logo
العالم العربي

لتحقيق "مكاسب" والتهرب من الإخفاقات.. ميليشيا الحوثي تستبق المفاوضات بالتصعيد العسكري

لتحقيق "مكاسب" والتهرب من الإخفاقات.. ميليشيا الحوثي تستبق المفاوضات بالتصعيد العسكري
أنصار ميليشيا الحوثيالمصدر: رويترز
02 يوليو 2024، 7:25 ص

صلاح قعشة

استبقت ميليشيا الحوثي جولة مفاوضات مسقط حول تبادل الأسرى والمعتقلين، التي انطلقت الأحد الماضي، بهجمات ومحاولات تسلل، واستعدادات من أجل الحرب في كل الجبهات.

وشهدت جبهات تعز استمرار محاولات التسلل التي بلغت ست محاولات، خلال أربعة أيام، كما شنت الميليشيا هجوما واسعاً على مواقع تابعة لقوات العمالقة الحكومية في الساحل الغربي لليمن، أدى لمقتل 5 من قوات العمالقة، وإصابة 16 آخرين.

وقال محللون لـ "إرم نيوز" إن هذا السلوك هو "ديدن ميليشيا الحوثي"، متوقعين أن يلي جولة مسقط تصعيد عسكري من قبل الميليشيا.

استغلال المفاوضات

رئيس مركز أبعاد، عبدالسلام محمد، قال في تدوينة على منصة "إكس"، إن ميليشيا الحوثي "تسعى لتخدير الحكومة الشرعية عن الاستعداد للحرب"، وفق تعبيره، مضيفا أنها "أعطت دورا مهما لإيران في اليمن بعد الاتفاق بين طهران والرياض برعاية بكين".

 

 

أخبار ذات علاقة

في خضم مباحثات مسقط.. الحوثيون يهددون بحملة اعتقالات جديدة

 

وتابع بالقول "يستغل الحوثيون المفاوضات لطرح رؤيتهم بضرورة إيقاف إجراء نقل المنظمات الدولية، ولديهم أوراق ضغط؛ إذ أخذوا موظفي المنظمات المحلية والدولية رهائن مسبقا، فاستعادة المنظمات عملها في صنعاء يعني مليارات الدولارات".

وقال رئيس مركز أبعاد "إن الحوثيين يحاولون فرض التراجع عن قرار نقل طيران اليمنية إلى عدن"، مشيرا إلى أن "الطيران المدني بالنسبة للحوثيين مصدر مهم للعملة الصعبة".

وأضاف "سيساوم الحوثيون في المفاوضات بملف الأسرى والمعتقلين والمختطفين مقابل الملف الاقتصادي، وضرورة تراجع الشرعية عن الإجراءات الاقتصادية للبنك المركزي، وقد يضغط الوسطاء ومكتب ممثل الأمين العام للأمم المتحدة لتحقيق صفقة إطلاق الكل من الجانبين مقابل إيقاف البنك المركزي إجراءاته التصحيحية ".

وأوضح أن "هدف الحوثيين في الحرب هذه المرة بدرجة رئيسة مكاسب اقتصادية، لذلك سيركزون على النفط، والغاز، والموانئ، والمطارات، والمعابر الحدودية".

وأشار إلى أنه "من أجل تحقيق هذه الأهداف قد نجد حروبا صغيرة تفتح في الضالع، وأبين، ولحج".

وأضاف أن "الحوثيين يهدفون من الحرب إلى خلخلة الشرعية والبدء في البحث عن مشروعية حكم المناطق، التي تقع تحت سيطرتهم، من خلال اتفاقات مع جهات، أو دول، أو جماعات محلية وخارجية".

وأكد أن "الحوثيين يتحركون في أي مجال إنساني أو اقتصادي أو سياسي، لتحقيق أهداف عسكرية فقط، فهم غير مهتمين بمعيشة وحال اليمنيين، بل بالنفوذ والسيطرة العابرة للحدود، وهو التوجه ذاته لحليفتهم إيران للسيطرة على المنطقة ".

الحوثيون يحاولون استخدام ورقة إطلاق سراح الأسرى. للتغطية على إخفاقاتهم

علي الذهب، خبير إستراتيجي

بدوره قال المحلل والخبير الإستراتيجي الدكتور علي الذهب لـ "إرم نيوز" إن "الحوثيين يعملون على استدامة العنف كورقة ضاغطة لتحقيق أهداف سياسية، أو لفرض إملاءاتهم في مفاوضات تدابير بناء الثقة، وفي الملف الإنساني والاقتصادي".

وأضاف "لمسنا ذلك من بعد اتفاق استوكهولم، واتفاق الهدنة 2022، أو حتى المفاوضات والتبادلات البينية للأسرى خلال سنوات الحرب، حيث كانت الجبهات تشتعل وفي الوقت نفسه يجري تبادل الأسرى ".

وأشار إلى أن "ما يحدث الآن في البحر الأحمر هو مسلكهم الدائم لتحقيق مزيد من أوراق الضغط على الحكومة المعترف بها دوليا".

وأوضح "في ما يخص المفاوضات بشأن الأسرى، فالحوثيون يحاولون استخدام ورقة إطلاق سراح الأسرى، للتغطية على بعض الملفات، وعلى إخفاقاتهم في ملفات كثيرة في المناطق التي يسيطرون عليها".

ولفت إلى أن "من ذلك ممارستهم العنيفة تجاه مؤسسات المجتمع المدني، وتجاه من يمثل النقابات والمنظمات أو حتى على المستوى الفردي، والدليل على ذلك لجوؤهم لاعتقال موظفي المنظمات الدولية العاملة في اليمن، والتضييق على الحريات، واعتقال الناشطين والصحفيين، وأصحاب الرأي، فضلا عن الإخفاقات الأخرى في مجالات التنمية والخدمات المختلفة".

وأكد أن "المفاوضات كلها التي خاضها ويخوضها الحوثيون، هي بغرض تجميل صورتهم أمام المجتمع اليمني، كما يبرزون أنفسهم من خلال المفاوضات في أي ملف من الملفات، أنهم أنداد للحكومة المعترف بها دوليا".

الحوثيون يستبقون المفاوضات بالتصعيد، استعدادا للحرب وهم أول من يخرق الاتفاقات

فؤاد مسعد، محلل سياسي

من جانبه أكد الباحث والمحلل السياسي فؤاد مسعد "في كل جولة مفاوضات يظهر الحوثيون استعدادهم للحرب من خلال التصعيد في كل الجبهات، وهذا الأمر يحدث كذلك هذه المرة بالتزامن مع انطلاق مفاوضات مسقط، وهذا سلوك الحوثيين منذ ظهورهم في المشهد اليمني قبل نحو عشرين سنة".

وأضاف لـ "إرم نيوز" أن "الحوثيين يستبقون المفاوضات بالتصعيد استعدادا للحرب وهم أول من يخرق الاتفاقات التي تفضي إلى الهدنة ووقف إطلاق النار، وهذا هو السبب الرئيس في فشل وإخفاق الاتفاقيات جميعها التي أبرمتها الحكومة مع الحوثيين".

وتابع "يأتي في مقدمة ذلك مخرجات مؤتمر الحوار الوطني واتفاق السلم والشراكة ومفاوضات جنيف الأولى والثانية عام 2015، وكذلك اتفاقية ستوكهولم المتعلقة بالحديدة، والاتفاقات الخاصة بالأسرى والمعتقلين أو اتفاقات فتح الطرق وإنهاء الحصار المضروب على كثير من المدن والمناطق، وفي طليعة ذلك حصار الحوثيين لمدينة تعز وإغلاق مداخلها الرئيسة".

وأوضح "من خلال ذلك يتأكد للجميع أن الحوثيين لا يجدون أنفسهم، ولا تتحقق مشاريعهم إلا في ظل الحروب والصراعات المستمرة".

وأشار إلى أن "مشوار الحوثيين لا توجد فيه خلال هذه الفترة أي تجربة ناجحة في المفاوضات والحوارات، حتى لو حصلوا على التنازلات جميعها من خصومهم، فهم لا يقبلون بغير الحرب مهما تظاهروا بغير ذلك".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC