logo
ثقافة

فيلم "أغنية البجع".. دراما عاطفية تحاكي المستقبل

فيلم "أغنية البجع".. دراما عاطفية تحاكي المستقبل
02 مارس 2022، 4:53 م

يصور الفيلم الأمريكي "أغنية البجع/Swan Song" الصادر، أواخر العام الماضي، رغبة متأصلة بتحمل المسؤولية، في إطار ملحمة رومانسية تحاكي المستقبل القريب.

والعمل أول فيلم روائي طويل للكاتب والمخرج بنجامين كليري، الذي فاز، في العام 2015، بجائزة الأوسكار عن فيلمه القصير "Stutterer".

الأجل المحتوم

وتروي أحداث العمل سيرة حياة الفنان الغرافيكي كاميرون، الزوج المثالي والأب المُضحي، الذي يكتشف أنه مصاب بمرض عضال، ويقرر الخضوع لعملية استنساخ بشري بشكل سري ليجنب عائلته ألم فقدانه.

ويصور العمل لجوء "كاميرون" إلى الطبيب سكوت، الذي يقدم له حلًا بديلًا، ويقنعه باستنساخ نفسه وذكرياته ومشاعره، لتحل نسخته البشرية محله بعد وفاته.

ويتعين على كاميرون أن يلعب دور الشخص الحقيقي والمستنسخ في الوقت ذاته، مع التزامه الصمت لينفذ خطته، ما يدخله في دوامة من التخبطات النفسية، والخوف، والقلق، ويضطر للكذب على عائلته حفاظًا على مشاعرهم.

مبررات ودوافع

وهنا يطرح المخرج تساؤلات عدة حول أفعال كاميرون، وتعرضه للضغط العاطفي بشكل صامت وبحثه المستمر عن طريقة جنونية لتجنب القدر المحتوم؛ فهل تحمل دوافع الشخصية الرئيسة مبررات مقنعة، تبرر لكاميرون الكذب على عائلته، وإخفاء أمر مرضه، وموضوع الاستنساخ لمجرد إسعادهم؟





ويطرح العمل قضية أخلاقية ما زالت مثار جدل بين الفلاسفة والمفكرين، عن شرعية استنساخ البشر، وإن كانت الفوائد الطبية؛ مثل زراعة الأعضاء، تبرر هذا النوع من التجارب.

ذكاء السرد والإخراج

اتسم السرد بالهدوء والسوداوية، من خلال تجسيد كاميرون لمأساته الشخصية، ما أوجد رابط تعلق بين المُشاهد والشخصية الرئيسة.

ونجح المخرج في التلاعب بمخيلة المُشاهد، وإخضاعه لتجربة عاطفية متخمة بالتشنج، والشك، والتردد، في إيقاع درامي بطيء يختبر صبر المتلقي.

ويضعنا الفيلم في موضع مقارنة دائمة بين النسختين، لتمر أحداث كثيرة بأسلوب المونولوج الداخلي، ونشارك في الحدث عن كثب، متأثرين بالتقلبات المزاجية، وهواجس الشخصية.

تقنية الاسترجاع

وبالاستعانة بتقنية الاسترجاع، يحيلنا المخرج إلى ماضي الشخصية، في أجواء من التشويق، والتشتت المصاحب لالتقاء النسختين للمرة الأولى بعد نجاح العملية.

ولعل أبرز ما نشهده في شريط حياته، علاقته العاطفية، والحب الكبير في حياته الزوجية، فضلًا عن الصعوبات والتحديات التي واجهت الشريكين.

ويبدو أن المخرج يسعى إلى وضع المُشاهد ضمن قالب من المَشاهد الرومانسية التي تلعب على الوتر العاطفي.

ودعم ذلك الألوان الدافئة، والإضاءة المريحة، مع حركة الكاميرا البطيئة، والإيقاع المتسق، فضلًا عن موسيقى البيانو الكلاسيكية، والفيلم يلائم محبي الخيال العلمي، لأنه مكتوب بذكاء وعناية.

نقاد

قال الناقد زاك جوينز: "في المستقبل القريب ستتحكم التقنيات الحديثة في كل شيء، وسيندمج الذكاء الاصطناعي في كل شيء حرفيًا، وستصبح التقنيات القابلة للارتداء متأصلة جدًا، فالشاشات مثلًا مجرد إسقاطات لجهات اتصالك الرقمية".

وأضاف: "لكن مع التطورات الملحوظة سنشهد إجراءات طبية جديدة، ما يمثل بشرى سارة لكاميرون، الذي يرقب عقارب الساعة بعد إصابته بمرضه العضال، ليدخل في سباق مع الزمن مستثمرًا التطور الطبي للحصول على نسخته البديلة"؛ وفقًا لموقع إنسايد فيلم روم.

وقالت الناقدة فردوس عبدي إن "البطل ممثل استثنائي، يتنقل بسلاسة بين الأسئلة الأخلاقية والوجودية التي يفكر بها، خلال خضوعه للتجربة".

وأضافت: "تجسيد هذا الدور شكل تحديًا يتطلب ممثلًا يدرك تمامًا كيف يعبر عن كثير من الأشياء بنظرة واحدة فقط، تتيح للجمهور الانغماس الكامل في قصته الباطنية والتأملية"؛ وفقًا لموقع سكرين رانت.

والعمل من بطولة النجم ماهر شالا علي، الحائز على أوسكار أفضل ممثل، وجائزة الأكاديمية البريطانية، وشارك في البطولة: نعومي هاريس، وجلين كلوز، وآدم بيتش، ولي شورتن، وداكس ري، وآيس ليفير، وجاي آر تيناكو، وجيسيكا هايلز، ولوك كاميليري.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC