إسرائيل تحفر خندقاً على الحدود الأردنية.. وسياسيون: "نسف لاتفاقية السلام"

قال محللون سياسيون أردنيون، إن حفر الجيش الإسرائيلي خندقاً على طول الحدود مع الأردن، يعد "تعدياً صريحاً على السيادة الأردنية وينسف اتفاقية السلام" بين البلدين.

وبدأ الجيش الإسرائيلي بحفر الخندق بهدف "تأخير" عمليات تسلل محتملة لمركبات على غرار 7 أكتوبر/تشرين الأول.

ووفق ما نقلته صحيفة "إسرائيل هيوم" فإن الجيش يقوم بحفر الخندق في منطقة وادي عربة الحدودية.

 

وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية أمين المشاقبة، إن "الحدود التي يتم الحفر عليها هي تاريخياً حدود فاصلة بين الأردن وفلسطين، وهي أراض محتلة وينطبق عليها القانون الدولي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية".

وأضاف المشاقبة لـ"إرم نيوز"، إن "التصرف الإسرائيلي هدفه ضم الضفة الغربية بشكل كامل وسيطرة المستوطنين على 80% من مساحة الضفة لتبقى المدن والأحياء الفلسطينية مقطعة الأوصال وسهلة السيطرة".

وتابع المشاقبة بالقول: "هذه الإجراءات تمس السيادة الأردنية، من حيث فرض حدود مصطنعة، والمملكة لن تبقى مكتوفة الأيدي وسوف تقوم بكل الخطوات القانونية مع المجتمع الدولي لوقف هذه الإجراءات".

"تنسف" مسار التسوية

من جهته، قال أستاذ العلاقات الدولية وفض النزاعات في الجامعة الأردنية أيمن البراسنة، إن "الإجراءات الإسرائيلية تشكل تعدياً على اتفاقية السلام، وتنسف مسار التسوية برمته".

وأضاف البراسنة لـ إرم نيوز: "تأتي هذه الخطوة في ظل تزايد القتل والإجرام في الأراضي الفسطينية، وهو ما يثير حفيظة الأردن الذي لا يزال يرفع شعار السلام، وما يجري من حفر على الحدود يشكل اعتداءً  على حدود البلاد".

وتابع: ما يجري سوف يزيد من التوتر في المنطقة ومع شكل العلاقة بين الأردن وإسرائيل، وبات من الواضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يريد الزج بالمنطقة إلى مصير مجهول".

واستطرد البراسنة: "ننتظر مع هذا التهور مصدات من القوى الإقليمية الوازنة وكذلك تدخلاً من الولايات المتحدة الأمريكية".

"على المحك"

بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي رياض منصور، إن المخططات الإسرائيلية لاستهداف الأردن "لم تتوقف منذ زمن طويل، وفي كل مرة تتزايد في الأوساط اليمينية الإسرائيلية المتطرفة دعوات تهجير الفلسطينيين إلى الأردن".

وأضاف منصور لـ"إرم نيوز"، إن "قيام إسرائيل بعمليات الحفر على الحدود مع المملكة يضع اتفاقية السلام بين البلدين على المحك، وهي خطوة تنذر بتصعيد خطير وكبير لن يقف الأردن أمامه صامتاً".

 

وتابع منصور بالقول: "على كل مراكز القرار الدولي التنبه لخطورة وتداعيات الخطوة الإسرائيلية، وأن تنقذ المنطقة من تهور نتنياهو الذي بات دون شك سبب تأزيم المنطقة ومدعاة لانفجارها عبر السعي لجر الولايات المتحدة لمواجهة عسكرية مع إيران، ومن جهة تأزيم الأمور مع الأردن التي تعد من أكثر دول المنطقة اعتدالاً".

وكان نتنياهو زار الأربعاء الماضي الحدود الأردنية في منطقة الأغوار، على خلفية مقتل 3 حراس أمن إسرائيليين برصاص الأردني ماهر الجازي عند معبر الكرامة، مؤكداً أن إسرائيل ستعمل على إنشاء جدار وعوائق على الحدود مع الأردن.