وسط تحذيرات من "مجزرة".. تحشيد عسكري كبير للحوثي تمهيداً لاقتحام بلدة (فيديو)

استمرت ميليشيا الحوثي في التحشيد العسكري، اليوم الجمعة، باتجاه إحدى البلدات المأهولة التابعة إداريًا لمديرية ولد ربيع، شمال غرب محافظة البيضاء  اليمنية تمهيدًا لاقتحامها.

وقالت مصادر محلية في المحافظة لـ"إرم نيوز"، إن الحوثيين يفرضون حصارًا خانقًا على بلدة "حمة صرار" الريفية منذ الأربعاء الماضي، للمطالبة بتسليم عدد من المتهمين بقتل عناصر أمنية تابعة للحوثيين، ردًا على مقتل شخص وإصابة آخر من أبناء البلدة قبل يومين.

وأشارت المصادر إلى أن الميليشيا أرسلت تعزيزات عسكرية كبيرة، بينها آليات ثقيلة ودبابات، إلى منطقة "قيفة" بمديرية رداع، وسط تحليق للطائرات المسيّرة في سماء بلدة حمة صرار، استعدادًا لاقتحامها بعد فشل الوساطة المجتمعية.

وبحسب المصادر، فإن الحوثيين يصرّون على أن يقوم أهالي البلدة بتسليم المتهمين البالغ عددهم 7 أشخاص، في حين ترفض وجاهات البلدة  القبلية تسليم أبنائها "الذين ردوا على اعتداء الحوثيين التعسفي واستهتارهم بحياة أبناء البيضاء".  
مؤكدة أن اقتحام الحوثيين للبلدة المأهولة بالسكان، سيتسبب "في وقوع مجزرة مروعة في صفوف المدنيين".

وتعود تفاصيل الأحداث إلى يوم الأربعاء الماضي، حين أطلق أفراد حاجز أمني تابع للحوثيين النار على أحد أبناء البلدة الذي كان يقود دراجة نارية، بدعوى السرعة الشديدة وتجاوز الحاجز، قبل أن يعودوا لإطلاق النار مجددًا باتجاه ابن عمه الذي حاول إسعافه ونقله إلى المستشفى.

في المقابل، هاجم مسلحون قبليون الحاجز الأمني التابع للحوثيين، الواقع على مدخل البلدة ردًا على ما حدث، واندلعت اشتباكات، فرّ على إثرها عناصر الحوثيين إلى أحد المساجد، ولجأوا إلى مئذنته واحتموا بداخلها، وهو ما دفع المسلحين القبليين إلى إحراق سلالم المئذنة الخشبية، ليسفر ذلك عن مقتل 4 من عناصر الميليشيا وإصابة آخر.

وطبقًا للمصادر المحلية، فإن الوساطة المجتمعية نجحت بعد ساعات من الحادثة في إخراج جثامين عناصر الحوثيين من مئذنة المسجد باستخدام رافعة معدات ثقيلة، لكنها فشلت في إقناع الأهالي بتسليم المتهمين.

من جهته، حذر وزير الإعلام والثقافة والسياحة لدى الحكومة المعترف بها دوليًا، معمر الإرياني من "إقدام مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران، على ارتكاب مجزرة جديدة بحق المدنيين والأطفال والنساء في قرية "حمة صرار" بمديرية ولد ربيع محافظة البيضاء".

وقال عبر حسابه على منصة "إكس"، "خطوة الحوثي تأتي في امتداد لجرائم القتل الممنهج ومسلسل الإرهاب المتجذر الذي تمارسه بحق اليمنيين منذ الانقلاب، والذي لا يختلف عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه بحق الفلسطينيين في الأراضي المحتلة".

وأردف: "تفيد تقارير ميدانية بقيام ميليشيا الحوثي بتسيير حملة مسلحة بمشاركة الأسلحة الثقيلة المنهوبة من مخازن الدولة من الدبابات والمدفعية والطائرات المسيرة -إيرانية الصنع- لاقتحام قرية (حمة صرار)، بعد أيام من مقتل اثنين من أبناء القرية على يد عناصر الميليشيا أثناء مرورهم في إحدى نقاط التفتيش".

 

ودأبت ميليشيا الحوثي، منذ سيطرتها على مناطق محافظة البيضاء في العام 2015، على القيام بانتهاكات إنسانية مروعة بحق السكان، كان آخرها عملية تفجير منزلين في حيّ الحفرة بمديرية  رداع في مارس/آذار الماضي، ما أدى إلى انهيار عدد من المنازل الطينية المجاورة على رؤوس ساكنيها، وتسبب في مقتل نحو عشرين يمنيًا، بينهم نساء وأطفال.