ما المكاسب التي حققها نتنياهو من قصف الحديدة؟

تثار التساؤلات بشأن كيفية تحقيق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المزيد من المكاسب السياسية والعسكرية إثر قصف ميناء الحديدة في اليمن، أمس السبت، والذي جاء ردًا على حادثة الطائرة المسيرة بتل أبيب.

ووجه الجيش الإسرائيلي ضربة عسكرية لميناء الحديدة في اليمن، الأمر الذي أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، إذ وصفت الضربات بـ"الأعنف"، في حين أعلن الجيش للمرة الأولى مسؤوليته عن الهجوم، وهو الأمر الذي يعدّ استثنائيًا.

وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، إن "نتنياهو نجح في تحقيق عدد من المكاسب السياسية والعسكرية من الهجوم الذي نفذ في ميناء الحديدة"، مؤكدًا أن الضربة العسكرية وجهت عن قصد لليمن قبل زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.

وأوضح شلحت، لـ"إرم نيوز"، أن "أول تلك المكاسب يتمثل في تهرب نتنياهو المرتقب من الضغوط التي من المتوقع أن يمارسها الرئيس الأمريكي جو بايدن ضده خلال زيارته المرتقبة بشأن الحرب الإقليمية والقتال في غزة".

وأضاف: "ستمكن حادثة الطائرة المسيرة والرد الإسرائيلي عليها نتنياهو من مراوغة الولايات المتحدة، والحصول على المزيد من المزايا السياسية والعسكرية التي تمكنه من مواجهة خصومه السياسيين، ورفع أسهمه الانتخابية".

وتابع: "بتقديري نتنياهو سينجح في فرض معادلته الخاصة على الإدارة الأمريكية بشأن الحرب في غزة، مقابل صفقة تحول دون نشوب حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن إدارة بايدن ستقدم تنازلات غير مسبوقة لنتنياهو.

وأشار المحلل السياسي إلى أن "نتنياهو سيحصل أيضًا على موافقة أمريكية بشن ضربات استباقية ضد أي عمليات عسكرية تستهدف إسرائيل"، مؤكدًا أن نتنياهو يفضل دائمًا كسب الجمهور الإسرائيلي عبر بوابة المخاطر الأمنية والعسكرية.

نظرية نتنياهو

ويرى الخبير بالشأن الإسرائيلي، أليف صباغ، أن "ضرب ميناء الحديدة رفع من أسهم نتنياهو لدى الجمهور الإسرائيلي على حساب خصومه في أحزاب المعارضة"، مبينًا أنها أعطته القوة للمضي قدمًا في رفض أو قبول أي اتفاق للتهدئة مع حركة حماس.

وقال صباغ، لـ"إرم نيوز"، إن "الرد السريع من الجيش الإسرائيلي عزز نظرية نتنياهو المتعلقة بضرورة زيادة الضغط العسكري على أعداء إسرائيل من أجل تحقيق الأمن، ومنع أي هجمات ضدها، ما يعزز رأيه المتعلق بالحرب على غزة".

وأضاف: "بتقديري، رئيس الوزراء الإسرائيلي سيتسلح بالمكاسب التي حققها للتمسك بمطالبه المتعلقة بالتهدئة مع حماس، والأمن الإقليمي"، مشيرًا إلى أن نتنياهو سيبدأ العمل على تشكيل تحالف عسكري إقليمي ضد هذه التهديدات.

وأشار إلى أن "القوة التي استخدمها الجيش الإسرائيلي تظهر دعمًا لسياسات حكومة نتنياهو العسكرية، كما أنها أجبرت قادة الجيش على التنازل، ولو بشكل مؤقت، لرئيس الوزراء، ودفعتهم لتأجيل خلافاتهم العميقة معه لأجل غير مسمى".

وختم: "نتنياهو سخر الهجوم الحوثي على تل أبيب والرد العسكري من الجيش في ميناء الحديدة لتحقيق مكاسب شخصية"، مشددًا على أن وقوع الحادثة قبل زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن سيحقق له الانتصار أمام بايدن الذي يسعى لإقصائه.