logo
العالم العربي

مع "احتدام الخلافات".. هل يفقد البرهان السيطرة على الجيش السوداني؟

مع "احتدام الخلافات".. هل يفقد البرهان السيطرة على الجيش السوداني؟
عناصر في الجيش السودانيالمصدر: أ ف ب
06 أغسطس 2024، 7:51 ص

تزداد وتيرة الخلافات داخل معسكر الجيش السوداني مع اقتراب الموعد المقرر لمحادثات جنيف المقبلة مع قوات الدعم السريع.

ويأتي ذلك وسط مؤشرات على فقدان قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان السيطرة على الأوضاع، ما قد يضع المؤسسة العسكرية على حافة الانقسام.

وقالت مصادر متطابقة لـ"إرم نيوز"، إن الخلافات احتدمت داخل معسكر الجيش منذ إعلان الولايات المتحدة الأمريكية عن تقديم الدعوة لطرفي الصراع في السودان لبدء  محادثات لوقف إطلاق النار في 14 أغسطس/ آب الجاري في سويسرا.

وذكرت أن هذه الخلافات جعلت الجيش يتأخر حتى اليوم عن إعلان موقفه من الدعوة الأمريكية بشأن محادثات وقف إطلاق النار، في وقت أعلنت فيه قوات الدعم السريع منذ وقت مبكر ترحيبها بالدعوة واستعدادها للمشاركة في المحادثات.

وأشارت المصادر إلى أن اللقاء التلفزيوني الأخير لمساعد قائد الجيش السوداني الفريق ياسر العطا، جاء ضمن هذه الخلافات، إذ كان القصد منه قطع الطريق على أي مفاوضات مرتقبة، بيد أن الطرف المساند للتفاوض تدخل وحذَف جزءًا كبيرًا من حديث العطا قبل بثه.

وكان التلفزيون السوداني الرسمي قد بث فقرات ترويجية من حوار مع العطا، أظهرت التشدد والتطرف في الموقف داخل المؤسسة العسكرية، بيد أن المشاهدين فوجئوا بحذف هذه الفقرات من الحوار عند بث الحلقة كاملة يوم السبت الماضي.

خلافات مبكرة

ومن جهته، أكد مصدر عسكري مطلع لــ"إرم نيوز"، أن "الخلافات داخل الجيش السوداني بدأت منذ الأيام الأولى لاندلاع الحرب".

وأوضح أن "الصراع يتمحور بين مجموعتين، إحداهما ترفض مبدأ الحوار مع قوات الدعم السريع، وهي مجموعة تيار متشدد تمتثل لأوامر أمين الحركة الإسلامية ويقود هذا التيار الفريق ياسر العطا، وبعض ضباط جهاز المخابرات العامة".

وأشار إلى أن "التيار الثاني يتزعمه البرهان ويسنده الفريق شمس الدين كباشي ورئيس أركان الجيش محمد عثمان الحسين، وهذه مجموعة يسندها فصيل أقل تشدداً في جماعة الإخوان المسلمين على رأسها وزير الخارجية الأسبق إبراهيم غندور".

وأكد أن "هذه المجموعة تؤيد التفاوض مع قوات الدعم السريع وحققت اختراقات لأكثر من مرة في محادثات جدة والمنامة، قبل أن يجهضها التيار المتشدد".

وبحسب المصدر، فإن "محاولة اغتيال البرهان في قاعدة جبيت الحربية شرقي السودان، كانت بتدبير من الفصيل المتشدد داخل الجيش نفسه، في محاولة لقطع الطريق أمام أي مفاوضات مع الدعم السريع، لأنها تبدو أكثر مثالية، من قيادة انقلاب صريح قد يقود إلى انشقاق وسط الجيش"، وفق تعبيره.

مواجهات مسلحة

وفي الوقت ذاته، استبعد المصدر سيناريو حدوث مواجهات مسلحة بين تيارات الجيش المختلفة، "لأن القادة يدركون خطورة ذلك وما يشكله من تهديد وجودي للتيارات كافة، وأنه يسهل مهمة تحقيق انتصار كاسح لقوات الدعم السريع المتقدمة فعلاً في جبهات القتال المختلفة".

وأضاف أنه "من الراجح استمرار محاولات الاغتيال في حال تزايد الرغبة نحو التفاوض قبل ضمان وجود مجموعة النظام البائد في مستقبل السلطة".

وشدد المصدر على أن الميليشيات الإسلامية، مثل لواء البراء الذي يتهم الفريق ياسر العطا بالولاء الكامل له، لن يجرؤ على تنفيذ انقلاب عسكري، ولكن سوف يستمر في مساعٍ جدية للتخلص من البرهان.

ورأى أن هذا قد يعقد من وضعية الجيش، ويقود إلى مزيد من الهزائم العسكرية في الميدان، وربما التفكك الكامل.

أخبار ذات علاقة

محادثات جنيف المحتملة تثير انقسامات ضمن صفوف الجيش السوداني

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC