حزب الله ينعى قائداً عسكرياً و13 مقاتلاً قضوا في غارة إسرائيلية بضاحية بيروت
جبهة لبنان.. قواعد الاشتباك تتغير بسبب "البيجر" واغتيال عقيل
أكد خبراء سياسيون أن إسرائيل بدأت فعلياً في تغيير قواعد الاشتباك مع ميليشيا "حزب الله" اللبنانية، غداة تفجير آلاف من أجهزة "البيجر" و"اللاسلكي" الخاصة بحزب الله يومي الثلاثاء والأربعاء الماضيين، تزامناً مع اغتيال أبرز قادة حزب الله، ما يعقد المشهد سياسياً وعسكرياً.
وأقر أمين عام الميليشيا حسن نصر الله، بتعرض الحزب لضربة "قوية وقاسية وغير مسبوقة".
وقال في خطاب يوم الخميس: "نعرف أن إسرائيل متفوقة على المستوى التكنولوجي بمساعدة القوى الغربية، لا سيما الولايات المتحدة".
وفي هذا الشأن، بين المختص في الشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "الهجوم التقني الفريد من نوعه ضد عناصر ميليشيا حزب الله، يؤكد أن إسرائيل قررت تغيير قواعد الاشتباك مع إيران وحلفائها"، لافتًا إلى أن إسرائيل ترغب في القضاء على جميع التهديدات المحيطة بها دفعة واحدة.
وأوضح صباغ، لـ"إرم نيوز"، أن "إسرائيل ترغب في فتح جبهة قتال واسعة وطويلة الأمد على مختلف الجبهات، خاصة أن مثل هذا الخيار سيجبر الولايات المتحدة لأن تكون طرفًا في المعركة، وأن تتحرك ضد إيران وحلفائها".
وأشار إلى أن "الإسرائيليين أكدوا من خلال العملية التقنية الأخيرة أن بإمكانهم إلحاق أكبر قدر من الأذى لميليشيا حزب الله، وأن المعركة مع الحزب لن تقتصر على الحدود مع لبنان، وإنما ستمتد لتشمل مختلف المناطق".
وأضاف: "في المقابل فإن الحزب غير معني بتغيير قواعد الاشتباك، بالرغم من التهديدات التي يطلقها قادته بين الحين والآخر"، لافتًا إلى أن خطاب نصر الله ركيك، ويأتي من أجل حفظ ماء وجه الحزب الذي لم يرد على أي من العمليات الإسرائيلية.
وزاد: "حزب الله معني بعدم تكرار تجربة حرب تموز 2006 التي تسببت بدمار كبير للبنان، خاصة أن هناك حالة من الرفض اللبناني لهذا الأمر"، مستكملًا: "الحزب لديه أمل بنجاح الجهود الدبلوماسية للتهدئة وتجنيبه الحرب مع إسرائيل".
الفرصة المناسبة
بدوره، قال الخبير في الشأن الإسرائيلي، حاتم أبو زايدة، إنه "بات من الواضح تغير قواعد الاشتباك بين حزب الله والجيش الإسرائيلي في الآونة الأخيرة"، لافتًا إلى أن الجانبين ينتظران الفرصة المناسبة للدخول بالمواجهة الشاملة.
وأضاف أبو زايدة لـ"إرم نيوز"، إن "ميليشيا الحزب غير معنية بالدخول في هذا النوع من المواجهة؛ إلا أنها ترى أن إسرائيل تحاول فرض الحرب الشاملة على المنطقة"، مبينًا أنه لا مفر للجانبين إلا بالدخول في غمار الحرب الإقليمية.
وأوضح أن "الحرب المقبلة ستركز أساسًا على الاستهدافات التكنولوجية، وستكون الضربات الإسرائيلية المكثفة على التقنيات العسكرية والأمنية التي يستخدمها الحزب اللبناني"، مبينا أن مثل هذا السيناريو هو المفضل لدى إسرائيل".
ووفق الخبير العسكري، فإن "إسرائيل تعمل على جر حزب الله نحو الحرب الشاملة، خاصة أن هذه الحرب ستدفع بإيران لتكون طرفًا فيها، ما يعني أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيقدمون دعمًا غير مسبوق للإسرائيليين".
وزاد: "المنطقة أمام سيناريو واحد يتمثل في الدخول في الحرب الإقليمية التي ستؤثر في جميع الدول، وستكون لسنوات".
وأردف أنها "لا يمكن أن تتوقف إلا بالتوصل لاتفاق إقليمي دولي بشأن الهدوء على مختلف الجبهات الإسرائيلية".
