بعد سنة من إطلاقه.. لماذا تأخر مشروع "الرغيف الموحّد" في تونس؟

يتساءل التونسيون عن موعد طرح "الخبز الموحّد" الغني بالألياف في الأسواق، بعد سنة من وعد الرئيس التونسي قيس سعيد بذلك.

وأدّت أزمة النقص الفادح في الخبز الصيف الماضي إلى تذمر المواطنين من الطوابير اليومية الطويلة من أجل الحصول على ما يلزمهم من أرغفة، ما دفع الرئيس التونسي قيس سعيد إلى التدخل، معتبرًا أن ذلك "فضيحة".

"خبز واحد لشعب واحد"

وأصدر سعيد حينذاك مرسوم "خبز واحد لشعب واحد" في الـ27 من يوليو 2023، منتقدًا حقيقة أن يكون هناك "خبز للأغنياء وخبز للفقراء" في تونس، وفق تعبيره.

وبدأت بعد ذلك عمليات رقابية على ما يسمى المخابز "التقليدية" التي تُنتج الخبز المدعوم فقط، والمخابز التي تسمى "الحديثة" القادرة على إنتاج أنواع أخرى من الخبز بثمن مرتفع، وبدأت المخابز الحديثة حركات إضراب، بعد أن تم تعليق حصتها من الدقيق المدعوم كخطوة تحذيرية.

 وفي نهاية ديسمبر 2023، أعلنت السلطات التونسية عزمها على إنتاج خبز أكثر تغذية، وأكمل من الخبز الحالي، وهو ما لم يحصل حتى الساعة بعد 7 أشهر.

ورغم أن الوضع هدأ منذ أشهر، فإن الموضوع بقي حساسًا، خاصة أن تونس تحمل ذكريات مؤلمة لاضطرابات اجتماعية في علاقة بالخبز، ولا سيما "انتفاضة الخبز" عام 1984 التي سقط فيها عشرات القتلى، ولا تزال عالقة في الأذهان بقوة.

وفي يناير الماضي، وبمناسبة الذكرى الأربعين لتلك الانتفاضة التي احتج خلالها التونسيون على رفع الدعم عن الحبوب والارتفاع الكبير في الأسعار، ذكّر قيس سعيد بالتزامه بعدم رفع نظام الدعم في البلاد، مذكرًا بأن الدولة "لن تتخلى عن دورها الاجتماعي".

وكثيرًا ما أثير موضوع تغيير نظام الدعم لتخفيف القيود على الميزانية، خاصة في المناقشات مع صندوق النقد الدولي، دون أن يحدث أي تقدم حقيقي.

وصفة جديدة

وفي ديسمبر الماضي بدأ خبراء في التغذية بطرح مواصفات الخبز الجديد الذي سيتم تقديمه للتونسيين، وتم عقد أولى جلسات التذوق لهذا النوع من الخبز باستخدام دقيق غني بالألياف واختبار المنتج.

وفي ذلك الوقت، أعلن العديد من الخبراء ووزارة الزراعة التونسية عن "تسويق قريب لخبز جديد من القمح الكامل يحتوي على ألياف أكثر بكثير من تلك المتوفرة في الخبز التقليدي المعروف بـ "الباقات" أو الرغيف الفرنسي.

ويتميز الخبز المقترح بغنى الألياف بفضل تغيير طريقة استخلاص الدقيق، وتوضح مهندسة الأغذية الزراعية ألفة دعلول أنه "بدلاً من أخذ حبوب القمح فقط أثناء عملية الاستخراج، تتمثل الفكرة في استعمال الأغلفة المحيطة بها أيضا، والتي تشكل النخالة والألياف".

وتعمل الخبيرة في المعهد الوطني الزراعي بتونس مع باحثين آخرين منذ عام 2011 على أنواع استخلاص الدقيق وأفضل طريقة لإنتاج الخبز الأكثر تغذية من الخبز الموجود حاليًّا في السوق.

وتوضح ألفة دعلول أنّ "الخبز يسهم بنحو 50% من السعرات الحرارية التي يتناولها التونسيون، لذلك فمن الأفضل لصحتك أن تتجه نحو خبز أكثر تغذية" وفق تعبيرها.

ولكن منذ ذلك الحين لم يتم تسويق الخبز الجديد، وحتى الآن لا توجد معلومات حول ما إذا كان سيتم تنفيذ المشروع أم لا.