بعد تفجيرات البيجر.. "حزب الله" يفعّل "الرد السريع"

فعّلت مليشيا حزب الله اللبناني، نظام الرد السريع الخاص بها، وذلك خطوة أولى عقب الاضطرابات التي تعرض لها الحزب، إثر انفجارات أجهزة "البيجر".

ويشمل نظام الرد السريع، تفعيل فرق مضادة للدبابات والطائرات المسيرة، وهذه الفرق التي أقيمت بتمويل إيراني، من المفترض أن تكون مختبئة في المنطقة الحدودية.

وأدت العملية الإسرائيلية، إلى تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية المعروفة بـ"البيجر" والـ"ووكي توكي" التي يستخدمها عناصر مليشيا حزب الله اللبناني، ما أسفر عن سقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح في صفوف التنظيم. 

وتسببت هذه العملية بفوضى كبيرة لدى مليشيا حزب الله، وألحقت أضرارًا بالاتصالات ونظام القيادة والسيطرة، وتعد واحدة من أقسى الضربات التي أوصلت التنظيم إلى نقطة الصفر.

وبحسب موقع "ماكو" التابع للقناة 12 العبرية، فإن هذه العملية التكتيكية لم تلحق الضرر بقيادة حزب الله؛ لأن التنظيم معزول للغاية وله أنظمة منفصلة، وهذا ما سمح له بتفعيل ما يمكن تسميته "بمنظومة الرد السريع" التي بُنيت على مدى سنوات على الحدود الإسرائيلية اللبنانية.

وهذه مجموعة تعتمد على الملاحظات والاستخبارات التي جُمِعَت على مر السنين، والقوة النارية التي تشمل صواريخ قصيرة المدى وصواريخ مضادة للدبابات وطائرات مسيرة. 

ولدى كل وحدة عسكرية من هذه المجموعة، فرق محترفة في مكافحة الدبابات والصواريخ والمتفجرات، وحاولوا عدة مرات الاقتراب من الحدود الإسرائيلية.

ويبني حزب الله مصفوفات متكاملة على طول الحدود اللبنانية بأكملها منذ سنوات، وتشكيلات تدعم بعضها وتجمع بين وحدات الاستخبارات والمراقبين، ووحدات إطلاق النار. 

ويطلق الجيش الإسرائيلي على هذه التشكيلات اسم "التشكيلات الهجومية"، وتشمل أنظمة مضادة للدبابات، ونجحت في ضرب مقاتلي الكتيبة 51 التابعة للواء غولاني.

وللقيام بالهجمات، يجب أن تكون العناصر المعادية مختبئة وموجودة على الحدود للتصرف بسرعة في مدة لا تتجاوز الثواني.

وتمكنت مليشيا حزب الله، من بناء هذه التشكيلات العملياتية، بمساعدة موارد مالية كبيرة تقدر بملايين الدولارات جاءت من إيران، إلى جانب آلاف الصواريخ المتطورة، التي لا يتردد التنظيم في استخدامها.

وينشر حزب الله النظام المضاد للدبابات في المناطق المحصنة، وبالإضافة إلى ذلك، فقد رُسِّخ بعمق بين السكان المدنيين في جنوب لبنان، وعندما تتلقى فرقة من حزب الله أمرًا بإطلاق النار أو الدفاع، فإنها تذهب إلى منطقة التجمع، وتنضم إلى مستودع الذخيرة وتتسلح بالصواريخ، ومن هناك تتقدم إلى المخبأ، ثم يبدأ الهجوم.