هل يراهن الرئيس التونسي على الجيش بدلا من البلديات؟

أثار تكليف الرئيس التونسي قيس سعيد جيش بلاده بصيانة المسبح البلدي في إحدى ضواحي العاصمة، تقديرات وتكهنات حول دلالات ذلك، خاصة أنها ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها إلى الجيش.

فعندما كانت تونس تواجه تفشي فيروس كوفيد-19 عام 2021 لجأ سعيد إلى قوات الجيش الوطني لتطعيم المواطنين، كما عين مسؤولين في مناصب وزارية مهمة من الجيش على غرار وزير الفلاحة عبد المنعم بلعاتي.

وقال الرئيس التونسي: "إن المسبح البلدي بساحة باستور يعتبر أول مسبح في تونس وأحد أهم المعالم الرياضية، وقد كان سابقا يحتضن العديد من المسابقات، لذلك يتعين إعادة تهيئة جميع مكوناته بشكله السابق دون أي تغيير".

ومن جانبه، قال رئيس حزب "التحالف من أجل تونس" سرحان الناصري: "أن يوكل رئيس الجمهورية للجيش هذه المهام فكرة طيبة، خاصة أن المؤسسة العسكرية تضطلع بدور اقتصادي في عدة دول، ويجب أن يكون للجيش جزء من بعض المشاريع، مثل المنشآت والمشاريع الكبرى في البنى التحتية وغيرها".

وأوضح الناصري لـ"إرم نيوز"، أن "تونس لها تجارب رائدة في ذلك من خلال المستشفى العسكري وهي المؤسسة الصحية الأكثر نجاعة، لذلك نثمن ما قام به رئيس الجمهورية، خاصة أمام تلاعب عدد من المقاولين في ما يخص بعض المشاريع، لاسيما الرياضية وقطاع الطرقات والجسور".

وأكد: "توجيه الجيش لهذه المشاريع عمل سليم، لكن من جهة أخرى يجب تأطير هذه التدخلات من قبل المؤسسة العسكرية".

فيما قال المحلل السياسي هشام الحاجي، إن "هناك تقاليد في تونس فيما يخص الاستعانة بالجيش الوطني، وبالتالي هذه خطوة تندرج في سياق ما وقع وما يقع التعارف عليه منذ عقود، وربما الجديد يأتي في ظل عدم إيمان رئيس الجمهورية بالأجسام الوسيطة مثل الأحزاب، إضافة إلى أن خطابه السياسي يقوم على نقد لاذع للإدارة المدنية وأدائها".

وأوضح الحاجي لـ"إرم نيوز"، أنه "من المنطقي أن يراهن رئيس الجمهورية على الإدارة العسكرية من هذا المنطلق، خاصة ونحن اليوم من دون بلديات منتخبة، وهذا بحد ذاته يفسر حالة العطالة المحلية، ولاسيما في السنوات الأخيرة التي أربكت الإدارة".

وحرصت تونس منذ عقود على تحييد الجيش عن الخصومات السياسية والحياة المدنية كذلك، لكن محللين يعتبرون أن المقاربة الجديدة التي يقول قيس سعيد إنه يسعى إلى تنفيذها، ستقوم على خلاف ذلك.