logo
ثقافة

"صقليو أفريقيا".. ذاكرة الهجرة الإيطالية إلى تونس

"صقليو أفريقيا".. ذاكرة الهجرة الإيطالية إلى تونس
13 فبراير 2022، 1:51 م

يعرض فيلم "صقليو أفريقيا.. تونس أرض الميعاد"، وهو من إنتاج تونسي إيطالي مشترك، وإخراج مارسيلو بيفونا، يومي 17 و18 فبراير/شباط الجاري في فضاء "مدار قرطاج"، شمال العاصمة تونس.

ويروي الفيلم، الذي يقدمه المعهد الثقافي الإيطالي، ذاكرة الصقليين الذين هاجروا من صقلية إلى تونس في القرنين 19 و20 قبل وأثناء وبعد الحماية الفرنسية، وكيف كونوا أول مجتمع غير مسلم يعتبر أكبر مكون عددي ضمن الجالية الإيطالية في تونس.

والفيلم هو جزء من عمل بحثي كامل عن ذاكرة الصقليين في تونس، بدأ منذ حوالي عشرين عامًا، وأثمر نشر العديد من الكتب في تونس وإيطاليا وفرنسا، فضلا عن تنظيم أيام دراسية ومؤتمرات حول هذا الملف، وأثبتت الدراسات أن المجتمع الصقلي يبدو أقرب إلى التونسيين منه إلى الفرنسيين لأسباب مختلفة تتعلق بثقافة البحر الأبيض المتوسط والوضع الاجتماعي، وغير ذلك من العوامل.

ولأول مرة سيعرض الفيلم باللغة التي يتحدث بها المجتمع الصقلي في تونس، وهي خليط من اللهجة التونسية والصقلية والفرنسية وحتى المالطية، ويعكس هذا التنوع اللغوي إحدى السمات التي تميز هذا المجتمع اليوم، والذي يقدر عدد أفراده بحوالي 3500 شخص لا يزالون يعيشون في تونس، وهم مندمجون تماما مع نمط العيش فيها.

يشار إلى أن المخرج مارسيلو بيفونا، هو أيضا من عائلة صقلية هاجرت إلى تونس، لكنه غادر غداة استقلال البلاد (عام 1956) مع عائلته في سن الثالثة، ليستقر في ضواحي ميلانو الإيطالية، وظل دائمًا مرتبطًا جدًا بتونس مثل كل أولئك الذين غادروها عام 1956.

وحسب صحيفة "لابرس" التونسية الناطقة بالفرنسية، فإن 90% من الجالية الإيطالية في تونس كانوا صقليين، تماما مثل الممثلة الكبيرة كلوديا كاردينالي، إحدى أصوات هذا الفيلم مع ابنتها كلوديا كاردينالي سكويتيري، التي ظهرت لأول مرة في فيلم إلى جانب أمها.

كما يصور الفيلم الوثائقي بشكل دقيق مشاركة التقاليد والحياة اليومية بين المجتمعات متعددة الأعراق في تونس، مثلما يسلط الضوء على الدراما التي عاشها المجتمع الصقلي عندما أصبحت تونس دولة مستقلة، وأجبر كثير من الصقليين على مغادرة البلاد، حيث وُلد أجدادهم دون فهم الأسباب حقًا، لا سيما أن الصقليين كانوا قريبين جدًا من التونسيين، تمامًا مثل المالطيين أو الإسبان أو حتى اليونانيين.

وفي هذا السياق، أكد المخرج مارسيلو بيفونا على مسؤوليات الحكومة الإيطالية في ذلك الوقت، التي شجعت على مغادرة الإيطاليين لتونس عند الاستقلال، ولم تعرف كيفية تنظيم تدفق المهاجرين إلى إيطاليا، حتى إن معظم الصقليين في تونس لم يعرفوا إيطاليا، وتم وضع هؤلاء الإيطاليين من "الدرجة الثانية" في "مخيمات لاجئين" للاندماج بصعوبة كبيرة مع السكان المحليين.

وبهذا الطرح، نجح بيفونا في جعل هذا الفيلم شهادة مؤثرة للغاية، وفي توضيح بعض جوانب من هذه الصفحة المطوية للهجرة الإيطالية إلى تونس، التي لا تزال مهملة، والحال أنها جزء من تاريخ مشترك بين تونس وإيطاليا يستحق أن يكشف عن خفاياه.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC