إيران تعلن استئناف الرحلات الجوية بعد "التأكد من أمن الحركة الملاحية"

logo
العالم العربي

هجوم أكتوبر.. حماس اختارت البداية وفشلت في توقع نهايتها

هجوم أكتوبر.. حماس اختارت البداية وفشلت في توقع نهايتها
جنود من كتائب القسامالمصدر: أ.ف.ب
06 أكتوبر 2024، 6:34 م

يرى خبراء ومختصون بالشأن السياسي أن حسابات قادة حركة حماس وجناحها المسلح "كتائب القسام" كانت خاطئة بشأن الهجوم الذي نفذته في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي ضد إسرائيل، مؤكدين أن الحركة لم تحضر نفسها لأشهر طويلة من الحرب.

وبينما اختارت حماس بداية الحرب، يبدو أنها فشلت تمامًا في توقع نهايتها، فقد دخلت الحرب عامها الثاني، في حين اتسعت الحرب لتشمل لبنان وازدادت وتيرتها في سوريا، وسط مخاوف من تحولها لحرب إقليمية طويلة الأمد.

وتعد الحرب الدائرة بغزة الأطول في تاريخ الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، إذ استخدمت الأخيرة قوة مدمرة تسببت بمقتل وإصابة مئات الآلاف من سكان القطاع، علاوة على نزوح معظمهم، وتدمير آلاف المباني السكنية.

أخبار ذات علاقة

بعد عام من الدمار.. مأساة النازحين في غزة بانتظار "تسوية كبرى"

 وخسرت حماس جزءًا كبيرًا من قادتها السياسيين والعسكريين، وكذلك قدراتها العسكرية خلال الحرب، بما فيها الصواريخ، في حين حافظت الحركة على شبه سيطرة مدنية على القطاع، عبر مجموعات مسلحة شكلتها من أجهزتها الحكومية وعناصر جناحها العسكري، وفشلت إسرائيل في إيجاد بديل لها لإدارة شؤون الفلسطينيين في القطاع.

حسابات خاطئة

وقال المحلل السياسي، يونس الزريعي، إن "الحسابات الخاطئة لقادة حماس في الداخل كانت السبب الرئيس في دخولهم حربًا طويلة الأمد مع إسرائيل"، مؤكدًا أن الحركة لم تتوقع أن تدخل الحرب عامها الثاني.

وأوضح الزريعي، لـ"إرم نيوز"، أن "تقديرات رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار والقادة العسكريين في غزة أن الهجوم سيدفع نحو حرب تستمر لأشهر قليلة، وأنها على أبعد تقدير لن تتجاوز المدة الزمنية للحرب التي اندلعت عام 2014 (54 يومًا)".

وأشار إلى أن "هؤلاء القادة عولوا كثيرًا على ورقة الرهائن والمحتجزين، التي ستمكنهم من الضغط على إسرائيل ومنعها من توجيه ضربات عسكرية قاسية للقطاع يمكن أن تعرض الإسرائيليين للخطر"، لافتًا إلى أن ما حدث خالف تقديرات حماس وتوقعاتها.

وأضاف: "حماس اعتمدت في هجومها أيضًا على إمكانية فتح جبهات قتال متعددة ضد إسرائيل، وانضمام إيران وجميع حلفائها بكامل قوتهم للحرب؛ إلا أن الحركة ترى أنها خُذلت بهذا الشأن، خاصة أن مستوى التدخل لحلفاء إيران منذ بداية الحرب لم يكن بالمستوى المطلوب".

وبين المحلل السياسي أن "أكبر دليل على فشل مخطط حماس المتعلق بهجوم أكتوبر هو تنازلها عن المطالب التي أُعلنت في اليوم الأول من الحرب"، لافتًا إلى أن استمرار الحرب في غزة سيفقد الحركة مزيدًا من قدرتها، وسيكون سببًا بخسارتها للحكم.

ضعف عسكري

ويرى المحلل السياسي، محمد هواش، أن "حماس وجناحها المسلح لم تكن لديهما نية الدخول في حرب طويلة الأمد، كما أنهما لم يتوقعا أن تتمكن إسرائيل من مواصلة القتال كل هذه المدة، أو مواجهة التوتر الأمني والعسكري على جبهات مختلفة".

وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "حكومة بنيامين نتنياهو فاجأت حماس وحلفاء إيران في المنطقة بالخطط العسكرية المعدة، والقرارات المتعلقة بطول أمد الحرب، وتوسيع دائرة القتال والاستعداد لإمكانية تحولها لحرب إقليمية".

وأكد أن "الحركة في الوقت الراهن ليست لديها قدرة على مواصلة القتال ضد إسرائيل، وهي بأمس الحاجة للتوصل لاتفاق تهدئة وتبادل أسرى"، مشددًا على أن ذلك يظهر في خفض مستوى الضربات العسكرية لجناح حماس المسلح ضد الجيش الإسرائيلي.

أخبار ذات علاقة

قتلى وجرحى ونازحون.. حرب غزة بالأرقام

 وأضاف: "حماس خسرت معظم قدراتها العسكرية، ولم تكن تتجهز بالأساس لحرب طويلة الأمد، وكانت لديها آمال بأن تنجح في التوصل لاتفاق مع إسرائيل بشكل عاجل بضغط إقليمي ودولي"، مبينًا أنها اعتمدت على ذلك على ورقة الرهائن.

ووفق هواش، فإن "حماس فشلت في ابتزاز إسرائيل بورقة الرهائن، وأن حكومة نتنياهو لم تعطِ أي اهتمام أو أولوية لإعادتهم بالمفاوضات غير المباشرة مع حماس، واختارت بضغط الأحزاب اليمينية التحرك العسكري لاستعادتهم".

وختم: "حماس لم تحقق أيا من أهدافها بالحرب مع إسرائيل، ولن تتمكن من تحقيق أي مطالب لها، وستسعى خلال الفترة المقبلة للتوصل لاتفاق مع حكومة نتنياهو بأقل الخسائر الممكنة"، متابعًا: "لن يعارض السنوار وقادة حماس أي اتفاق يحافظ لهم على الحكم في غزة".

ولا يزال شكل نهاية الحرب غير متوقع بالنسبة للحركة وغالبية الفلسطينيين، وتحول ملف "اليوم التالي" للحرب معضلة تواجهها إسرائيل أمام حتى حلفائها، مع تمسك إسرائيل برفض أن يكون للسلطة الفلسطينية أي دور في غزة.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC