عاجل

هيئة البث: الجيش الإسرائيلي سيدرب قوات البحرية على القتال البري بسبب نقص المقاتلين

logo
العالم العربي

السودان.. ترحيب بمحادثات سويسرا وسط تفاؤل حذر

السودان.. ترحيب بمحادثات سويسرا وسط تفاؤل حذر
اشتباكات سابقة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريعالمصدر: رويترز
24 يوليو 2024، 5:56 م

أعلنت قوى سودانية ترحيبها بالدعوة الأمريكية لطرفي الحرب في السودان إلى محادثات جديدة تنطلق الأسبوع الثاني من الشهر المقبل في سويسرا، وسط تفاؤل بأن تفلح هذه المرة في إنهاء أزمة البلاد.

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قال، يوم الثلاثاء، في بيان، إن واشنطن "دعت القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع للمشاركة في محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بوساطة الولايات المتحدة، تبدأ في 14 آب/أغسطس في سويسرا".

وبينما لم يعلق الجيش السوداني على الدعوة الأمريكية، سارع قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو إلى الترحيب بها معلنًا المشاركة في المحادثات، قائلًا: "نحن مستعدون للتعاطي مع هذه المحادثات بشكل بناء، ونتطلع إلى أن تشكل خطوة كبيرة نحو السلام والاستقرار وتأسيس دولة سودانية جديدة قائمة على العدالة والمساواة والحكم الفيدرالي".

أخبار ذات علاقة

"الدعم السريع" تعلن مشاركتها بمحادثات سويسرا للسلام في السودان

 

من جهتها، أعلنت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، أكبر التحالفات السياسية في البلاد، الترحيب بالدعوة الأمريكية لمباحثات وقف إطلاق النار في السودان، عبر استضافة مشتركة بين سويسرا والمملكة العربية السعودية، وبحضور كل من الاتحاد الأفريقي ومصر والإمارات والأمم المتحدة كمراقبين، وفق بيان.

وأضاف البيان: "نرجو أن تثمر المبادرة وقفاً عاجلاً للقتال عبر الانخراط الجاد والالتزام التام من الأطراف جميعها"، مؤكدًا أن الطريق الوحيد لتجنيب البلاد شبح الانهيار الشامل هو وقف الحرب عبر الحلول السياسية السلمية.

مائدة مستديرة

بدوره، ناشد حزب الأمة القومي، في بيان ترحيبي بالدعوة، كلاً من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بالانخراط في المباحثات "بقلب وعقل مفتوحين، وإرادة ومسؤولية للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، والاستجابة الفورية لتوصيل المساعدات الإنسانية".

وأوضح البيان أن المحادثات من شأنها أن توفر الحماية للمدنيين وتخفيف معاناة السودانيين، وتجنب المجاعة وإنقاذ الموسم الزراعي من الفشل.

وأكد الحزب أن الحل السلمي عبر التفاوض هو المدخل الصحيح لوقف الحرب وحل الأزمة السودانية ومحاصرة نذر الحرب الأهلية الشاملة.

ودعا القوى السياسية المدنية المؤمنة بالسلام والتحول الديمقراطى إلى عقد مؤتمر مائدة مستديرة بغية الاتفاق السياسي على دعم جهود السلام، وإنهاء الحرب، وبحث قضايا الحل السياسي الشامل، ومجابهة تداعيات الحرب بروح وطنية خالصة.

كذلك، رحبت حركة تحرير السودان - المجلس الانتقالي، التي يقودها عضو مجلس السيادة السابق، الهادي إدريس، بالدعوة إلى محادثات وقف ‎إطلاق النار تحت الوساطة المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية.

وقالت في بيان إن الدعوة أتت في وقت يمر فيه الشعب السوداني بظروف هي الأسوأ في التاريخ الحديث، معربة عن أملها أن تفضي المحادثات إلى وقف الحرب فى البلاد ووصول المساعدات ‎الإنسانية إلى المحتاجين، مع وضع تدابير وآليات متينة لضمان تنفيذه.

أخبار ذات علاقة

"مبادرات وعقبات".. هل دخلت حرب السودان "منعرج" التسويات؟

 

 

وتهدف المحادثات المقبلة في سويسرا إلى التوصل إلى وقف العنف على مستوى البلاد، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين جميعهم، وتطوير آلية قوية للرصد والتحقق لضمان تنفيذ أي اتفاق.

ومن المتوقع أن تنطلق بعد ذلك عملية سياسية بمشاركة القوى المدنية في السودان، لأجل التوافق على مشروع سياسي للحكم المدني يستعيد التحول الديمقراطي في البلاد.

ودعا مبارك أردول، أحد المنخرطين في معسكر الجيش السوداني، إلى ضرورة قبول الدعوة المقدمة من الخارجية الأميركية للتفاوض في جنيف، واعتبرها فرصة ينبغي عدم تضييعها تحت أي مبررات.

وقال عبر منصة "إكس" إن الأجندة المطلوبة في مسار التفاوض الأمني واضحة ومعروفة، وإن "تهيُّب المنابر لن يفيد".

وأضاف أن "الوضع الإنساني لا ينتظر، فحالات سوء التغذية بدأت وسجلت حالة وفاة من الجوع في جنوب كردفان، يجب تدارك المشكلة سريعًا من خلال المفاوضات المقبلة"، مشيرًا إلى أن التمسك بإعلان جدة لا يلغي المشاركة في جنيف، فالأخير يمكن أن يضع مصفوفة تنفيذ واضحة المعالم والمواعيد والالتزامات وقابلة وملزمة التنفيذ، لا سيما أن طرفي الوساطة حاضران في جنيف".

قرار مصيري

يرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيد برغوث، أن الدعوة إلى المفاوضات المقبلة تعني أن العالم قد حسم أمره، واتخذ قرارا مصيريا بضرورة وقف الحرب في السودان، مشيرًا إلى أن ذلك يعد حالة نادرة أن تتفق الدول كلها على وقف الحرب عبر التفاوض.

وقال برغوث، لـ"إرم نيوز"، إن الدعوة إلى التفاوض تأتي امتدادًا للتحركات الإقليمية والدولية التي جرت خلال الأيام السابقة، بينها زيارة وزير الخارجية السعودي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى بورتسودان، والمكالمات الهاتفية بين عبد الفتاح البرهان ووزير الخارجية الأمريكي.

وأضاف أن "العالم يبدو أنه اتفق على وقف الحرب وإسكات البنادق في السودان"، مشيرًا إلى أن الأولوية الآن لاتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد يفتح الباب نحو عملية سياسية تمكن السودانيين من استعادة الحكم المدني الديمقراطي.

وذكر أن ترحيب قوات الدعم السريع بدعوة التفاوض يؤكد أنها واعية بمعاناة السودانيين رغم تقدمها على الأرض، موضحًا أن موقف "الدعم السريع" يأتي متسقًا مع الخطاب الذي تبنته منذ اندلاع الحرب وهو تمسكها بخيار السلام عبر التفاوض لوضع حد لمعاناة السودانيين.

وأضاف برغوث أنه يتوقع "أن تضع عناصر النظام السابق المتاريس أمام دعوة التفاوض من خلال الضغط على الجيش لرفض المشاركة، لكن هذه خيارات عدمية وساحات المناورة فيها ضيقة لا تجد أي سند من أي جهة".

وأشار إلى أن التسوية المتوقعة قد تكون امتدادا لما اُتُّفِق عليه في منبر جدة والمنامة، وهو وقف الحرب وعزل جماعة الإسلام السياسي من مستقبل السلطة؛ لأنها من تسبب بإشعال الحرب، وفق قوله.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC