محللون: حماس تعاني "عزلة" مردها استمرار الحرب

تظهر الاتهامات التي وجهتها الرئاسة الفلسطينية لحركة حماس، إثر استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة، حالة العزلة التي تعاني منها الحركة داخليا وخارجيا.

وقالت الرئاسة الفلسطينية في بيان لها، السبت، إن "حماس توفر الذرائع لإسرائيل في استمرار الحرب على غزة"، مطالبة الحركة بـ"تغليب المصالح الوطنية"، وذلك عقب مقتل وإصابة مئات الفلسطينيين في قصف قالت إسرائيل إنه يستهدف قائد الجناح العسكري لحماس محمد الضيف.

وأضاف البيان: "حماس بتهربها من الوحدة الوطنية، وتقديم الذرائع المجانية لدولة الاحتلال شريك في تحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية والسياسية عن استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة"، وفق وكالة الأنباء الرسمية "وفا".

خلافات عميقة

ويرى أستاذ العلوم السياسية، علي الجرباوي، أن "الاتهامات الصادرة عن الرئاسة الفلسطينية ضد حماس غير مسبوقة، ويمكن وضعها في إطار الخلافات العميقة والمتجذرة بين الطرفين على مختلف المستويات وتحديدًا السياسية".

وقال الجرباوي، لـ"إرم نيوز"، إن "مثل هذه الاتهامات تؤكد أن حماس في الوقت الراهن معزولة فلسطينيًا وهناك رفض من قبل مؤسسات الرئاسة ومنظمة التحرير وحركة فتح بالتعامل معها، أو الدخول في أي حوار بدون قواعد وأسس واضحة".

وأوضح أن "العزلة التي تعاني منها حماس منذ هجوم السابع من أكتوبر تطورت من المستوى الداخلي لتكون على المستوى الخارجي"، لافتاً إلى أن قيادة الحركة تدرك خطورة ذلك على مستقبلها السياسي ما يدفعها لإجراء مراجعات داخلية غير معلنة.

وبين أن "القرار المنفرد من قبل حماس بالدخول في حرب مع إسرائيل كان عاملًا لتقوية خصومها السياسيين بالداخل، وتغليب المخططات الإسرائيلية والدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية"، مبيناً أن الاتهامات تمثل الفصل الأخطر من الخلافات بين حركتي حماس وفتح.

وأضاف قائلا: "بتقديري هذا الهجوم غير المسبوق سيكون له تأثير على مسار الحرب ومفاوضات التهدئة غير المباشرة مع إسرائيل، وسيحرج حماس ويدفعها لتقديم المزيد من التنازلات باعتبارها طرفًا أضعف، ولا تمثل الكل الفلسطيني".

شقاق سياسي

ويرى الكاتب والمحلل السياسي، محمد هواش، أن "الاتهامات الموجهة من الرئاسة الفلسطينية لحماس تمثل فصلاً جديداً من فصول الخلافات السياسية والأيديولوجية والفكرية بين الجانبين"، مؤكدًا أنها تمثل إعلان حالة من الشقاق بينهما.

وقال هواش، لـ"إرم نيوز"، إن "حماس ستكون عقب انتهاء الحرب في مواجهة سياسية كبيرة على المستويين الداخلي والخارجي"، مؤكدًا أن العزلة التي تعاني منها الحركة تزداد يومًا بعد يوم، وتتعمق بسبب مواقفها من التهدئة.

 وأضاف قائلا: "الحركة تحاول النجاة من خلال اتفاق للتهدئة مع إسرائيل يضمن بقاءها بالحكم بغزة، وهو الأمر الذي لن يقبل به أي طرف فلسطيني أو إقليمي أو دولي"، مشدداً على أن حماس صعبت مهمة السلطة الفلسطينية بالدفاع عنها بالمحافل الدولية.

وأشار إلى أن "حماس ستعاني لسنوات من العزلة الفلسطينية والدولية، وأن الحركة ستكون أمام خيارات صعبة من أجل الحصول على قبول إقليمي وفلسطيني"، متابعًا: "بتقديري أي حكومة سيتم تشكيلها مستقبلًا لن تكون حماس جزءًا منها".

واستكمل: "بتقديري السلطة الفلسطينية ستتحرك عربيًا من أجل زيادة عزل حماس والحصول على قرار عربي مشترك يمهد لعودتها لحكم قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن مثل هذا التحرك سيحد من التحركات السياسية لقيادة حماس بالخارج، وفق تقديره.