logo
العالم العربي

ما سبب تراجع حركة حماس عن إدارة معبر رفح؟

ما سبب تراجع حركة حماس عن إدارة معبر رفح؟
مسلحون يتبعون لحركة حماس بالقرب من معبر رفحالمصدر: (أ ف ب)
13 يوليو 2024، 5:50 ص

كشفت مصادر مطلعة، اليوم السبت، عن تفاهمات جديدة لإعادة فتح معبر رفح البري من الجانب الفلسطيني، تتضمن عدم وجود أي دور للقوات الإسرائيلية أو حتى لعناصر لحركة حماس لإدارته. 

وأضافت المصادر أن هناك "رفضًا" إسرائيليًّا لقيام السلطة الفلسطينية باستلام هيئة المعابر؛ ولذلك تجري مفاوضات مباشرة بين المصريين والإسرائيليين عن الجهة الفلسطينية الجديدة التي تستلم زمام الأمور في معبر رفح.

أخبار ذات علاقة

الجيش الإسرائيلي يحرق صالة المغادرين في معبر رفح

 

وقال مصدر مسؤول في حركة حماس، إن هناك رفضًا إسرائيليًّا "مطلقًا" لعودة حركة حماس لاستلام إدارة معبر رفح الحدودي، بالإضافة إلى إدارة الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم. 

وأوضح المصدر، لـ"إرم نيوز"، أن هذا الرفض هو ما دفع حماس لتقديم تنازلات من شأنها أن تؤدي إلى انسحاب الجيش الإسرائيلي من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وتسلم جهةٍ فلسطينية "لم يتم تحديدها" بعد إدارة المعبر الفلسطيني بموافقة إسرائيلية ومباركة من الوسطاء.

المنفذ الوحيد للغزيين

من جانبه، يرى المحلل السياسي الفلسطيني طلال أبو ركبة، أن عودة معبر رفح البري للعمل من جديد يعد أحد أهم المطالب الفلسطينية على المستويين الشعبي والرسمي، لا سيما وأنه المنفذ الوحيد للغزيين نحو العالم. 

وأضاف أبو ركبة، لـ"إرم نيوز"، أن معبر رفح البري يعد أحد أهم أوجه السيادة الفلسطينية في قطاع غزة؛ ولذلك تحظى إعادة تشغيل المعبر وعودته تحت السيادة الفلسطينية باهتمام واسع وبالغ في جولات المفاوضات.

إنهاء سيطرة حماس

وتابع، أن إسرائيل تريد من خلال إعادة احتلالها لمعبر رفح إنهاء سيطرة حركة حماس عليه من أجل التفاوض على إدارة جديدة للمعابر بإشراف دولي، تحرم الحركة من استخدام المعبر في أعمال تهريب وتلقي دعم عسكري ومالي. 

وأشار المحلل السياسي إلى أن الانقسام الفلسطيني يلقي بظلاله على عملية استعادة السيادة على المعبر الحدودي، لا سيما وأن نتنياهو يعارض بشدة أي عودة للسلطة الفلسطينية لقطاع غزة، باعتبار أن ذلك يعزز الجهة التي تحارب إسرائيل وتحاصرها في كافة المحافل الدولية.

تفاقم المعاناة

قال الباحث في الشأن الفلسطيني محمد العطار، إن احتلال معبر رفح من قبل الجيش الإسرائيلي فاقم معاناة الغزيين وحال دون خروج مئات الجرحى الذين أصيبوا خلال الحرب، إلى جانب توقف تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية. 

وأضاف العطار، لـ"إرم نيوز"، أن إصرار حركة حماس على استعادة إدارة معبر رفح ينبع من علمها بأنها بفقدان السيطرة على المعبر تصبح حبيسة القطاع، لا سيما وقد رأت معبر إيرز أقصى شمال القطاع يتحول إلى محور عسكري إسرائيلي، وتم بناء منطقة عازلة في عمق منطقة بيت حانون لتأمين المحور.

أمن قومي إسرائيلي

وأوضح أن المفاوضات الجديدة بشأن المعبر أظهرت تقدمًا ملحوظًا، إذ إن هناك مفاوضات بين إسرائيل والمصريين وصلت إلى التوصل لإمكانية الانسحاب من محور فيلادلفيا مقابل تدمير القوات المصرية لأي أنفاق ما زالت موجودة على طول الحدود، إلى جانب البحث عن جهة فلسطينية مدنية قادرة على إدارة حركة المسافرين والبضائع التجارية وقوافل المساعدات الإنسانية.

ولفت الباحث الفلسطيني إلى أن إسرائيل باتت تعتبر أن إدارة معبر رفح يعد أمنًا قوميًّا لها، ولن تسمح بعودة حركة حماس للسيطرة عليه اتساقًا مع أحد أهداف الحرب وهو إنهاء حكم حماس. ويعد تراجع حركة حماس عن استعادة إدارة المعبر بمثابة قبول بالواقع الجديد الذي أفرزته الحرب على القطاع.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC