انتخابات الجزائر.. أغلب الطامحين للرئاسة يتعثرون في أول امتحان

قبل انقضاء مهلة إيداع ملفات الترشح لانتخابات الرئاسة في الجزائر، شكل امتحان جمع التوقيعات عائقًا أمام الكثير من الأسماء، إذ لم تتمكن حتى الآن سوى 4 شخصيات من ضمن 35 مرشحاً محتملاً من الوصول إلى النصاب القانوني الذي يسمح لهم بخوض سباق الاستحقاق.

وأعلنت السلطة المستقلة للانتخابات، اليوم الثلاثاء، أن آخر أجل لإيداع التصريح بالترشح، للانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في الـ7 من أيلول/سبتمبر المُقبل، سيكون منتصف ليل يوم الخميس المُقبل.

وأصدرت الهيئة بيانا بخصوص تواصل عملية إيداع التصريح بالترشح للانتخابات، من الذين سحبوا استمارات اكتتاب التوقيعات الفردية.

 

وقالت "المستقلة للانتخابات" إن "إيداع طلب تسجيل من قبل المترشح شخصيا لدى رئيس السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات مقابل وصل استلام يعدُّ تصريحا بالترشح لرئاسة الجمهورية".

وبلغ عدد المترشحين في سباق انتخابات رئاسة الجزائر 35 مترشحا يطمحون في الوصول إلى قصر "المرادية" مقر الحكم، يُعد الرئيس الحالي عبدالمجيد تبون الشخصية الأبرز بتمكنه من جمع التوقيعات، رغم إعلانه المتأخر عن الترشح.

وتكفل ائتلاف حزبي من 3 أحزاب في مهمة جمع التوقيعات لصالح تبون، ويضم حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم، الذي أعلن، الثلاثاء، تسلم الحصة الأولى من الاستمارات الموقعة من طرف مناضلي الحزب.

 

 

 

ووفق قانون الانتخابات، يتعيّن جمع 50 ألف توقيع فردي وألا يقل عددها من كل ولاية عن 1200 توقيع، أو 600 توقيع فردي لأعضاء منتخبين في المجالس الشعبية البلدية أو البرلمانية، في 29 ولاية على الأقل.

وواجه عدة راغبين في الترشح للانتخابات عقبات تقنية ولوجستية في إتمام المهمة قبل انتهاء المهلة المقررة لهذه العملية هذا الخميس، ما دفع بعضهم إلى مخاطبة المواطنين المسجلين على اللائحة الانتخابية، الذين يفوق عددهم 24 مليونا، بملء استمارة اكتتاب التوقيعات، لإيداعها مع ملف الترشح بالسلطة الجزائرية المستقلة للانتخابات، المنوطة بفحص ودراسة ملفات المترشحين.

وكانت هذه العراقيل أحد أسباب انسحاب زعيمة حزب العمال الجزائري لويزة حنون، يوم السبت الماضي، من السباق الرئاسي؛ احتجاجا على العملية الانتخابية، واتهمت السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات بـ"الفشل التام" في تسيير عملية جمع التواقيع.

 

واختلف الوضع بالنسبة لمرشح حركة مجتمع السلم عبدالعالي حساني المقرر إيداع ملف ترشحه شخصيا يوم الخميس المقبل، وفق ما كشفت مصادر حزبية لـ"إرم نيوز".

وتمكن حساني من جمع توقيعات الاكتتاب من الناخبين والمنتخبين أعضاء المجالس البلدية والولائية والبرلمان في وقت مبكر؛ بسبب حضور الحركة الإسلامية الواسع في المجالس المنتخبة.

كما أن جبهة القوى الاشتراكية اليسارية هي الأخرى تمكنت بفضل تحفيز المناضلين من جمع التوقيعات لفائدة مرشحّها، الأمين الوطني الأول، يوسف أوشيش، وبلوغ النصاب القانوني بعد انقطاع عن المشاركة في انتخابات الرئاسة منذ عام 1999.

وشدد أوشيش على أن هذا المعترك الانتخابي يعد "نتاجا لمسار الحوار مع مختلف التشكيلات السياسية، بوصفه خياراً استراتيجياً تمليه متطلبات المرحلة الراهنة التي ترمي إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيز تماسك الشعب الجزائري".

بدوره، يسابق مرشح تحالف خمسة أحزاب بلقاسم ساحلي من أجل إتمام العملية، بعد نزوله إلى الولايات، والدفع بالمناضلين والمواطنين إلى التوقيع لفائدته، معتمدا على إمكانياته للظفر بورقة تجاوز العقبة الأولى، ووضع ملفه الخاص.

 

في المقابل، أكدت حملة سيدة الأعمال، سعيدة نغزة، أنها نجحت في الحصول على التوقيعات، وأنها تستعد لوضع ملفها في مقر هيئة الانتخابات.

أما رئيسة حزب الاتحاد من أجل الرقي المعارضة زبيدة عسول، فقد ناشدت في تغريدة نشرتها إدارة حملتها الانتخابية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، المواطنين دعم ترشحها.

وقالت "إن كنت تعتبر نفسك مواطناً، ومن حقك التعبير عن رأيك في تسيير البلاد، إن كنت تعتبر نفسك مواطناً تمارس حقك في إبداء الرأي السياسي، يمكنك دعمنا من خلال تقديم استمارات الترشيح".

ومن المقرر إعلان الهيئة المستقلة للانتخابات عن لائحة المرشحين المقبولين لخوض الانتخابات قبل الـ27 من تموز/يوليو الجاري، على أن تصادق المحكمة الدستورية على اللائحة النهائية للمرشحين في حدود الـ3 من آب/أغسطس المُقبل، وتبدأ الحملة الانتخابية في الـ14 من  آب/أغسطس لغاية الـ4 من  أيلول/سبتمبر المقبل.