logo
العالم العربي

محللون: ملامح المرحلة الثالثة في غزة تشبه سيناريو الضفة الغربية

محللون: ملامح المرحلة الثالثة في غزة تشبه سيناريو الضفة الغربية
آليات عسكرية وجنود إسرائيليون عند حدود غزةالمصدر: رويترز
03 يوليو 2024، 11:40 ص

يرجح محللون أن تتشابه المرحلة الثالثة من الحرب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة مع السيناريو الذي يتبعه في الضفة الغربية، بحيث تشمل عمليات عسكرية أقل حدة وأكثر دقة وتوجيهًا، مع قرب الانتهاء من العمليات البرية واسعة النطاق.

وفق التقديرات، تشمل المرحلة الثالثة، نقل قوات عسكرية على الجبهة الجنوبية مع لبنان، وتسريح عدد من جنود الاحتياط الذين خدموا لأشهر طويلة في غزة، مع الحفاظ على عدد أقل من القوات العسكرية على الأرض لتنفيذ عمليات دقيقة ومحدودة حسب الحاجة ووفق المعلومات الاستخباراتية.

أخبار ذات علاقة

معارك ضارية بحي الشجاعية.. إسرائيل تمهد لـ"المرحلة الثالثة"

 ملامح المرحلة الثالثة

وحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية "كان"، فإن "المستوى السياسي وافق على توصيات القادة العسكريين بالانتقال للمرحلة الثالثة خلال الشهر الحالي، حيث سيسبق ذلك، الانتهاء من العملية العسكرية البرية في رفح جنوبي القطاع".

كما تشمل ملامح المرحلة الثالثة من الحرب في غزة، بقاء الجيش الإسرائيلي في عدة محاور وتحديدًا محوري نتساريم جنوبي غزة وفيلادلفيا على الحدود مع مصر، وسحب معظم القوات، والتحرك وفق المعلومات الاستخباراتية.

ويتيح محور نتساريم العسكري، والذي يفصل مدينة غزة عن باقي مدن القطاع بمناطق الوسط والجنوب للقوات الإسرائيلية تنفيذ عمليات عسكرية سريعة ودقيقة، خاصة وأنه يمثل نقطة المراقبة الأفضل لمختلف مناطق القطاع.

وستبقى القوات الإسرائيلية على محور فيلادلفيا أيضًا الذي يمتد لـ14 كيلو مترًا من معبر كرم أبو سالم إلى ساحل البحر المتوسط بطول الحدود بين مصر وغزة، إذ يعتبر الجيش المحور بمثابة شريان الحياة لحركة حماس.

ووفق صحيفة "هآرتس" العبرية، فإن "مشكلة القادة السياسيين والعسكريين في هذه المرحلة هو كيفية إقناع الإسرائيليين بالانتقال إلى مرحلة جديدة من الحرب أقل حدة، في ظل عدم التوصل لصفقة مع حماس، خاصة وأن العمليات العسكرية المكثفة لم تؤدِ لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين بغزة".

سيناريو الضفة

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، سليمان بشارات، أن "المرحلة الثالثة ستكون في إطار أشبه بالوضع الذي تشهده الضفة الغربية منذ سنوات"، لافتًا إلى أن الجيش الإسرائيلي سيركز على الضغط العسكري بعمليات دقيقة ومحددة.

وقال بشارات، لـ"إرم نيوز"، إن "قطاع غزة سيشهد ضربات جوية بشكل يومي على أهداف متفرقة من القطاع وتحديدًا المنطقة الوسطى التي لم تشهد عملية عسكرية برية واسعة"، مبينًا أن الضربات ستحدث دمارًا كبيرًا.

وأوضح أن "القطاع سيشهد أيضًا اقتحامات عسكرية ميدانية لتنفيذ عمليات خاطفة بعمق القطاع، على غرار ما حدث بمخيم النصيرات وأدى لتحرير الجيش الإسرائيلي أربعة من الرهائن"، مؤكدًا أن هذا الأمر سيتسبب بسقوط عدد كبير من الضحايا.

وأكد أن "تلك العمليات ستكون بناء على معلومات استخباراتية دقيقة للغاية، ومع ضمان الحيلولة دون تكبد إسرائيل أي خسائر بشرية"، لافتًا إلى أن هذه العمليات ستعتمد بشكل أساس على المواقع العسكرية الموجودة داخل القطاع.

وبين أن "هذه المرحلة ستؤدي للحد من القدرات العسكرية لحركة حماس، وربما تشل بعضًا من قدراتها خاصة الصاروخية؛ إلا أنها ستتيح الفرصة للحركة وجناحها المسلح للعودة لروتين العمليات التي كانت قبل الانسحاب الإسرائيلي من غزة عام 2005".

وأشار إلى أن "حماس ستركز بشكل أكبر على العمل المسلح واقتحام المواقع العسكرية الإسرائيلية عبر الوسائل البدائية القديمة"، لافتًا إلى أن السيطرة على محور فيلادلفيا سيضعف الإمداد العسكري لحماس ويدفعها للاعتماد على التصنيع المحلي.

هجمات مسلحة

ويرى الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، أن "المرحلة الثالثة من الحرب ستبقي الجيش الإسرائيلي عرضة للهجمات المسلحة على محوري نتساريم وفيلادلفيا"، لافتًا إلى أن ذلك سيدفعه لتكثيف الضربات الجوية والعمليات الاستخباراتية.

وأوضح أبو زايدة، لـ"إرم نيوز"، أن "الإستراتيجية الجديدة ستؤدي بالتأكيد لإضعاف قدرات حماس العسكرية بشكل كبير للغاية وتقليل الخسائر الإسرائيلية؛ إلا أنها لن تؤدي للقضاء على تلك القدرات إلا بعد فترة طويلة".

وأشار إلى أن "الجيش الإسرائيلي قد يفشل في هذه المرحلة حال زادت وتيرة المواجهة العسكرية على الجبهة الشمالية مع لبنان، وهو الأمر الذي تسعى تل أبيب وواشنطن للحيلولة دون حدوثه"، مؤكدًا أن المرحلة الثالثة هدفها الرئيس تخفيف حدة التوتر على الجبهة الشمالية.

وتابع: "المرحلة الثالثة لا تهدف بالأساس لإنهاء القدرات العسكرية لحماس؛ وإنما لإراحة جنود الجيش الإسرائيلي وإطالة أمد الحرب، والتخفيف من الضغوط الدولية على حكومة بنيامين نتنياهو من المجتمع الدولي والولايات المتحدة".

وختم أبو زايدة: "طبيعة هذه المرحلة وعدم وضوح ملامحها يمثل إشارة قوية على أن إسرائيل لا تمتلك أي أهداف عسكرية للحرب في الوقت الراهن، وأنها مرهقة من استمرارها"، متابعًا: "ستكون قدرات حماس العسكرية ضعيفة بالمرحلة الثالثة، لكن القضاء عليها نهائيًا يحتاج سنوات".

أخبار ذات علاقة

نتنياهو: نقترب من القضاء على قدرات "حماس" العسكرية

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC