عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم العربي

جنوب لبنان.. نازحون يروون مآسيهم مع اشتداد الحرب

جنوب لبنان.. نازحون يروون مآسيهم مع اشتداد الحرب
20 يناير 2024، 1:47 ص

انتهز المشاركون في تشييع أحد أبناء القرية الفرصة لتفقد منازلهم، إلا ناصيف، فلم تنجح محاولته في أن يطل على بيته "أبعد بيت في عيترون" الحدودية جنوب لبنان، والمواجه لأحد المواقع الإسرائيلية.

يقول ناصيف لـ "إرم نيوز": "لم أستطع زيارة بيتي، أو حتى إلقاء نظرة عليه.. شعور صعب جداً ولا يوصف.. البيت هو حياة الإنسان وتعب العمر".

واستأجر ناصيف منزلاً لعائلته المؤلفة من خمسة أشخاص، لا يبعد كثيراً عن الشريط الحدودي، كي يعبر سريعاً حين تحط الحرب أوزارها، وأسعفه في الإيجار "غلة سنة" من جني مواسم الزرع، حملها في رحلة النزوح "رحلة القهر" .

وسلك ناصيف هذه الرحلة الصعبة غداة فتح ميليشيا حزب الله جبهة جنوب لبنان في الثامن من أكتوبر الماضي.

وتخطى عدد النازحين حاجز الـ100 ألف، بحسب الخبير الإحصائي ربيع الهبر، الذي أوضح لـ"إرم نيوز" أن 20% منهم لجؤوا إلى مراكز إيواء وبيوت في منطقة صور، التي أنشأتها وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات القضاء، أما النسب الباقية فتوزعت في الضاحية الجنوبية لبيروت ومدينة صيدا، وفي محافظتي البقاع وجبل لبنان.

واستقر قسم من النازحين لدى الأقرباء والأصدقاء، فيما اضطر قسم آخر إلى استئجار منازل ببدلات مرتفعة وغير واقعية.

مراكز الإيواء تستقبل نحو ألف نازح، فيما يتوزع نحو 25 ألفا على البلدات
مرتضى مهنا، مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور

ولم تقتصر موجات النزوح على المراحل الأولى من الحرب، بل هي مستمرة يوميا، وتشمل أيضاً قرى لا تجاور تماماً الشريط الحدودي، بفعل توسع عمليات القصف الإسرائيلية وتخطيها كيلومترات عدة داخل جنوب لبنان، بالإضافة إلى أصوات الانفجارات التي ترعب الأطفال، ما يدفع ذويهم للنزوح إلى أماكن أكثر أمناً.

وقال مدير وحدة إدارة الكوارث في اتحاد بلديات صور مرتضى مهنا، لـ"إرم نيوز"، إن "الوحدة تستقبل يومياً بحدود 300 شخص، يفدون من البلدات الحدودية، لا سيما في قضاء بنت جبيل، مثل عيترون وعيناتا ومجدل زون وكونين ويارون".

وأضاف مهنا أن "مراكز الإيواء تستقبل نحو ألف نازح، فيما يتوزع نحو 25 ألفا على بلدات القضاء، ويشكلون نحو 3600 عائلة، تتولى وحدة إدارة الكوارث تأمين احتياجاتهم بما تيسّر". 

وتتركز هذه الاحتياجات، بحسب مرتضى، على الحصص الغذائية ومستلزمات الأطفال والأغطية ومواد النظافة داخل مراكز الإيواء وخارجها.

وتعلو الأصوات في صفوف النازحين، منتقدة  قصور الجهات المعنية في متابعة أوضاعهم، وعدم توفير مقومات الإغاثة الأولية لهم، مع بقاء خطة الطوارئ التي أعلنتها الحكومة لتلبية احتياجاتهم حبرا على ورق، وبقيت المبالغ التي تم الإعلان عن رصدها للتعويض على المتضررين مجرد أرقام في الهواء. 

وترك أبو حسين بلدته عيتا الشعب قبل ثلاثة أشهر، ويقيم حاليا عند ابنته المتزوجة في بيروت.

وقال لـ"إرم نيوز": "لم أتلق طيلة هذه الفترة سوى كرتونة إعاشة ومئة دولار.. خسرنا مواسم الزرع، واستنفدنا ما حملناه من مدخرات، ولم يبق بحوزتنا إلا مفاتيح البيوت".

وأضاف: "صحيح عايشين مع بنتنا، بس الإنسان ما بيرتاح إلا ببيتو".

وترأس أنصار جمعية أهلية في بلدتها حولا، لكن هذه الجمعية "رفعت يديها"، وفق تعبيرها، بفعل الظروف الصعبة وقلة الموارد.

ونزحت أنصار كما فعل السواد الأعظم من سكان الشريط الحدودي، واستقرت مع عائلتها في منزل إلى الجنوب من بيروت، يعود لأحد المغتربين من أقربائها، وتحصل مرة كل شهر على حصة غذائية.

يقول أمين النازح من ميس الجبل لـ"إرم نيوز": "ما عاد فينا نعمّر (نبني)، صرنا معمرين بيتنا 3 مرات، وهلق على أعصابنا إذا بيتدمر من جديد".

أخبار ذات صلة

مقتل إسرائيلييْن بصاروخ مضاد للدبابات أطلق من جنوب لبنان

           

وأضاف أمين: "الأزمة خانقة حتى على الناس المقتدرين، الجميع بدون لا شغلة ولا عملة، مع العلم أن بيوت الجنوبيين والمزارعين مليانة خيرات، وهلق قضوا على زراعاتهم واحترقت أرضهم بالفوسفور".

ويستهدف الجيش الإسرائيلي البلدات الحدودية بالقذائف الفوسفورية المحرمة دوليا، والتي تشكل تهديدا على حياة المدنيين وتلوث المزروعات والتربة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC