وسط غياب منتقديه.. إشادات بفيلم "ريش" بعد فوزه بمهرجان الجونة

على الرغم من سهام الانتقادات الكبيرة التي واجهها الفيلم المصري المثير للجدل "ريش"، حصد، ليل أمس الجمعة، جائزة ”نجمة الجونة الذهبية“ كأفضل فيلم عربي روائي طويل، في ختام فعاليات المهرجان.

الفيلم الفائز بجائزة أفضل فيلم عربي في المهرجان السينمائي بالجونة، تعرض لانتقادات وصلت لاتهامات له بـ ”الإساءة لمصر“، بلغت حد تحركات نيابية بطلب إحاطة للبرلمان المصري، وتقديم بلاغات للنائب العام في مصر ضد مخرج الفيلم الحائز على الجائزة.

وبداية الجدل كانت بعد انسحاب 3 فنانين مصريين من القاعة التي يعرض بها الفيلم عقب 15 دقيقة فقط من بدايته، وهم: أحمد رزق، وأشرف عبدالباقي، وشريف منير الذي اعتبر الفيلم مسيئًا لمصر بإسرافة في عرض حالة الفقر وسط المجتمع المصري.

والانتقادات لم تقتصر فقط على الفنانين، بل وصل الأمر لسياسيين وإعلاميين مصريين، لاسيما من بعض النقاد السينمائيين، لكن عقب إعلان فوز الفيلم بأفضل فيلم عربي روائي طويل، في ختام فعاليات مهرجان الجونة، شهدت الساحة الفنية والإعلامية في مصر غيابًا لمنتقدي الفيلم حتى ساعة إعداد التقرير.

ففي الوقت الذي جاءت فيه ردود أفعال إيجابية عن الفيلم عقب تكريمه في المهرجان، غابت ردود أفعال منتقديه، على النقيض شهدت الساحة الفنية في مصر إشادات بصناع الفيلم عقب فوزه، واعتبر البعض فوزه انتصارًا للفن.

انتصار للفن

واعتبرت الناقدة الفنية المصرية ماجدة خيرالله، "فوز الفيلم بالشيء المنطقي، خاصة بعد الإبداع الذي شهده خاصة في السرد، و الإخراج، وتكوين الصورة، وأداء الممثلين الذين لم يسبق لهم التمثيل والذي ظهر بهذا الشكل الاحترافي".

وقالت خيرالله لـ"إرم نيوز"، إن لجنة التقييم معظمها أجانب غير مصريين "حتى لا يتهمهم أحد بالمجاملة"، إضافة للمصريين المتواجدين في اللجنة، الذين أكدوا جميعًا انحيازهم للمادة الفنية، على حد تعبيرها.

وحول الانتقادات التي واجهها الفيلم، ترى أن اللجنة أو غيرها لم ترهبها موجة الهجوم غير المبررة من قبل البعض التي تدعي إساءة الفيلم لمصر، قائلة: "في النهاية الفن انتصر".

وقدم الفنان المصري توفيق عبدالحميد، التهنئة لصناع الفيلم، بعد الفوز في مهرجان الجونة السينمائي، قائلًا عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "فيلم ريش فاز في مهرجان كان الدولي بجائزتين، واليوم في الجونة فاز بجائزة أفضل فيلم عربي، لا يصح إلا الصحيح ".

فيلم معاصر

وأشاد المخرج المصري يسري نصر الله، بالفيلم معتبرًا أن "لغته وعقليته وحساسيته متفردة، ومنتمية للقرن الـ21"، قائلًا: "الفيلم معمول خارج أي قوالب جاهزة، ووضع جميع الوسط الثقافي والسينمائي المصري في مواجهة قاسية جدًا مع نفسه".

وقدم نصر الله في منشور عبر حسابه الشخصي على "فيسبوك"، التهنئة لمواطنه مخرج الفيلم الشاب عمر الزهيري، قائلًا: "ألف مليون مبارك لعمر الزهيري وكل فريق عمل الفيلم الرائع ريش، مش قادر أوصف فرحتي".

وأضاف: "شكرًا يا عمر، وكل الذين شاركوا بتحريك المياه الراكدة".

وعقب فوزه بالـ"نجمة الذهبية" في مهرجان الجونة، أمس، كان الفيلم المصري ”ريش“ قد حاز، في يوليو الماضي، جائزة ”أسبوع النقاد الدولي“ في مهرجان كان، وجائزة لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما ”فيبريسي“، ليحقق ما لم يحققه فيلم مصري من نوعية هذه الأفلام الروائية الطويلة من قبل.

ويتناول الفيلم قصة عائلة فقيرة مكونة من أب وأم لـ3 أطفال.

وفي أحد الأيام يقرر الأب الاحتفال بعيد ميلاد أحد أبنائه، فيُحضر ساحرًا لتقديم فقرات مسلية للضيوف، لكن عندما يستعين الساحر بالأب في تأدية فقرة، يدخله إلى صندوق خشبي كبير ويحوله إلى دجاجة ويختفي الأب.

ومن هذه المفارقة العبثية تنطلق أحداث الفيلم، إذ تلجأ الزوجة لكل السبل لاستعادة الأب، وتبحث عن الساحر، لكن دون جدوى، وبعدما تستنفد ما لديها من جنيهات معدودة، تبدأ في الاعتماد على نفسها لتدبير متطلبات الأسرة، وتدفع بابنها الأكبر للعمل في المصنع الذي كان يعمل فيه أبوه لسداد الديون.

وبعد أن يستقر وضع الأسرة نسبيًا، يظهر الأب من جديد، لكن حالته المزرية، وفقده للكلام والحركة، تجعلانه عبئًا جديدًا على الأسرة.