الجيش الإسرائيلي يطالب بالابتعاد وإخلاء مبنى في برج البراجنة بالضاحية الجنوبية لبيروت

logo
العالم العربي

عوامل نفسية وميدانية تزيد الغموض حول مصير صفي الدين

عوامل نفسية وميدانية تزيد الغموض حول مصير صفي الدين
هاشم صفي الدين
05 أكتوبر 2024، 5:33 م

يكتنف الغموض مصير القيادي بميليشيا حزب الله اللبنانية، هاشم صفي الدين، عقب غارة إسرائيلية استهدفته ليل الخميس – الجمعة الماضية، وسط التزام الحزب الصمت وترجيح تل أبيب لمقتله دون تأكيد رسمي، ولكل طرف أسبابه في عدم إعلان أنباء رسمية حول ذلك.

ويُعد صفي الدين المرشح الأقوى لقيادة "حزب الله"، بعد مقتل الأمين العام السابق حسن نصر الله، حيثُ كان الحزب يهيئ الأجواء بصعوبة بالغة لتنصيب صفي الدين في منصب الأمين العام.

سقطة إعلامية

وقال المحلل السياسي اللبناني جورج سليم، إن الأمر بالنسبة لإسرائيل وحزب الله، حول التأكد من مصير صفي الدين، يتعلق بشكل كبير برصد الجثمان، سواء من جانب تل أبيب من خلال ما تمتلكه من تكنولوجيا وتقنيات رصد، استطاعت من خلالها قبل ذلك إعلان مقتل نصر الله.

ورجح أن عدم الإعلان الرسمي من تل أبيب، عن مصير "صفي الدين"، لعدم إتاحة الأدلة القاطعة في هذه المرة أمام تلك التقنيات في التأكد من مقتل الزعيم المنتظر للتنظيم، ومع ضرورة التأني والتأكد من نبأ مثل ذلك النبأ، قبل الإعلان عنه رسميا، لعدم الوقوع في "سقطة" إعلامية قد يكون لها تأثير على عمليات إسرائيل العسكرية تجاه "حزب الله".

أخبار ذات علاقة

ما زال مصيره غامضا.. حزب الله فقد الاتصال بصفي الدين منذ الجمعة

 

وبيّن في تصريحات خاصة لـ"إرم نيوز"، أن "حزب الله" لن يعلن ذلك بشكل سريع حتى لو تأكد قبل "تل أبيب"، لما سيكون للأمر من تأثير أكبر على صفوفه، ويزيد من حالة التفكك والانهيار الذي يعاني منه التنظيم مع ما وصل إليه سواء على مستوى اغتيال القيادات أو تدمير بنيته العسكرية والتسليحية والبشرية على الأرض وتحتها.

استبعد سليم نجاة صفي الدين، لكنه أكد أن "حزب الله" لا يريد الإعلان لما لذلك من تأثير على الجانب المعنوي لمقاتليه، وأيضاً إعطاء الفرصة لإعادة ترتيب الأوراق المتعلقة بطريقة التعامل مع رحيل الرجل، الذي كان يتبقى للإعلان عن قيادته للتنظيم، في وقت سابق، مدة زمنية قليلة.

 ولفت إلى أن إسرائيل لا تريد الحسم بالأمر بدون دلائل ملموسة حول مصرع "صفي الدين" في هذه الضربة، لوجود احتمالية حتى لو بنسبة 1%، عبر وسيلة إنقاذ كانت متخذة من جانب "إيران" في ظل السعي المنتظر لاغتياله، أو أن يكون استهدف بالفعل، لكنه تعرض لإصابة ولم يمت، وهو ما يكون له آثار إيجابية على حزب الله إن صح ذلك من جهة، وآثار سلبية على إسرائيل، تتعلق بالتشكيك في قدراتها على الاستهداف.

 ضربة قاتلة

بدوره قال الباحث السياسي طوني ميشال، إن هناك نسبة ضئيلة متعلقة بعدم قتل "صفي الدين" في غارة إسرائيلية وبقائه على قيد الحياة، لا تسمح بالإعلان من جانب تل أبيب رسمياً عن اغتياله، ثم يكون على قيد الحياة، الأمر الذي سينعكس سلبياً بشكل كبير على مصداقية الجيش الإسرائيلي، سواء أمام الداخل الإسرائيلي أو الإعلام الدولي، وأيضاً سيكون له آثار إيجابية على مستويات عسكرية وشعبية لـ"حزب الله" في هذه المرحلة.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي يدمر أحد رموز "حزب الله" في جنوب لبنان (صورة)

 وأكد في تصريحات لـ"إرم نيوز"، أن انتظار الإعلان من "حزب الله" برحيل "صفي الدين" حتى لو تم التأكد من ذلك داخل التنظيم، أمر غير منطقي وليس بالمنتظر، حيث كان يتم التعويل على "صفي الدين" في المرحلة القادمة لإعادة البناء مجدداً، فضلاً عن أن "حزب الله" بات بدون مكتب إعلامي بعد أن تم استهدافه مؤخراً في غارة إسرائيلية، حتى يعلن عن ذلك.

ورأى ميشال أن الإعلان الرسمي عن مقتل "نصر الله" من جانب إسرائيل كان بعد التأكد التام، وجاء إفصاح "حزب الله" بعد 24 ساعة، عقب التأكد من عدم نجاة الأمين العام السابق، مشيراً إلى أن المسؤولين المتبقين في "حزب الله"، يضعون في اعتبارهم مدى تأثير إعلان رحيل "صفي الدين" كضربة قاتلة على كافة المستويات في ظل هذه الظروف.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC