عاجل

السلطات الأوكرانية: مقتل شخصين وإصابة آخرين في قصف جوي روسي على مدينة سومي

logo
العالم العربي

ليلة مشتعلة تنذر بنسف الهدنة بين القوات الأمريكية والميليشيات

ليلة مشتعلة تنذر بنسف الهدنة بين القوات الأمريكية والميليشيات
موقع إطلاق صواريخ على قاعدة عين الأسد بالعراقالمصدر: رويترز
26 يوليو 2024، 1:42 م

عادت الفصائل المسلحة الموالية لإيران، لاستهداف القوات الأمريكية في العراق وسوريا، بعد هدنة استمرت لخمسة شهور، حيث شهدت ليلة الجمعة، قصف موقعين أمريكيين في العراق وسوريا، فيما ردّت القوات الأمريكية فورا عبر طيرانها الحربي.

واللافت أن عودة الاشتباكات بين الجانبين، جاءت متزامنة، مع انتهاء المباحثات العسكرية الثنائية بين بغداد وواشنطن، وعودة الوفد العراقي دون التطرق أصلا إلى أي جدول زمني، لإنهاء وُجود التحالف الدولي وانسحاب القوات الأمريكية من البلاد.

ويبدو، بحسب مراقبين، أن فشل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في إقناع أو إرغام الولايات المتحدة الأمريكية على اتخاذ قرار الانسحاب من البلاد، أغضب إيران ودفعها لمعاودة الضغط على القوات الأمريكية، عبر استهداف أذرعها من الفصائل المسلحة للقواعد الأمريكية في العراق وسوريا.

تبادل إطلاق النار 

واستهدفت الفصائل المسلحة العراقية في ساعة متأخرة من ليلة الجمعة، موقعين تابعين للقوات الأمريكية في العراق وسوريا، الأول قاعدة عين الأسد الجوية التي تشغل القوات الأمريكية جزءاً منها عن طريق طائرة مسيّرة وأربعة صواريخ كراد، دون وقوع خسائر بشرية أو مادية.

بينما جاء الاستهداف الثاني، فجر اليوم الجمعة (26 آب \ تموز 2024)، عندما تعرضت القوات الأمريكية في حقل كونيكو شرق سوريا إلى هجوم صاروخي عنيف، بثلاثة صواريخ أصابت ولأول مرة، بحسب مصادر خاصة، "منظومـة دفـاع جـوي ونقطـة رادار داخل القاعدة".

لكن؛ الأمريكان لم يقفوا مكتوفي الأيدي، وردّوا فورا على قصف قاعدة حقل كونيكو، باستهداف مواقع للفصائل المسلحة العراقية واللبنانية المتمركزة في ريف دير الزور السوري، عبر قصفها بالطيران الحربي.

واستهدفت، الفصائل العراقية، بطائرتين مسيرتين، الثلاثاء الماضي 17 آب \ تموز 2024، قاعدة عين الأسد الجوية، والذي جاء قبيل توجه الوفد العراقي إلى واشنطن لعقد المباحثات الثنائية بين الجانبين حول الانسحاب العسكري من عدمه من العراق.

هذا التغيير في قواعد الاشتباك التي سادها الهدوء طوال الأشهر الماضية، "سيتصاعد خلال الأيام القليلة المقبلة"، بحسب الخبير الاستراتيجي، ثامر عودة.

ويقول عودة، لـ "إرم نيوز": إن "المؤشرات كلها على الأرض، تشير إلى عودة تصاعد تبادل الهجمات بين الفصائل المسلحة العراقية المنضوية تحت ما يعرف بـ"محور المقاومة، فصائل عراقية، والحوثي وحزب الله اللبناني، وحماس، وفصائل سورية بقيادة إيرانية، وبين القوات الأمريكية في المنطقة، لكن هذه المرة ستكون المواجهة شديدة".

وأضاف عودة: إن "شرط الفصائل لـ "الهدنة"، كان منح رئيس الوزراء العراقي محمد السوداني، وقتاً للاتصالات الدبلوماسية مع الإدارة الأمريكية في سبيل إقناعها بسحب القوات الأمريكية من العراق، وهذا لم يتحقق ولن يتحقق في القريب العاجل، لأن العراق تربطه اتفاقيات استراتيجية ملزمة، والتحالف الدولي لا يمكن أن ينفرط ما دام هناك خطر لداعش في المنطقة".

مباحثات بغداد واشنطن 

بدأ العراق جولة جديدة مشتركة من المباحثات مع الولايات المتحدة الأمريكية، خلال اليومين الماضيين، حيث قادت وزارة الدفاع الأمريكية والعراقية المباحثات بين الجانبين.

وأصدرت بغداد وواشنطن بياناً مشتركاً، أكدتا فيه، التزامهما بالتعاون الأمني والمصلحة المشتركة في الاستقرار الإقليمي، والتزام واشنطن بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية.

وشددا في بيانهما على "أهمية استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في سوريا وحول العالم".

ولم يتطرق البيان، أبداً إلى مناقشة الوفد العراقي، للانسحاب الأمريكي من العراق، بل أكد أن "البعثة الاستشارية -الأمريكية والتحالف الدولي- موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش ودعم وتطوير قواته الأمنية، بما في ذلك قوات الأمن الكردية".

ويقول الخبير الأمني والعسكري، علي الحيدري، لـ "إرم نيوز": إن "الحكومة العراقية تدرك جيداً حاجتها المتزايدة اليوم للتحالف الدولي، خصوصاً أن البنى التحتية العسكرية العراقية غير مكتملة بعد، فالعراق يمتلك قدرات بشرية، إلا أنه ما زال يفتقر للقدرات العسكرية الآلية مثل: الدفاعات الجوية وأجهزة الرصد والطائرات المسيرة، والدروع والدبابات اللازمة، لخوضه الحروب فيما تعرّض لأي اعتداء من دول الجوار".

وأضاف الحيدري: أن "موازين القوى بين الفصائل المسلحة العراقية والقوات الأمريكية غير متكافئة في الواقع، حيث تستطيع الأخيرة استهداف مقار تلك الفصائل وقياداتها بكل سهولة، خصوصاً أنها تملك قاعدة بيانات متكاملة حول إدارة تلك الفصائل ومعسكراتها وحتى مخازن أسلحتها، فيما لا يمكن لتلك الفصائل سوى الرد ببعض الصواريخ التي لن تؤثر بشكل فعلي على القوات الأمريكية".

صراع طهران-واشنطن

وتسعى طهران للتصعيد مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، لكن هذه المرة عبر أذرعها في المنطقة، فبعد الرد الإسرائيلي على الحوثي بقصف مطار الحديدة، "دفعت طهران بالفصائل العراقية لمعاودة نشاطها العسكري، بهدف تشتيت تركيز القوات الأمريكية على الحوثي حليف إيران في اليمن"، بحسب المحلل السياسي هاشم الزيدي.

وقال الزيدي لـ "إرم نيوز": إن "إيران ورغم صعود الإصلاحي "مسعود بزشكيان"، إلا أن سياستها الخارجية العسكرية يتحكم فيها "الحرس الثوري وقائده"، لا الطبقة السياسية الحاكمة"، مشيراً إلى أن "الفصائل المسلحة العراقية تنصاع لقرارات الحرس الثوري والإدارة الإيرانية في القضايا المصيرية، ولم تخضع لها في بعض الجزئيات البسيطة الداخلية فقط".

وتحاول، طهران، كسب جولات عسكرية، عبر استهداف القواعد العسكرية والبعثات الدبلوماسية الأمريكية في العراق من خلال قصف بعض الفصائل المسلحة العراقية المستمر لها، فيما تبقى هي بعيدة عن الأنظار، هذا في وقت تعهد فيه الوفد العراقي برئاسة وزير الدفاع ثابت العباسي المبعوث لواشنطن، بحسب البيان المشترك، التزام بغداد "بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي".

وكانت القيادة المركزية الأمريكية، نشرت إحصائيات حول العمليات العسكرية التي نفذها التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في العراق خلال النصف الأول من العام الجاري 2024، والذي تضمن تنفيذ 137 عملية مشتركة في العراق، أدت إلى مقتل 30 عنصراً من داعش، بينهم 8 من كبار قادة التنظيم، مع اعتقال 74 آخرين، بينهم 32 قيادياً من كبار القادة.

وبدأت فصائل مسلحة عراقية عمليات قصف صاروخي ضد القواعد العسكرية والسفارة الأمريكية في العراق، منذ منتصف تشرين الأول 2023، رداً على دعم واشنطن لإسرائيل في حربها على غزة.

وتوقفت تلك العمليات في منتصف شباط الماضي 2024، مع إمهال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أربعة شهور للتفاهم مع واشنطن على سحب كامل قواتها من العراق.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC