logo
العالم العربي

هدد بحرب"الـ100 عام".. لماذا صعدّ البرهان "خطابه العدائي"؟

هدد بحرب"الـ100 عام".. لماذا صعدّ البرهان "خطابه العدائي"؟
الفريق عبدالفتاح البرهان المصدر: رويترز
25 أغسطس 2024، 1:46 م

أربكت اللغة التصعيدية التي حملها خطاب قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، حسابات المشهد السياسي والعسكري، عندما هاجم يوم السبت، محادثات جنيف الأخيرة بشأن وقف الحرب في السودان، قائلًا: إن "الجيش السوداني لم يشارك فيها، ومستعد، أن يحارب لمئة عام".

وجاءت تصريحات البرهان، في الوقت الذي كان فيه السودانيون، يعلّقون "آمالًا"، على الجهود الدولية والإقليمية، لوقف الحرب التي تعصف بالبلاد، بين قوات البرهان، والدعم السريع بقيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو الملقب بـ "حميدتي".

وكانت محادثات سويسرا التي اختتمت أعمالها الجمعة، بعد 10 أيام من الانعقاد، قد انتهت إلى تشكيل مجموعة مشتركة من الدول، والهيئات، لتعزيز عمل وقف الحرب وإحلال السلام والاستقرار في السودان، وأعلنت أنها ستظل منفتحة على انضمام الطرفين إلى جولات مستقبلية من المحادثات لتخفيف معاناة السودانيين عاجلًا.

أخبار ذات علاقة

حميدتي: ملتزمون بالتفاوض كمبدأ أساسي واستراتيجي لتحقيق الاستقرار

خطاب مضطرب

وفي تعليقه على حديث البرهان، قال مستشار قائد قوات الدعم السريع، الباشا طبيق: إن "خطاب البرهان كان مضطربًا وعدائيًّا وتصعيديًّا، ولا يرتقي إلى خطاب رجل دولة مسؤول، ويراعي معاناة الشعب وانهيار الدولة السودانية".

وأضاف في تدوينة على منصة "إكس": أن "خطاب البرهان كذلك يفتقر إلى الموضوعية، ويجافي الحقيقة والواقع، وأنه عاطفي يحاول إرسال رسائل تطمينية كاذبة لدعاة الحرب وجماعة الحرب من المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية، مفادها" أن الجيش والجماعات الإرهابية والحركات المرتزقة، يمكن أن تحقق انتصارًا على قوات الدعم السريع".

وأشار إلى، أن لغة الجسد، تؤكد أن البرهان كان مضطربًا وخائفًا، وأنه كان يتصبّب عرقًا وهو في قاعة رئاسية مكيفة، وكأنه مجبور على الخطاب، وفي داخله يعلم حجم الهزيمة التي تعرض لها الجيش والجماعات الإرهابية والحركات المرتزقة.

وأوضح أنه "لأول مرة في تاريخ السودان، تُحرر العاصمة الخرطوم، ويهرب القائد العام للقوات المسلحة إلى بورتسودان".

 

 

مماطلة

ومن جهته، جزم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، أبوعبيدة برغوث، أن البرهان لن يجلس أبدًا للتفاوض، و"سيظل يراوغ ويماطل؛ لأنه يحب السلطة، ويسعى للانفراد بها حتى لو تمزّق السودان" على حد تعبيره.

وأشار إلى أن البرهان، متحالف حاليًّا مع أنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم في عهد الرئيس السابق عمر البشير، ويتحالف مع الحركات المسلحة، وهؤلاء وجودهم في السلطة والمشهد السياسي، متوقف على استمرار الحرب.

وأكد برغوث، لـ"إرم نيوز"، أن البرهان لا يمتلك أي قرار منفصل عن حلفائه، بل إن القرار يكاد يكون كاملًا في يد جماعة المؤتمر الوطني التي تسعى للعودة إلى السلطة، وتريد أن تحافظ على سيطرتها على حكومة بورتسودان.

أخبار ذات علاقة

بورتسودان.. عاصمة بديلة للسودان

وأشار إلى أن تحقيق السلام عبر أي اتفاق متفاوض عليه، سيجعل أنصار النظام السابق خارج دائرة الفعل السياسي والسلطة، الأمر الذي يجعلهم يعملون على استمرار الحرب، ريثما يجدون موطئًا في السلطة المقبلة.

والبرهان نفسه يخشى المحاسبة على الجرائم التي تورط فيها منذ عزل الرئيس السابق عمر البشير في 11 أبريل/ نيسان 2019، التي بدأت بمجزرة فض اعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش في يونيو/ حزيران من ذات العام، ثم قتل المحتجين بعد انقلابه على حكومة عبد الله حمدوك في أكتوبر/ تشرين الأول 2021، وصولًا إلى جرائم الحرب الحالية.

ومع ذلك، يرى برغوث، أن الأوضاع ستتغير بعد محادثات جنيف، وستضيق الخيارات أمام البرهان، مشيرًا إلى أن "تحالف الحياة وتحقيق السلام في السودان" الذي تشكل في ختام محادثات جنيف، سيكون له خططه البديلة للتعامل مع مراوغات قائد الجيش السودان، متوقعًا أن يتوسع التحالف ليضم دولًا جديدة.

وأضاف: "نخشى في حالة استمرار "تعنّت البرهان"، ورفضه للتفاوض، أن يتجه التحالف الدولي الجديد، لفرض السلام في السودان عبر تدخل عسكري دولي".

وأكد أنه في حال التعنت، فإن العالم لا يمكنه التفرج على الشعب السوداني وهو يموت جوعًا، وبقصف طيران الجيش السوداني.

قابع في بورتسودان

من جهته، علّق نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني، خالد عمر يوسف، على حديث البرهان، موضحًا أن "الرجل أرسل رسالة في بريد كل سوداني"، حين قال: "نقاتل خمسين مية سنة لحدي ما نكمل كلنا".

وذكر يوسف أن كلمة "كلنا" الواردة في حديث البرهان، لا تشمل قائد الجيش بكل تأكيد؛ لأنه قابع في بورتسودان، يسعى لهدف واحد فقط لا غير، وهو كرسي السلطة، حتى وإن كان في جزء محدود من السودان، كما هو الحال الآن.

وحذّر يوسف، من تداعيات تقسيم البلاد التصعيد العسكري ورفض التفاوض وما قد يقود البلاد إلى التشظي والتقسيم، مشيرًا إلى وجود مؤشرات واضحة توحي أننا نسير في هذا الطريق، على حين أصبح العالم يتعامل فعليًا مع ما يسمى بمناطق سيطرة كل طرف، وهذه المناطق تعمل بصورة مستقلة عن الأخرى وفق نظم إدارة خاصة بها.

وأضاف: إنه "مع سعي مجموعة "بورتسودان"، نحو اكتساب شرعية تمثيل الدولة وادعاء أنها تمثل حكومة السودان، ستبرز حكومات أخرى تنازعها الشرعية بلا ريب".

وعدَّ يوسف، البرهان في خطابه كان من الواضح أنه يريد استنساخ النموذج الليبي.

وقال يوسف: إن "من يدعو لاستمرار الحرب، فهو يحكم على كل سوداني، أن يكمل حياته في المنافي، وأن يدفن أعز من يحب في ديار غريبة؛ لأن استمرار الحرب ليوم واحد هو طريق الموت والتشرد والتمزيق.

وأكد أن الطريق الوحيد لتجنب ذلك هو طريق السلام وإسكات صوت البنادق عبر الجلوس لطاولات الحوار والتفاوض، وهو "ما لن يحدث"، من دون ضغط شعبي حقيقي على دعاة استمرار الحرب.

 

 

 

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC