عاجل

نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد

logo
العالم العربي

لقلة الإمكانيات الطبية.. أطباء غزة يعجزون عن علاج المرضى

لقلة الإمكانيات الطبية.. أطباء غزة يعجزون عن علاج المرضى
غزيون على أسرة العلاجالمصدر: (أ ب)
18 يوليو 2024، 2:10 م

وسط انتشار الأمراض بين عشرات الآلاف من سكان غزة، لا سيما الأطفال، بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع، يقف الأطباء عاجزين عن تشخيص بعض الأمراض، وعلاج الأخرى بسبب قلة الإمكانيات الطبية وانعدام الرعاية الصحية.

 وتنجم هذه الأمراض عن العدوى الفيروسية، وحالة الاكتظاظ بين النازحين في مراكز الإيواء، إلى جانب انعدام النظافة العامة والشخصية.

وأوضحت مصادر طبية فلسطينية أن من جملة هذه الأمراض التهاب الكبد الوبائي بأنواعه، وظهور أمراض جلدية غريبة في مناطق متفرقة من الجسم، هي عبارة عن تقرحات وطفح جلدي يتسبب للأطفال والكبار بحكة شديدة. 

 وبينت المصادر أن لأمراض الجهاز الهضمي نصيب الأسد من الحالات، حيث يعاني المرضى من آلام حادة في البطن، لكن قلة الإمكانيات وانعدام الرعاية الصحية حال دون الوصول إلى تشخيص دقيق لهذه الحالات الكثيرة العدد. 

من جانبه، ذكر برنامج غزة للصحة النفسية، الذي يرعى الجانب النفسي لسكان القطاع من خلال عدة مؤسسات، أن ما يتعرض له قطاع غزة من حرب إبادة لم يعشها أحد في التاريخ، له أثر بالغ على الصحة البدنية والنفسية للسكان، فقد تسببت اضطرابات ما بعد الصدمة وحالات الاكتئاب الحاد في ظهور أعراض غريبة لم يتمكن الأطباء من تشخيصها بشكل دقيق.

أخبار ذات علاقة

"صحة غزة": الواقع الطبي ينذر بأكبر عملية إعدام جماعي

 

طفح جلدي لا يستجيب للعلاج

يقول الطبيب المختص بالأمراض الجلدية، محمد عزيز، إن مجال الطب اعتمد على عدة تشخيصات علمية للأمراض الجلدية التي قد تصيب المواطنين في الوضع الطبيعي، إذ لم يسبق أن واجهنا صعوبة في تشخيص الحالات للبدء في بروتوكول العلاج.

 وأضاف عزيز، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن ما نشاهده، اليوم، من حالات مرضية تعاني من طفح جلدي غريب يصعب تشخيصه بالعين المجردة أو المعلومات الطبية المتوافرة، لا سيما أننا أمام طفح جلدي، وتقرحات بكتيرية لا تشفى مع استخدام المضادات الحيوية أو المراهم، وتبقى التقرحات "خضراء" أي أنها لا تلتئم.  

وتابع: "أعتقد أن للمواد المتفجرة المستخدمة في الصواريخ والقذائف دور أساس في مثل هذه الحالات، إلى جانب تعرض المواطنين للدغات الحشرات الغريبة والعقارب الملازمة لهم في الخيام بسبب الحر الشديد". 


 آلام شديدة.. والسبب نفسي

من جهته، قال استشاري طب الباطني وجراحة المناظير، الدكتور حسام أبو عودة، إننا في بعض الأحيان نقف عاجزين أمام تشخيص الحالات المرضية التي تأتي إلى المستشفى، وتشتكي من آلام حادة في أماكن مختلفة من منطقتي البطن والصدر. 

وأوضح أبو عودة، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هناك جملة من الأسباب التي حالت دون تقديم تشخيصات علاجية سليمة، أبرزها انعدام المنظومة الطبية، وعدم توافر المعدات الطبية المناسبة، وحرب الإبادة المستمرة، ودخول مواد غذائية عن طريق مساعدات إغاثية، وأخرى تعرضت لأشعة الشمس وعوامل التأكسد، ما أدى غالبًا إلى تلفها.

وتابع: "أتذكر حالة لسيدة في منتصف العمر جاءت إلى المستشفى، وهي تعاني من آلام حادة في البطن، ولا تقوى على الوقوف، واستخدمت معها جميع التشخيصات التي تعلمناها في الطب، وعبر مسيرتي المهنية، مثلما أشركت في تشخيصها أطباء آخرين زملاء لي، وقمنا بإعطاء المريضة بروتوكولات العلاج المعروفة دون جدوى، ليتدخل زميلنا في قسم الصحة النفسية ويؤكد أنها مصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ما سبب لها هذا الألم". 

 وقال أبو عودة إنه عندما سألنا المريضة عمّا تعرضت له، تبيّن أن اثنين من أشقائها ووالدتها تعرضوا جميعهم للقتل بقصف إسرائيلي أمام عينيها، ونزفوا أمامها لساعات دون المقدرة على إنقاذهم. 

 علامات مرضية غريبة وغير مفسَّرة

أما على الصعيد النفسي، فقال استشاري الصحة النفسية في وزارة الصحة في غزة، الدكتور عرفات أبو مشايخ، إن الطب النفسي سيقف عاجزًا أمام التعامل مع الحالات المرضية شديدة الخطورة التي تعرّض لها المواطنون في قطاع غزة، جرّاء حرب الإبادة، وما عايشوه من أحداث مأساوية ودامية.

وأضاف أبو مشايخ، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هناك أحداثًا ومشاهد عاشها أشخاص مع أكثر الناس قربًا منهم، قُتلوا بأكثر وأبشع الطرق وحشية، ما أدى لظهور علامات مرضية غريبة وغير مفسَّرة بالنسبة لنا كمختصين. 

وتابع: "بعض هذه الحالات تعرّضت إلى أعراض جسمانية شديدة، أصابت أعضاء معينة بالجسم، وكانت نتيجة تلقي صدمة نفسية شديدة جدًا، لم يكتف العقل ترجمتها على شكل أعراض نفسية، فكان للجسد نصيب كبير من آثار هذه الصدمة". 

ولفت أبو مشايخ إلى أن أبرز هذه الحالات كانت لشاب في الثلاثينات، قُتل 5 من أفراد أسرته، من بينهم طفله الوحيد الذي جاء بعد 10 سنوات من الزواج.

وأوضح أن هذا الثلاثيني تعرض للإصابة بشلل مؤقت في إحدى قدميه من فترة لأخرى، وبعد إجراء عدة فحوصات وتصوير طبي، تبيّن أن كل شيء سليم، ولا يوجد هناك تفسير علمي لما يتعرّض له هذا الشاب.

 وبحسب استشاري الصحة النفسية، فإنه بسبب حجم الألم النفسي الذي تعرّض له المواطنون في قطاع غزة جرّاء حوادث تقشعر لها الأبدان، يتوقع إصابة 45% من سكان القطاع باضطراب طيف واضطراب ما بعد الصدمة، إلى جانب الاكتئاب الحاد المفضي إلى الموت، وهي نسبة مرتفعة للغاية، وفق تعبيره.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC