logo
العالم العربي

انتقادات واسعة لموقف حكومة الجيش السوداني من محادثات جنيف

انتقادات واسعة لموقف حكومة الجيش السوداني من محادثات جنيف
سودانيون يهربون من الحرب المندلعة في بلادهمالمصدر: أ.ف.ب
11 أغسطس 2024، 4:02 م

هاجمت قيادات سياسية سودانية، موقف الحكومة التابعة للجيش السوداني، بعدم المشاركة بمحادثات جنيف المقبلة للسلام، معتبرين أنها ستطيل أمد الحرب بين الطرفين المتصارعين، والخاسر الوحيد هو الشعب السوداني.

 ووصفت تصريح رئيس وفد حكومة الجيش لمشاورات جدة "محمد بشير عبدالله أبونومو"، بـ"غير المسؤول، ويأتي في سياق الضغط، لإفشال محادثات وقف إطلاق النار".

وكان رئيس وفد الحكومة التابعة للجيش السوداني، محمد بشير عبدالله أبونومو، أعلن، في وقت سابق من اليوم الأحد، أن المشاورات التي عقدها مع ممثلين للحكومة الأمريكية في مدينة جدة السعودية، فشلت في التوصل إلى اتفاق حول محادثات جنيف المقبلة.

وقال "أبونومو"، في تدوينة على موقع "فيسبوك": إن المشـاورات انتهت مـن غيـر الاتفـاق علـى مشاركـة الوفـد السوداني فـي مفاوضـات جنيـف، بعد أن قدمت الولايات المتحدة الدعوة للجيش السوداني، بينما يريد شركاء الجيش أن يكون الوفد ممثلًا لحكومة بورتسودان.

الضغط على الجيش

واعتبر نائب حزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف، أن تصريح "أبونومو،" يأتي في سياق الضغط على الجيش السوداني، بعدم الذهاب، إلى جنيف، لحضور محادثات وقف إطلاق النار.

وأكد في تدوينة على منصة "إكس"، أن توصية "أبونومو"، لقيادة الجيش السوداني بعدم المشاركة في مفاوضات جنيف، موقف مخيّب لآمال الملايين من السودانيين ممن شردتهم الحرب ودمرت حياتهم.

وأضاف أن "التصريح جاء غريبًا، إذ إنه حمل توصية للقيادة أعلنها عبر الإعلام، وإن كانت التوصية ما زالت قيد النقاش، فمكانها هو قاعات الاجتماعات الداخلية، وليس الوسائط الإعلامية".

ورجّح أن الإعلان يأتي في سياق الضغط على قيادة الجيش السوداني بعدم الذهاب للتفاوض، وهو أمر تزامن مع حملة ينظمها عناصر النظام البائد عبر القنوات الإعلامية، ومنابر المساجد تسير في ذات الاتجاه الداعي لاستمرار القتال، ورفض الحلول السلمية التفاوضية.

وأشار إلى أن أطرافًا في معسكر الجيش السوداني، تتخذ مواقف ضد الحل السلمي التفاوضي، لأسباب ليس من بينها النظر لـ "معاناة الشعب السوداني"، التي طالت، بسبب استمرار الحرب.

وأكد أن الخيار، الآن، لدى قيادة الجيش السوداني، وعليها أن تنظر لملايين السودانيين الذين يتطلعون لمفاوضات جنيف كبارقة أمل تنهي معاناتهم، وأن يستمعوا لأصوات الجوعى والنازحين واللاجئين والمرضى، والذين يريدون العودة إلى ديارهم وعيش حياة طبيعية، وليس ضجيج من يريدون اتخاذ الحرب كوسيلة لتحقيق مكاسب سلطوية بائسة لا قيمة لها.

 

 

غير مسؤول

من جهته، هاجم القيادي بمعسكر الجيش السوداني، مبارك الفاضل المهدي، تصريح رئيس وفد حكومة بورتسودان لمشاورات جدة، لقائد الجيش بعدم المشاركة في مباحثات السلام في جنيف بسويسرا.

وأكد أن قواعد العمل في أي حكومة، تفرض على أي مسؤول حكومي، مهمة تقديم تقريره لرئيسه، وألا يصرح بنتائج المباحثات التي شارك فيها، قبل تسليم التقرير.

وأشار إلى أنه "في حالة "أبونومو"، فهو رئيس شرفي لوفد عالي المستوى يضم جنرالات في الجيش، وبالتالي فإن تقييم نتيجة المباحثات وكتابة التقرير يقوم بها الوفد مجتمعًا".

وأضاف أن "إعلان رئيس الوفد رأيه الشخصي بمقاطعة مباحثات السلام في جنيف قبل كتابة تقرير الوفد وقبل البرهان بما دار في المباحثات مع الوفد الأمريكي، تصرف غير مسؤول.

أخبار ذات علاقة

خبراء: لا خيار أمام الجيش السوداني سوى المشاركة في محادثات جنيف

 واعتبر إعلان التوصية، بعدم المشاركة في مفاوضات السلام، حتى يحرج الفريق عبد الفتاح عبد الرحمن البرهان‎ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني، ويقطع عليه الطريق في اتخاذ قرار بالذهاب إلى جنيف.

وشدد الفاضل على ضرورة أن يُوضع حدٌ لما أسماه بـ"العبث"، موضحًا أن مصير الدولة السودانية على "كف عفريت"، فأكثر من 10 مليون سوداني، مشرّدون، بسبب الحرب.

وقال: إن "على الفريق البرهان، أن يرسل وفده لمباحثات جنيف، فهي فرصة أخيرة لوقف الحرب، وتنفيذ اتفاق جدة، لإعادة النازحين واللاجئين إلى منازلهم، وحقن دماء أبناء السودان".

 

 

واعتبر المتحدث باسم الحزب الاتحادي الأصل، إبراهيم الميرغني، تصريح رئيس وفد حكومة الجيش في مشاورات جدة، أنه "موقف يعرقل آخر فرصة لتحقيق السلام، ويسد باب الأمل في وجه شعب مشرد بين الملاجئ، تاركًا خلفه وطنًا دمرته الحرب".

 

 

وكانت حكومة بورتسودان الخاضعة لسلطة الجيش، أعلنت يوم الجمعة عن "إرسال وفد إلى جدة، يترأسه وزير المعادن محمد بشير عبد الله أبو نمو، للتشاور مع حكومة الولايات المتحدة حول الدعوة المقدمة، منها حضور المفاوضات التي ستنعقد في جنيف، في 14 أغسطس/آب الجاري، بخصوص وقف إطلاق النار".

وأثار القرار جدلًا في السودان وسط اتهامات للجيش السوداني من خصومه بـ"المراوغة" لإفشال محادثات جنيف، التي قُدمت فيها الدعوة لطرفي الصراع في السودان، وليست للحكومة.

أخبار ذات علاقة

مع "احتدام الخلافات".. هل يفقد البرهان السيطرة على الجيش السوداني؟

 وكان الحلفاء العسكريون للجيش السوداني، قد طالبوا بإشراكهم في محادثات وقف إطلاق النار في سويسرا، قائلين إن "تقديم الدعوة للجيش وحده، أمر مرفوض جملة وتفصيلًا".

وتشمل قائمة هؤلاء الحلفاء: الحركات المسلحة التي تنضوي تحت حلف "القوة المشتركة"، وتقاتل إلى جانب الجيش السوداني، ضد قوات الدعم السريع، على رأسها حركة "تحرير السودان"، بقيادة حاكم مني أركو مناوي، وحركة "العدل والمساواة" برئاسة وزير المالية جبريل إبراهيم.

ويشار إلى أن الوفد الذي أرسله "البرهان"، إلى جدة، يقوده وزير المعادن المحسوب على حركة "تحرير السودان" التي يقودها حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، ويضم آخرين من الحركات المسلحة التي تقاتل مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع، كما شارك في المشاورات السفير "دفع الله الحاج علي"، المحسوب على جماعة نظام الرئيس السابق عمر البشير.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC