عاجل

واللا: على قادة الجيش التكيف في حال تعيين ساعر وزيرا للدفاع وإلا ستحدث استقالات بين كبار القادة

logo
العالم العربي

لماذا عادت الفصائل العراقية لاستهداف قاعدة عين الأسد؟

لماذا عادت الفصائل العراقية لاستهداف قاعدة عين الأسد؟
قاعدة عين الأسد في العراقالمصدر: CNN
22 يوليو 2024، 12:17 م

عادت الفصائل المسلحة العراقية لاستهداف قاعدة عين الأسد في محافظة الأنبار غربي البلاد.

واستخدمت الفصائل الطائرات المسيرة "الانقضاضية" في محاولة لإرغام القوات الأمريكية على مغادرة القاعدة وتغيير مكان تواجدها بعيداً عن الحدود العراقية السورية التي تنتقل عبرها المليشيات الموالية لإيران ذهابا وإياباً.

ولم تصمد الهدنة التي عقدتها الفصائل المسلحة مع القوات الأمريكية بوساطة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في منتصف شباط من العام الجاري 2024.

وانفرطت الاتفاقية بين الطرفين مع استهداف مايسمى "المقاومة الإسلامية في العراق"، لقاعدة عين الأسد ورد امريكي أعقبها استهداف مخازن لأسلحة الحشد الشعبي.

المليشيات العراقية والحدود السورية 

يرتبط العراق مع سوريا بحدود تقدر بـ 620 كيلومتر ممتدة من المثلث (العراق-التركي-السوري)، حتى "التنف" في المثلث الحدودي (العراقي-السوري-الأردني)، وتشوب تلك الحدود اضطرابات أمنية كبيرة من خلال تعدد الجهات التي تسيطر عليها.

وتتقاسم الفصائل المسلحة العراقية منها (كتائب حزب الله، والنجباء، وسيد الشهداء، و"لواء الطفوف، وسرايا الخرساني" السيطرة على طول الحدود لمناطق غرب الفرات في الجانب السوري والعراقي مع حزب الله اللبناني وبعض المليشيات المحلية الموالية للنظام السوري.

وتتركز نفوذ الفصائل في مدينة القائم الحدودية التي يقابلها البوكمال في الجانب السوري، حيث تمسك هذه الفصائل بزمام الأمور في النقاط الحدودية بين الجانبين، وجعلت تلك المنافذ ممراً آمنا لممارسة تلك الفصائل الموالية لإيران أنشطتها العسكرية.

وتشير مصادر أمنية إلى الرغبة الملحة من قبل طهران، للسيطرة على الممرات الرابطة بين العراق وسوريا وتقديم كل الدعم اللازم للفصائل المسلحة العراقية بهدف زيادة نفوذها في الحدود.

وقال مصدر أمني برتبة مقدم في قوات حرس الحدود، شريطة عدم ذكر أسمه، أن "الفصائل المسلحة العراقية ذات سطوة كبيرة على الحدود السورية العراقية، رغم تواجد قوات حرس الحدود التابع لوزارة الداخلية عند الحدود، لكن الفصائل تسيطر على بعض المفاصل المهمة ومساحات من الحدود".

وأضاف المصدر لـ"لـ "إرم نيوز"، أن "الكعب الأعلى لتلك الفصائل في التحكم بما يدخل من سوريا وما يخرج من العراق وفي بعض الأحيان تتنقل تلك الفصائل بواسطة عجلات عسكري أمام انظار الجميع، ولا أحد يعلم ما تحمل داخلها".

أخبار ذات علاقة

العراق.. استهداف قاعدة عين الأسد الأمريكية بطائرتين مسيرتين

 

من جانبه، رأى الخبير الأمني، علي الشمري، أن تركيز الفصائل المسلحة العراقية على قاعدة عين الأسد يأتي من كونها مركزاً متقدماً لمراقبة الحدود العراقية السورية والتي تتحرك عبرها تلك الفصائل.

وقال الشمري لـ "إرم نيوز"، إن "عودة تبادل النيران بين الفصائل المسلحة والقوات الامريكية بعد هدنة طويلة يعد تطوراً لافتاً في مستوى الصراع الدائر في المنطقة، سيما انه جاء مع تصعيد الفصائل والحوثي اليمني لعملياته باستهداف مراكز حساسة لإسرائيل في قبل المدن الفلسطينية المحتلة".

وأضاف، أن "الفصائل المسلحة العراقية تعد قاعدة عين الأسد مركز استخباري متقدم يعطي القوات الامريكية القدرة على مراقبة الحركة عبر الحدود العراقية السورية".

وتابع: "لذا نشاهد ان غالبية عمليات استهداف القوات الامريكية تجري عند قاعدة عين الأسد، رغم وجود قوات أمريكية في قواعد أخرى مثل قاعدة بلد والحبانية وحتى داخل المطار العسكري في العاصمة بغداد".

وأشار الشمري، إلى أن "القاعدة من الناحية الاستراتيجية تعد مهمة جداً لكل الأطراف، فهي ضرورة للقوات الامريكية، كونها قادرة على استخدامها لهبوط واقلاع الطائرات الحربية، مع وجود قدرات استخبارية تمكنها من رصد الأهداف"، فيما تريد الفصائل من خلال "استهدافها للقاعدة الحد من قدرات الأمريكيين على مراقبة الحدود".

"عين الأسد "

تعد قاعدة عين الأسد من أكبر القواعد العسكرية في العراق التي تشهد تواجداً للقوات الامريكية، في أجنحة خاصة ومعزولة عن باقي القطعات العراقية المتواجدة في القاعدة، وتبعد بحوالي 180 كيلومتراً شمال غرب العاصمة بغداد.

تضم القاعدة المشيدة وسط صحراء الأنبار العديد من عنابر تخزين الطائرات المقاتلة والتحصينات تحت الأرض ومستشفى و33 مربضاً محصناً للطائرات ومكاتب إدارية تابعة للقوات الأمريكية والعراقية.

ومع سيطرة القوات الأمريكية على القاعدة بعد عام 2003 وسعت المدرجين الرئيسين للسماح بهبوط طائرات النقل الكبيرة وطائرات تموين المقاتلات بالوقود في الجو.

مصدر برتبة ضابط في الجيش العراقي من داخل قاعدة عين الأسد، أكد أهمية القاعدة لدى القوات الأمريكية، والتي "تضم عشرات الجنود من مشاة البحرية الأميركية ومستشارين ومشغلين طائرات، وعدد كبير من الطائرات المروحية المتنوعة ومنها الأباتشي".

أخبار ذات علاقة

محللون لـ "إرم نيوز": انقسامات بين الفصائل العراقية المسلحة بسبب حرب غزة

 

وأشار إلى وجود "مقر الفرقة السابعة التابعة للجيش العراقي داخل القاعدة من بعض أفواج قوات الحماية التابعة للقوة الجوية العراقية".

وقال المصدر، لـ "إرم نيوز"، إن "اختيار الامريكان للقاعدة لم يمكن اعتباطياً، فهي تستخدم لمراقبة الحدود العراقية السورية، عبر مناطيد للرصد وطائرات المراقبة المسيرة التي لا تنقطع عن سماء الحدود العراقي خصوصاَ عند مدينة القائم".

شهود عيان من سكنة الحدود العراقية السورية، أكدوا سيطرة فصائل مسلحة على طول الحدود في القائم، وتنقل عناصر تلك الفصائل بيسر من والى سوريا.

وقال أحد شيوخ القبائل القاطنة في قرية حدودية،  إن "هناك جهات مسلحة متعددة فتحت ممرات لتهريب السلاح والمخدرات وتنقل مقاتلين على جانبي الحدود، وهذه الجهات باتت تستميل بعض أبناء المناطق الحدودية لمساعدها في هذه المهمة".

وأضاف الشيخ الذي طلب حجب اسمه لحساسية المعلومات، لـ "إرم نيوز" أن "الجميع يعلم ما تفعله الجهات المسلحة على الحدود العراقية السورية، فهو ليس بالأمر الخفي، لكن حتى القوات الأمنية النظامية الماسكة للحدود غير قادرة على إيقاف تدفق المسلحين التابعين للفصائل من والى سوريا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC