بين "تعنت" نتنياهو و"إصرار" غالانت.. مواقف متضاربة تبدد آمال إنهاء الحرب

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن الجيش الإسرائيليّ سيزيد الضغط على حركة حماس، فيما شدّد وزير الجيش الإسرائيلي، يوآف غالانت، على نضوج الظروف التي من شأنها إتاحة التوصّل إلى اتفاق مع حماس من خلال المفاوضات الجارية عبر الوسطاء.

وجاءت التصريحات خلال مشاركتهما بمراسم إحياء ذكرى الجنود الذين قتلوا خلال حرب غزة عام 2014.

 سطوة كبيرة

بدوره قال المختص بالشأن الإسرائيلي خلدون البرغوثي إن نتنياهو يمتلك سطوة كبيرة على القرار النهائي في إسرائيل، لما يتمتع به من نفوذ ودهاء سياسي يمكنه من تمرير مشاريعه وقراراته في كل الظروف.

وأضاف البرغوثي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن هناك حالة احتقان سياسي شديد بين نتنياهو وغالانت؛ بسبب إصرار الأخير على ضرورة توفير بيئة مناسبة لإنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق النار.  

وتابع: "يعتقد وزير الدفاع الإسرائيلي أن الظروف نضجت من أجل التوصل لاتفاق تبادل مع حركة حماس، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري الذي يريده نتنياهو لن يكون في مصلحة الاتفاق وسيعيق تقدمه". 

 إجماع مطلق

وأوضح المختص في الشأن الإسرائيلي أن غالانت يمثل رأي المؤسسة الأمنية والعسكرية، إذ لأول مرة منذ فترة طويلة يتفق في اجماع مطلق قيادة الجيش مع الشاباك ومعهم الموساد، وعدد من وزراء الحكومة بمثالية الفرصة التي يمكن أن تنجز صفقة تبادل مع حماس.

 ولفت البرغوثي إلى أن الأسباب التي تدفع نتنياهو إلى معارضة هذا الإجماع هي أسباب شخصية بالدرجة الأولى، وأبرزها هو التعرض لمساءلات ومحاكمات؛ بسبب تهم الفساد المنسوبة إليه، إلى جانب نتائج تحقيق هجوم السابع من أكتوبر. 

 الضغط العسكري

من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر في غزة، عبدربه العنزي، إن تركيبة النظام السياسي الإسرائيلي تتيح فكرة الاختلاف بنسبة كبيرة بين الأقطاب السياسية المختلفة.

 وأضاف العنزي، في حديث لـ"إرم نيوز"، أن نتنياهو يعتقد بأن إنجاز صفقة تبادل مع حركة حماس في هذه الأوقات يمنحها قسطًا من الراحة، في الوقت الذي تتعرض فيه الحركة للأذى بسبب مقتل قادتها وعناصرها.

 وتابع: "وعليه فإن نتنياهو يرى بأن الضغط العسكري هو ما يمكن أن يحقق نتائج كبيرة في جولات التفاوض غير المباشرة مع حركة حماس".

 آثار محاولة اغتيال الضيف وسلامة

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن حركة حماس في أكثر لحظاتها ضعفًا في هذه الأوقات، ولا سيما عقب محاولة اغتيال محمد الضيف ورافع سلامة وتأكيد مقتل الثاني، ومع ازدياد حدة العمليات العسكرية وإغلاق المعابر والدخول في مجاعة جديدة.  

وبحسب العنزي، فإن التقديرات الإسرائيلية الصادرة عن مركز الأمن القومي الإسرائيلي إلى جانب توصيات المستويين العسكري والأمني تزيد الضغط على نتنياهو، والتي من شأنها أن تحسم أمر إتمام صفقة تبادل مع حركة حماس، مع بقاء خيار إمكانية العودة للقتال متى ما اقتضت المصلحة الإسرائيلية.

 مبينًا أن هاجس نتنياهو الأكبر هو أن تنتهي الحرب وتبقى غزة والجبهة الجنوبية جبهة قادرة على تهديد أمن اسرائيل.