عاجل

مصدر: نسبة الإقبال على التصويت في انتخابات الرئاسة بالجزائر بلغت 48 بالمئة

logo
العالم العربي

"الإخوان".. كلمة السر في رفض البرهان المشاركة بمحادثات جنيف

"الإخوان".. كلمة السر في رفض البرهان المشاركة بمحادثات جنيف
قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهانالمصدر: رويترز
26 يوليو 2024، 5:37 م

أرجع محللون وسياسيون، إعلان رفض الجيش السوداني، المشاركة في محادثات جنيف، مع قوات "الدعم السريع" في 14 أغسطس المقبل، برعاية أمريكية، إلى هيمنة "الإخوان المسلمين" على قرار القوات المسلحة.

وقال ساسة سودانيون، في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن إصدار بيانات "منسوبة" إلى الجيش السوداني، ثم تكذيبها ونفيها في الوقت ذاته، يوضح أن قائد الجيش، عبد الفتاح البرهان وفريقه، يخاطبون جهتين، عبر تعدد البيانات وتناقضها باختلاف محتواها.
 
والجهة الأولى هي المجتمع الدولي، ويبرز من الحديث عن أن الجيش لا يمانع التفاوض، ليتعامل هذا البيان مع أي عقوبات من الممكن أن تلاحق الجيش مستقبلًا بتهمة التمسك بالحرب.
 
في حين أن البيان الآخر، موجه إلى حلفاء البرهان من الإسلاميين، حتى لا يطيحوا به من موقعه، ويأتون ببديل عنه، في حال الخروج عن توجههم الرافض للمفاوضات التي تعني الإطاحة بهم من المشهد السوداني.
 
وكانت قد خرجت في الساعات الأخيرة، بيانات متناقضة من الجيش السوداني، رحب أولها بالمشاركة في مفاوضات جنيف المنتظرة، ليلحق بها بعد عدة ساعات، بيان آخر، ينفي المشاركة ويصف البيان الأول بـ"المزيف".
 
ودعت الولايات المتحدة، مؤخرًا، طرفي الصراع في السودان "الجيش" وقوات الدعم السريع، لإجراء محادثات في 14 أغسطس المقبل، تستضيفها سويسرا، وتهدف للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وسط تصاعد المخاوف من خطر وقوع مجاعة بالسودان.
 
ويفسر عضو المؤتمر التأسيسي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية "تقدم"، عثمان إبراهيم، موقف الجيش بعدم المشاركة في المفاوضات المنتظرة برعاية أمريكية، إلى سيطرة "الإسلاميين" الرافضين لأي شكل تفاوضي على "الجيش".

وأضاف: هم يتبعون منهجًا، إما الموت عن طريق الحرب أو تحقيق الانتصارات، حيث لا يوجد لديهم خيارات أخرى، في حين يمسكون بمنطق إما أن يكون الحكم لهم أو إلحاق الدمار والخراب بالسودان وشعبه".
 
وأضاف إبراهيم في تصريحات لـ"إرم نيوز"، إن المشاركة في هذه المفاوضات بحد ذاتها تعتبر نهاية لهم، حيث تسيطر عليهم آمال وظنون بإمكانية التحكم في الأوضاع بالمستقبل القريب وهذا يعد وهمًا كبيرًا، بعد أن ألقوا السودان إلى التهلكة.

 وأردف قائلًا: "لو كان الجيش ومن وراءه، قد وافقوا على الاتفاق الإطاري وأيضًا المفاوضات الأولى التي خرجت مع اشتعال الحرب، ما كان قد وصل السودان إلى ذلك الوضع".
 
وتابع قائلًا: "أي حرب في العالم نهايتها المفاوضات حتى لو كان هناك منتصر  والجيش في ظل سيطرة الإسلاميين، معدوم الإرادة، والدليل على ذلك أنه مع كل مرة تحمل بوادر حديث عن الدخول في مفاوضات من جانب القوات المسلحة، يخرج الإسلاميون، ويفشلون أي محاولة تفاوض".
 
ويرى السياسي السوداني، مسعود بلة، أن رفض الجيش المشاركة في مفاوضات جنيف، يعبر عن منهج يسير عليه، ويتكرر كالعادة مع أية محاولات إقليمية أو دولية للتفاوض، ليؤكد ما يتم الذهاب إليه باستمرار من أن هذه المؤسسة "مختطفة" من جهة معينة، في إشارة إلى "الإسلاميين".

وتابع يقول: "هذه الجهة تحرك الجيش وقياداته من خلال الريموت كنترول"، على حد وصفه.
 
ويقول بلة في تصريحات  لـ"إرم نيوز"، إن موقف الجيش المدفوع من "الإسلاميين"، برفض أي محاولات للحلول السلمية والتفاوضية، يعكس الآن بصورة أخرى، أن الخيارات التي تجمعهما "صفرية"، ويتبنون موقفًا عبثيًا تجاه السودان وشعبه.
 
وتطرق بلة إلى ما حدث من بيانات تنسب للجيش بالترحيب بالتفاوض ثم بيانات أخرى تنفي ذلك.

وأشار إلى أن البيان الأول صاحبه خلال ساعات، هجوم عنيف من جانب "واجهات" لـ"الإسلاميين" على قيادات "الجيش" وفي صدارتهم قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان ونائبه شمس الدين الكباشي.

وقال وجهت لهم اتهامات بالخيانة مع انتشار البيان الذي يتحدث عن ترحيب الجيش بالمشاركة في مفاوضات جنيف القادمة، ليخرج على الفور بعد هجوم الإسلاميين، بيانات النفي حول المشاركة من جانب المؤسسة العسكرية.

أخبار ذات علاقة

السودان.. ترحيب بمحادثات سويسرا وسط تفاؤل حذر

وقال المحلل السياسي راجح يوسف، إن الارتباك حول صدور بيانات تؤيد ثم تنفي وترفض، يوضح بشكل كبير حالة التخبط التي تظهر كل مرة مع طرح مفاوضات سواء دولية أو إقليمية.

 وأشار يوسف في تصريحات لـ"إرم نيوز" إلى أن إصدار بيانات ثم تكذيبها ونفيها من جهة أخرى، يوضح أن البرهان وفريقه يخاطبون جهتين عبر تعدد البيانات وتناقضها باختلاف محتواها.
 
وتابع: "بيان يتوجه به إلى المجتمع الدولي بالحديث عن أنه لا يمانع التفاوض، ليتعامل هذا البيان مع أي عقوبات من الممكن أن تلاحقه مستقبلًا، في حين يكون البيان الآخر، موجهًا لحلفائه من الإسلاميين، حتى لا يطيحوا به من موقعه، ويأتون ببديل له.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC