدي إلى تدميرها كاملةً، ولكن قد يتسبب بتلف أجزاء منها".

ووفق تقارير إعلامية أمريكية، يمكن أن يُشكّل تنفيذ هذه الخطة تحولًا كبيرًا في النهج الذي تتبعه إسرائيل لتدمير حماس، فهذه الخطة من شأنها تعطيل عمليات الجماعة المسلحة بنحو فعّال، لكن التأثير البيئي والإنساني المحتمل يُثير مخاوف جدية.



ومن المخاوف التي ذكرتها الصحيفة الأمريكية، هي الأضرار المحتملة التي قد تلحق بطبقة المياه الجوفية والتربة في قطاع غزة بعد تسرب مياه البحر والمواد الخطرة الموجودة في الأنفاق إليها.

ووفقًا لبحث أجرته منظمة حقوق الإنسان "بتسيلم" وهي منظمة غير حكومية إسرائيلية، العام 2020، فإن المصدر الطبيعي الوحيد للمياه في القطاع هو حوض المياه الجوفية، ورغم تلوث هذا الحوض، يستعمله المواطن الفلسطيني للشرب.

الطبيعة الهندسية

ويُعدُّ نقص الوقود التحدي الحقيقي الذي يواجه الفصائل الفلسطينية، بحسب تصريحات الدكتور أحمد ماهر لـ"إرم نيوز"، الذي أضاف أنه "رغم دخول كميات منها، لن تكون كافية خاصة إذا طالت الحرب، وهذا العامل قد يضعف إمكانية صمود هذه الفصائل".

أما بشأن الطبيعة الهندسية للأنفاق، يؤكد الخبير العسكري المصري، اللواء رفعت عزام، أنها تُجسد عبقرية هندسية، حيث يصل عمقها إلى 30 مترًا تحت سطح الأرض، ولها مداخل تقع في الطوابق السفلية للمنازل والمساجد والمدارس والمباني العامة الأخرى، حتى تتجنب العناصر المسلحة عدم اكتشافها، على حد قوله.

وقال عزام لـ"إرم نيوز"، إنه "من الصعب جدًا على القوات الإسرائيلية أن تقضي على الأنفاق، رغم ما تمتلكه من أسلحة متطورة، خاصة أنها تبدو كشبكة عنكبوتية يبلغ طولها كيلومترات، وتضم غُرفًا كبيرة تتسع لـ25 شخصًا، وتحتوي على مئات من الفتحات"، مشيرًا إلى أن "احتمالات وجود الأسرى الإسرائيليين في الأنفاق قائمة، حيث سبق للحركة أن احتجزت جلعاد شاليط في دهاليزها لسنوات".



وحددت إسرائيل نحو 800 نفق، ولكن يعتقد أن العدد الفعلي للأنفاق أكثر من ذلك، وقد تستغرق عملية الإغراق أسابيع، ما قد يتيح الوقت لإخلاء مقاتلي حماس والرهائن، ولم يعلق الجيش الإسرائيلي مباشرةً على الخطة، لكنه أكد استخدام مجموعة من الأدوات العسكرية والتكنولوجية ضد حماس.

إستراتيجية الهدف

وعن الإجراءات المضادة التي قد تتخذها حركة حماس، حال استهداف الإنفاق، يرى اللواء رفعت عزام أن "الحركة ستواصل استهداف القوات الإسرائيلية داخل القطاع، ما يُسبب حالة من الذعر للقيادة في ظل الخسائر الكبرى التي تكبدتها منذ السابع من أكتوبر الماضي".

ويعتقد عزام أن "حماس ليست الهدف الحقيقي وراء الهجمات الإسرائيلية، حيث يبقى الهدف الرئيس هو إخلاء غزة من سكانها، حتى يتسنى تحقيق المزيد من التوسع".



من جانبه، رأى نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، الدكتور عمرو هاشم، أن "القضاء على الأنفاق هدف مستحيل، لأنها تُعدُّ مدينة كاملة تحت الأرض"، منوهًا إلى أنه "حتى إذا تمكنت القوات الإسرائيلية من تدمير جزء منها، يُمكن للفصائل الفلسطينية إعادة بنائها مجددًا".

وقال هاشم لـ"إرم نيوز"، إن "استهداف الأنفاق من عدمه مرتبط بمدى إستراتيجية الهدف، ما يعني أن وجود الأسرى لن يمنع من استهدافها، إذا كان إغراقها آخر الحلول المتاحة".

أما أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة هدى راغب، فقالت لـ"إرم نيوز"، إن "القضاء على حماس يبدو هدفًا مستحيلًا"، مشيرةً إلى أن "قطاعًا كبيرًا من الفلسطينيين ينظرون إلى حماس باعتبارها حركة مقاومة، وأنفاقها من المستحيل أن تُدمر".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC