وزير خارجية إسرائيل: إذا لم يتحرك العالم لسحب حزب الله من الشمال فإن إسرائيل ستفعل ذلك

logo
العالم العربي

نزع سلاح "حزب الله".. ورقة يراهن عليها نتنياهو مقابل وقف التصعيد ضد لبنان

نزع سلاح "حزب الله".. ورقة يراهن عليها نتنياهو مقابل وقف التصعيد ضد لبنان
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوالمصدر: رويترز
22 سبتمبر 2024، 9:03 ص

رجّح محللون سياسيون عدم وصول المواجهة القائمة بين "حزب الله" وإسرائيل إلى حرب شاملة، في وقت حققت فيه تل أبيب جوانب عسكرية واستراتيجية تمكّنها من فرض واقع جديد على الحزب.

يأتي ذلك وسط توقعات بضغط من جانب الميليشيا عبر مؤسسات رسمية في الدولة اللبنانية، وأيضًا من بعض التيارات السياسية، بإمكانية تدخل المجتمع الدولي والإقليمي في مفاوضات غير مباشرة لتحقيق التهدئة.

أخبار ذات علاقة

إسرائيل تشدد ضرباتها على مواقع "حزب الله" وتؤكد تصاعد القتال (فيديو)

ويرى المحللون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال الأيام الأخيرة، عبر عملية "البيجر" وما تلاها، وضع القدرات العسكرية والتسليحية للحزب تحت سيطرته من خلال "ضغطة زر"؛ مما قد يفرض واقعًا جديدًا على الحزب في لبنان والمنطقة، يتمحور حول نزع سلاحه في المقام الأول.

ويقول المحلل السياسي إبراهيم مصطفى إن جميع التوقعات قائمة وغير محسومة، والمتغيرات تذهب وتعود لتشكّل صورة جديدة للحرب. حيث إن إسرائيل، من خلال ضرباتها الأخيرة التي ألحقت أضرارًا كبيرة بحزب الله، تواصل تحقيق أهدافها بالتعامل مع أي تهديدات قد تشكلها قوات الحزب.

وأضاف مصطفى لـ"إرم نيوز" أن من أبرز الأهداف التي حققتها تل أبيب في الساحة اللبنانية هو توجيه رسائل ذهنية ليس فقط إلى الداخل اللبناني، بل إلى ما يُسمى بـ"محور المقاومة" وحاضنته في دول عدة، مفادها أن إسرائيل قادرة على توجيه ضربات قوية لأي تنظيم بتكلفة منخفضة ودون تحمل خسائر كبيرة، وأيضًا دون مساءلة دولية.

الرسائل الذهنية والواقع الجديد

وأشار مصطفى إلى أن إحدى الرسائل الذهنية المهمة هي أن الذراع الأكبر قوة لإيران، التي كانت تعتبر عقبة أمام تل أبيب وتمثل ردعًا قويًا لها، والتي تعتبر في الوقت ذاته الحصن الوحيد للدفاع عن لبنان، قد تلاشت خلال ساعات بطرق حملت إهانة كبيرة للتنظيم وحاضنته ومؤيديه، مما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب العديد من الأوراق في الفترة القادمة.

واستكمل مصطفى حديثه بأن نتنياهو، عبر عملية "البيجر" وما تبعها من نتائج، قد وضع القدرات العسكرية والتسليحية لحزب الله تحت سيطرته من خلال "ضغطة زر"، وأن التصعيد نحو حرب شاملة سيكون مرهونًا بمقدار المكاسب التي يمكن أن تحققها تل أبيب من فرض واقع جديد على حزب الله، يتضمن نزع سلاحه.

من جانبه، استبعد الباحث السياسي اللبناني ميشال مارجاوي أن يتصاعد التوتر بين إسرائيل وحزب الله إلى حرب شاملة في ظل المتغيرات التي شهدتها الأيام الأخيرة، مشيرًا إلى أن تل أبيب تسعى إلى تحقيق خطتها وفرض الواقع الذي تريده.

وحذر مارجاوي، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، من تعدد الرسائل التي توجه إلى قيادات حزب الله، مشيرًا إلى أن "الضربة" الواحدة قد يتبعها ألف ضربة. وأوضح أن هذا التصعيد يؤثر بشكل مباشر على الواقع المدني اللبناني، مطالبًا حزب الله بأن يأخذ في الحسبان المخاطر التي تهدد أرواح المدنيين؛ لأن إسرائيل لن تهتم بذلك ولن تكون ضرباتها محكومة بأي أخلاقيات، كما حدث عندما استهدفت عملية "البيجر" المدنيين، وأسفر قصف الضاحية عن سقوط ضحايا، بينهم أطفال.

وتوقع مارجاوي أن يسعى حزب الله، من خلال مؤسسات الدولة اللبنانية وبعض التيارات السياسية، ليس بالضرورة المتحالفة معه، إلى دفع المجتمع الدولي والإقليمي نحو مفاوضات غير مباشرة تهدف إلى التهدئة، مع ترك أي التزامات متعلقة بالاتفاقيات لطهران وقنواتها مع واشنطن.

وتساءل حول مدى استعداد تل أبيب للتجاوب مع هذا الطرح في الوقت الحالي، دون فرض شروط تؤدي إلى مزيد من التعدي على سيادة لبنان كدولة، سواء استراتيجيًا أو اقتصاديًا أو سياسيًا.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC