سموتريتش: مقتل السنوار لم يكن صدفة وكانت لدينا تقديرات بوجوده في منطقة تل السلطان في رفح

logo
العالم العربي

"صفقة التبادل" في ميزان الربح والخسارة لحماس وإسرائيل

"صفقة التبادل" في ميزان الربح والخسارة لحماس وإسرائيل
25 نوفمبر 2023، 1:33 م

تضع صفقة تبادل الأسرى التي تمّ التوصّل إليها بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة إقليمية ودولية مقابل هدنة إنسانية بقطاع غزة، الطرفين على ميزان الربح والخسارة، خاصة أن كلًّا منهما يسعى للحصول على صورة المنتصر.

وبموجب الصفقة، فإن وقفًا لإطلاق النار سيتسمرّ بالقطاع لأربعة أيام مقابل إفراج حركة حماس عن 50 محتجزًا إسرائيليًّا وأجنبيًّا لديها، فيما تُطلق إسرائيل سراح 150 أسيرة وطفلًا من سجونها، مع وقف كامل لتحليق الطيران.

وتباينت آراء المحللين السياسيين، بشأن الطرف الذي ربح من صفقة التبادل التي بدأ تنفيذ أول بنودها، أمس الجمعة، مؤكدين أن الطرفين سيعملان مع الأطراف المعنية من أجل تمديد الهدنة والتوصل لصفقة شاملة.

المنطقة الرمادية

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أحمد عوض، أن "إسرائيل وحماس في صفقة التبادل الجارية حاليًّا وضعا نفسيهما في المنطقة الرمادية"، قائلًا: "بمعنى أنه لا يوجد رابح أو خاسر حتى اللحظة في جولة القتال الحالية بينهما".

وقال عوض، في حديث لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه الصفقة لا يجري الحديث عن الرابح والخاسر بقدر ما تؤسس له الصفقة للتوصل إلى صفقة شاملة تنهي الحرب على غزة، وتضع خطوطًا عريضة لأي مواجهة مقبلة".

وأشار إلى أن "الطرفين يريان نفسيهما رابحين؛ فحماس تروّج لانتصارها على إسرائيل بكسر جميع الأهداف التي وضعت قبل الحرب، وأنها حققت نجاحًا غير مسبوق"، مستدركًا: "لكن بتقديري ما حصلت عليه حماس ليس كافيًا".

أخبار ذات صلة

قراءة في خطة حماس بعد وقف إطلاق النار المؤقت

           

وأضاف: "الأيام الأربعة للهدنة بغزة غير كافية لحماس لإعادة ترميم وضعها السياسي والعسكري وإعادة التموضع، وعلى الرغم من ترويجها لفكرة الانتصار بالمرحلة الأولى؛ إلا أن جميع تفاصيل الهدنة غير كافية سواء للحركة أو لسكان غزة".

وبيّن أن "إسرائيل بدورها تروّج لتحقيقها مكاسب كبيرة على حساب حماس، أبرزها عدم الامتثال للشروط والمتطلبات التي وضعتها الحركة مع بداية الحرب لتنفيذ صفقة تبادل، والتدمير الكبير للقطاع، علاوة على تحكّمها بالمساعدات التي تدخل لغزة وشمالها".

وأضاف: "السياسيون الإسرائيليون يسعون للظهور بصورة المنتصر بهذه الصفقة من أجل التهرّب من المساءلة التي تنتظرهم بعد الحرب على غزة"، متابعًا: "الطرفان لم يحققا أي مكاسب تذكر حتى هذه اللحظة".

ورجّح المحلل السياسي، أن "يبذل الطرفان جهودًا من أجل تمديد الهدنة الإنسانية بغزة في إطار شروط صفقة التبادل الحالية"، قائلًا: "بتقديري كل طرف لديه أسباب قوية لتمديد الهدنة، وتُمارس عليهما ضغوط لتحقيق ذلك".

صفقة بالقوة العسكرية

من ناحيته، يرى المحلل السياسي، جهاد حرب، أن "إسرائيل تروّج سياسيًّا وإعلاميًّا على نجاحها في التوصّل لهذه الصفقة في إطار القوة العسكرية العنيفة التي استخدمتها ضد قطاع غزة خلال الأسابيع الماضية".

وأوضح حرب، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل تعتقد أنه لولا القوة العسكرية لما كان لحماس أن تقبل بهذه الصفقة وشروطها"، متابعًا: "ربما الكفّة الرابحة تميل للحكومة الإسرائيلية بهذه الصفقة على حساب حماس".

وأضاف: "إسرائيل نجحت في كسر المعادلة التي وضعتها حماس مع بداية الحرب المتمثلة في الكل مقابل الكل، حيث طالبت الحركة بالإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل جميع المحتجزين والأسرى في غزة".

وأشار حرب، إلى أن "إسرائيل وبفرضها شروط إدخال المساعدات لقطاع غزة وبقائها في عدد من المواقع داخل مدينة غزة وشمالها، انتصرت ولو جزئيًّا على حماس"، لافتًا إلى أن ذلك لم يحدث في الحروب السابقة.

واستكمل بالقول: "حماس لم تنجح في التوصّل لصفقة شاملة مع إسرائيل، واضطرت في النهاية للقبول بصفقة جزئية تمهّد للصفقة الشاملة"، مشيرًا إلى أنه في حال لم تُمدّد الهدنة بغزة فإن القتال سيكون أعنف من السابق.

واستدرك: "المكسب الوحيد لحماس بهذه الحرب هو تراجع إسرائيل قليلًا عن بعض مطالبها، وقبولها بإدخال الوقود وغاز الطهي لغزة، والموافقة على وقف تحليق الطيران بأجواء القطاع؛ لكنها لم تُحقق أكثر من ذلك".

أخبار ذات صلة

لأول مرة منذ بدء الحرب.. معبر رفح يعمل في الاتجاهين

           

قواعد جديدة

ويرى المحلل السياسي، مصطفى إبراهيم، أن "الصفقة الحالية بين حماس وإسرائيل وضعت قواعد جديدة للتفاوض بينهما، على أساس أن كل محتجز إسرائيلي سيكون مقابله 3 أسرى فلسطينيين"، لافتًا إلى أن معادلة واحد مقابل 1000 أسير انتهت.

وأوضح إبراهيم، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن "هذه القاعدة ستكون الأساس الذي ستُبنى عليها المفاوضات المقبلة بين الجانبين"، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيُروّج لهذا الأمر على أنه أكبر الانتصارات.

وأضاف: "هذه القاعدة ستُقلل عدد الأسرى الفلسطينيين المفرَج عنهم من السجون الإسرائيلية، وستُجبر حماس على المفاضلة بين الأسرى لاعتبارات معينة، ويمكن أن يؤدي إلى تصادم بينها وبين الفصائل الأخرى".

وتابع: "حماس بدورها ترى في كسر لاءات الحكومة الإسرائيلية بشأن وقف الحرب على قطاع غزة انتصارًا مهمًّا، وأن هذه الهدنة تؤسّس لصفقة شاملة مع إسرائيل بوساطة إقليمية وبضمانات أمريكية لأول مرة".

وبحسب المحلل السياسي، فإن "الضمانات الأمريكية بشأن عدم خرق إسرائيل للهدنة وكون واشنطن طرفًا بهذه المفاوضات، ربما يكون عاملًا مهمًّا في حسمها، وهو الذي شجّع حماس من أجل القبول بشروط الهدنة الإنسانية".

وزاد بالقول: "بتقديري الحرب ستُستأنف بعد هذه الهدنة خاصة أن إسرائيل تريد تحقيق الكثير من المكاسب، خاصة ما يتعلّق بتدمير القطاع، وتهجير سكانه، والقضاء على الجماعات المسلّحة فيه"، على حد تقديره.

وختم إبراهيم: "بتقديري الصفقة الشاملة ستكون في إطار رؤية إسرائيل والولايات المتحدة الأمنية والسياسية"، متابعًا: "عمليًّا بالنسبة لإسرائيل هناك مخاطر أمنية كبيرة فيما يتعلّق بإطلاق سراح جميع المعتقلين لديها".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC