logo
العالم العربي

لماذا تراجعت عمليات الحوثيين العسكرية منذ هجوم الحديدة؟

لماذا تراجعت عمليات الحوثيين العسكرية منذ هجوم الحديدة؟
عناصر مسلحة في ميليشيا الحوثيالمصدر: Getty Images
30 أغسطس 2024، 6:03 ص

بعد مضي أكثر من 40 يومًا على الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على محافظة الحديدة اليمنية، لا يزال زعيم ميليشيا الحوثي، يكرر وعوده بـ"الرد" العسكري.

وفي هذا الوقت توقفت عمليات الحوثيين ضد إسرائيل، وسط تراجع زخم هجماتهم وحدتها ضد السفن التجارية والعسكرية في ممرات الملاحة الدولية بالبحر الأحمر.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، أمس الخميس في خطابه الأسبوعي، إن "التحضير للرد مستمر، والتوقيت سيكون مفاجئًا للعدو، ونحن مع اهتمامنا بمسألة الرد، إلا أن همّنا أكبر"، في إشارة إلى تطوير أداء عملياتهم العسكرية.

وعزا الحوثي انخفاض عدد عملياتهم العسكرية ضد السفن، إلى قلة مرور السفن المرتبطة بإسرائيل، أو بالولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، في البحر الأحمر. 

وأشاد في الوقت ذاته، بعملية اقتحام سفينة "سونيون" النفطية الأسبوع الماضي، وتفخيخها وتفجيرها.

وأضاف أنه لا وجود "لسقف سياسي ولا لأي حسابات أخرى، يمكن أن تحدّ من مستوى عملياتنا، أو تؤثر على قرارنا، ولذلك هناك عمل دؤوب لتطوير القدرات، حتى نكون بالمستوى الذي يتيح لنا أن نكون أكثر فاعلية".

موقف ضعيف

وعلى العكس من ذلك، يرى خبراء ومحللون يمنيون أن انخفاض وتيرة الهجمات، على الرغم من إعلان الحوثيين "المرحلة الخامسة" من التصعيد، مرتبط برغبة وتوجهات طهران، إلى جانب حجم التأثيرات التي خلفها الهجوم الإسرائيلي على حاضنات الوقود في ميناء الحديدة، غرب اليمن.

طهران تريد تخفيض التصعيد مع المجتمع الدولي

عبدالسلام محمد، رئيس مركز "أبعاد"

ويقول رئيس مركز "أبعاد للدراسات والبحوث" عبدالسلام محمد، إن السبب الرئيس لتراجع مستوى هجمات الحوثيين مقارنة بأشهر انطلاقها الأولى، "متعلق بموقف إيران".

وأكد أن "طهران تريد في ظرفها الحالي، تخفيض التصعيد مع المجتمع الدولي، وبالذات مع أمريكا وإسرائيل، وهو ما انعكس على الحوثيين وهجماتهم".

وأشار في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أن الإيرانيين باتوا حاليًا في وضع لا يحسدون عليه، بعد الهجمات الإسرائيلية التي لم يتمكنوا من الرد عليها.

وقال "الأمر ذاته يتكرر في اليمن عقب الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة، الذي شكّل ضربة موجهة للحوثيين، استنزفت كل مخزون الطاقة النفطي والغازي".

واعتبر عبدالسلام أن ذلك دليل على موقف الحوثيين الضعيف، المغاير لما يدعونه، وهو تأكيد واضح على تبعيتهم الكاملة لإيران حتى في مواقفهم.

وأشار إلى "ما تكشفه الأحداث من أن حربهم على إسرائيل كذبة كبيرة، فبمجرد أن وصلت إحدى طائراتهم المسيرة إلى إسرائيل، واجهوا ردًا قوض قدراتهم، وباتوا في حالة تباطؤ وصمت، وتراجع لهجماتهم العسكرية".

وأضاف أن كل ما يحدث من إيران ومحورها في البلدان العربية، لا يعدو كونه "دعاية سياسية، استغلالًا لحرب غزة، لكن الأمور تتكشف يوما بعد آخر، ويبقى الفلسطينيون هم من يدفع الثمن، في حين تتلاشى مواقف إيران وميليشياتها في اليمن ولبنان وسوريا والعراق، دون دخول حقيقي في المعركة كما وعدت طهران سابقا".

رغبة إيرانية

ومؤخرًا، أعلنت البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، موافقة الحوثيين على "هدنة مؤقتة" للسماح بوصول سفن الإنقاذ إلى موقع السفينة النفطية الجانحة "سونيون" في مياه البحر الأحمر، بهدف قطرها "مراعاة للمخاوف الإنسانية والبيئية".

طهران هي من يضغط على الزناد، ويرفع الأصابع عنه

يعقوب السفياني، مدير مكتب "south24"

ويرى مدير مكتب مركز "south24" للأخبار والدراسات في عدن، يعقوب السفياني، أن موقف "الهدنة المؤقتة" المدفوع برغبة سياسية إيرانية، يؤكد مدى خضوع الحوثيين لتوجهات وسياسة طهران.

وقال "تظهر طهران مجددًا وكأنها من يضغط على الزناد، ويرفع الأصابع عنه، بعد أن وجدوا أنفسهم أمام كارثة بيئية كبيرة تهدد المنطقة بأسرها، جراء عملية استهداف الناقلة النفطية".

وذكر السفياني في حديثه لـ"إرم نيوز"، أن تراجع هجمات الحوثيين ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن ونحو إسرائيل، يأتي كذلك برغبة إيرانية في أن تكون تحركات ما يسمى بـ"محور المقاومة" متناسقة.

وأشار إلى أن" الحوثيين يعلمون جيدًا الفرق الشاسع والفجوة الهائلة بين قدراتهم العسكرية وقدرة إسرائيل وردة فعلها الكاسحة، خاصة بعد هجوم الحديدة".

وبين أن الهجوم الأخير ضد سفينة "سونيون" النفطية، هو هجوم خطير، ويأتي بعد فترة من الهدوء شهدها البحر الأحمر، "وفي رأيي أن له ارتباطا برغبة إيران وحساباتها، أكثر مما هي حسابات خاصة بالحوثيين".

تأثير محدود

ورغم استمرار الضربات العسكرية المقابلة التي تقودها واشنطن منذ 8 أشهر، ضد مواقع عسكرية تابعة لميليشيا الحوثي على الأراضي اليمنية، بهدف تأمين ممرات الملاحة البحرية الدولية، فإنها لم تنجح في تقويض قدرات الحوثيين، وبقي تأثيرها محدودا.

الضربات الأمريكية ليست في المستوى المأمول

فؤاد مسعد، باحث سياسي

وذكر الأميرال في البحرية الأمريكية، المشرف على مهام مجموعة حاملة الطائرات "دوايت دي أيزنهاور" في البحر الأحمر، مارك ميجيز، في مقابلة بثت قبل أيام على منصة "يوتيوب"، أنه تم اقتراح ضربات أكثر عدوانية على الحوثيين، لكن هيئة القيادة العليا رفضت ذلك، وكانت تفكر في الرد الإيراني.

ويقول الباحث السياسي، فؤاد مسعد، إن تصريح ميجيز "دليل واضح على أن الإدارة الأمريكية تواصل تشجيع الحوثيين لارتكاب المزيد من الجرائم، سواء في اليمن أو ممرات التجارة العالمية في البحر".

وأشار في حديث لـ"إرم نيوز"، إلى أن الضربات الأمريكية "ليست في المستوى المأمول حتى على صعيد القيادات العسكرية الأمريكية التي تدرك جيدًا مدى ما وصلت إليه الأسلحة الحوثية، وهو ما يعني أن عدم مواجهتها بضربات تشل قدراتها، يجعلها تواصل الاعتداء".

وبيّن مسعد أن "لدى ميليشيا الحوثي ترسانة أسلحة تشمل الطائرات والزوارق الانتحارية المسيرة، إلى جانب الصواريخ والألغام البحرية وغيرها، وكل ذلك يمكنها من استهداف السفن التجارية، ويستدعي مواجهة حازمة لكبح جماها ووقف جرائمها".

أخبار ذات علاقة

الحوثيون ينشرون فيديو لعملية تفخيخ وتفجير السفينة "سونيون"

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC