logo
العالم العربي

ما قصة معبر "أدري" الخلافي لدى طرفي الحرب في السودان؟

ما قصة معبر "أدري" الخلافي لدى طرفي الحرب في السودان؟
مخيم للنازحين في السودانالمصدر: (أ ف ب)
18 أغسطس 2024، 6:27 ص

فجر قرار قائد الجيش السوداني الفريق عبدالفتاح البرهان، بفتح معبر "أدري" الحدودي أمام المساعدات الإنسانية، جدلًا في السودان، إذ ردت قوات الدعم السريع، قائلة إن قرار البرهان هو محاولة لتحقيق أجندة سياسية والتغطية على رفضه الذهاب إلى محادثات جنيف.

ويقع معبر "أدري" على الحدود الغربية للسودان مع الجارة تشاد، وهو من ضمن المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، منذ بداية الحرب، في وقت ظل الجيش السوداني يعارض فتح المعبر، ويصر على إدخال المساعدات عبر معبر "الطينة" الواقع تحت سيطرته في شمال دارفور.

ورغم معارضة الجيش السوداني فتح معبر "أدري" أمام المساعدات الإنسانية، بيد أن العديد من الشاحنات التابعة لوكالات الأمم المتحدة كانت قد دخلت إلى إقليم دارفور عبره، تحت إشراف قوات الدعم السريع، كما دخل من المعبر عدد من كبار موظفي الأمم المتحدة، بينهم نائب منسق الشؤون الإنسانية، طوبي هاروود.

وكان هاروود وصل إلى وسط دارفور في منتصف يوليو/ تموز الماضي، عبر معبر "أدري" على رأس وفد أممي رفيع بغرض دراسة الأوضاع الميدانية لتأسيس مركز مساعدات إنسانية لمتابعة أوضاع النازحين في منطقة جبل مرة خاصة وإقليم دارفور عامة.

والخميس الماضي، أعلن قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، عن فتح معبر "أدري" لمدة 3 أشهر لدخول المساعدات الإنسانية إلى إقليم دارفور، ما أثار الجدل والتساؤلات حول معنى ومغزى القرار.

عطاء من لا يملك

ووصف المستشار بقوات الدعم السريع، الباشا طبيق، قرار البرهان بفتح معبر "أدري" بأنه "عطاء من لا يملك، لأن المعبر تحت سيطرة الدعم السريع وهذه مناورة سياسية ليس إلا".

وأضاف أن "حديث البرهان عن معبر (أدري) مقرونًا بتصريحاته بخصوص تشكيل حكومة في بورتسودان، هو قفز على الزانة وتنفيذ لمخطط الكيزان الهادف إلى تقسيم السودان، وهذه البالونات محاولة هروب إلى الأمام لشغل الرأي العام المحلي والدولي لتخفيف الضغط الشعبي والإقليمي والدولي على قيادة الجيش بعد رفض البرهان الذهاب إلى مفاوضات جنيف".

وكان قرار البرهان بفتح معبر "أدري" وجد ترحيبًا من الوسطاء الذين يشاركون في محادثات جنيف الذين اعتبروه خطوة في طريق إدخال المساعدات الإنسانية.

وقال المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان، توم بيرييلو، على منصة "إكس"، في اليوم الثالث من محادثات سويسرا بشأن الأزمة السودانية، إن "فتح معبر (أدري) الحدودي يمثل نتيجة مهمة في وقت حاسم للجهود الإنسانية الرامية إلى تقديم المساعدة لمن هم في أمس الحاجة إليها وتجنب تفاقم المجاعة".

وأضاف أنهم "يواصلون الجهود لإنقاذ أرواح السودانيين وإسكات البنادق، وتظل قوات الدعم السريع مستعدة لبدء المحادثات، ويتعين على القوات المسلحة السودانية أن تقرر القدوم".

 

أجندة سياسية

واعتبرت قوات "الدعم السريع"، قرار قائد الجيش السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، محاولة لاستغلال معبر "أدري" لتحقيق أجندة سياسية والتغطية على رفضه دعوة الولايات المتحدة الأمريكية للتفاوض في جنيف.

وأكدت قوات الدعم السريع "في بيان على منصة "إكس"، أن معبر أدري الحدودي يقع بالكامل تحت سيطرتها، وأن دخول المساعدات الإنسانية عبره لا يخضع لموافقة أو رفض البرهان.

وقالت، إن وصول وفدها المفاوض إلى جنيف جاء بناءً على التزامها الأخلاقي تجاه الشعب السوداني، وليس لتحقيق أي مكاسب سياسية.

وأوضحت: "نرحب بكل الجهود الدولية لإيصال الإغاثة إلى السودانيين جميعهم بما في ذلك معبر (أدري) الذي يخضع لسيطرة قواتنا بالكامل منذ اليوم الأول للحرب، وذلك بالتنسيق مع الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية".

وأضافت "بالتالي، فإن دخول المساعدات الإنسانية عبره لا يخضع لموافقة أو رفض البرهان وعصابته التي مارست أبشع الجرائم في حق الشعوب السودانية، وعاقبتهم سياسيًا باستخدام سلاح التجويع، وأن إصداره أي قرار بشأن معبر لا يسيطر عليه لن يغير من الواقع شيئًا".

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC