logo
ثقافة

مسرحية "مجاريح" التونسية... كوميديا سوداء تعرّي بؤس الواقع السياسي بعد "الثورة"

مسرحية "مجاريح" التونسية... كوميديا سوداء تعرّي بؤس الواقع السياسي بعد "الثورة"
27 سبتمبر 2021، 8:23 ص

تغوص مسرحية "مجاريح" التي تُعرض لأول مرة في تونس، يوم الجمعة المقبل، في مطبات الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد، خلال السنوات الأخيرة.

والمسرحية التي أنتجها "مركز الفنون الدرامية والركحية (المسرحية)" بقابس بالجنوب التونسي، هي للمخرج حافظ خليفة الذي طوّع نصّا للكاتب الراحل إبراهيم بن عمر لإنجاز هذا العمل المصنّف ضمن "الكوميديا السوداء"، بينما تولى إعداد الموسيقى التصويرية رضا بن منصور.

ويقول المخرج حافظ خليفة لوسائل إعلام محلية عشية العرض الأول للمسرحية، إنّ "هذا العمل يلامس المسرح السياسي بامتياز بتسليطه الضوء على ما آلت إليه أمور البلاد من بيروقراطية ومن وعود زائفة للتعويض عن الأضرار ومساعدة الفئات الضعيفة وتحقيق التنمية في الجهات، وطرق تعاطي المسؤولين مع هذه الملفات، ويشاكس هذا الملف الحارق الذي يمس هموم الشارع التونسي والعربي عامة، مستبطنا الكثير من المعاني والآلام".





ويؤكد المخرج أنّه "حاول الغوص أكثر في فكر ورؤية الكاتب إبراهيم بن عمر في هذا العمل، وسعى إلى تقديم صورة للواقع المعاش دون السقوط في واقعيته النمطية المبتذلة من خلال ضياع ملف التنمية الجهوية ووعود السلطة لشعب يعيش ويلات التهميش لسنوات طوال في ظل عدم وفاء الدولة بوعودها من خلال شخصية حاتم، هذا الشاب الذي جرح أثناء إحدى المظاهرات بمشاركة عدد كبير من الشباب مستثمرين حالة الفوضى التي تعيشها البلاد، ومحاولين اقتحام أحد مقرات الإدارة التونسية بحثا عن موطن شغل".

وفي تطور درامي لأحداث المسرحية، يصادف الهجوم على المقرّ مرور دورية أمنية تفتح النار على المتظاهرين فيُصاب الشاب حاتم برصاصة في مؤخرته، ويتم تسجيله منذ ذلك الحين ضمن قائمة جرحى، أو "مجاريح الثورة" التي لم تضبط بصفة نهائية، ويدور جدل واسع بشأنها، ويجد الشاب نفسه متنقلا بين الإدارات التونسية يطرق أبوابا ويلتمس لقاء مسؤولين بحثا عن حقه، ومن ثمة تنطلق المعاناة الساخرة بين أروقة الإدارات ومقار منظمات حقوق الإنسان، التي تُظهر المسرحية أنها تتعمد الركوب على الأحداث.





ويعلّق الفنان المسرحي صالح الجدي مدير مركز الفنون الدرامية والركحية بقابس، بالقول إن مسرحية "مجاريح" عمل مسرحي "مميز، وهو دراما كوميدية سياسية بامتياز".

ويأتي هذا العمل الذي يفتتح الموسم الثقافي في تونس، بعرض أول في قاعة "الفن الرابع" وسط العاصمة، بعد النجاح الساحق الذي عرفته مسرحية “طواسين” للكاتب إبراهيم بن عمر، على المستوى الوطني والعربي والدولي، حيث حصد جوائز في جميع المهرجانات الوطنية والدولية التي شارك فيها؛ ما دفع المخرج حافظ خليفة إلى الاشتغال من جديد على كتابات الراحل بن عمر من خلال مسرحية ”مجاريح”، بنفس الأسلوب الدرامي الساخر الناقد وبنفس اللهجة الجنوبية الموغلة في نقد الأوضاع والسخرية من الأقدار.

ويضم العمل، ممثلين من الجنوب التونسي الذي يعدّ معقلا من معاقل المسرح التونسي، حيث يشارك به من مدينة قابس، جليلة بن يحيى وعبدالباسط بالشاوش وحسان مري وفتحي الذهيبي، ومن مدينة مدنين نادية تليش، ومن مدينة قبلي منذر العابد وآدم الجبالي، ومن مدينة قفصة التقني المختص في الإنارة رمزي النبيلي.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC