المخرج العكرمي: عصابات تتحكم في المسرح التونسي والفنان أصبح بلا قيمة

أكد المخرج المسرحي التونسي لطفي العكرمي، أن "عصابات" تتحكم في القطاع المسرحي في البلاد.

واتهم العكرمي "وزارة الثقافة بالسلبية وبالسماح لهذه العصابات بالتمكن من القطاع".

وقال وهو أيضا مخرج مسرحية "مملكة العشق"، إن "كثيرا من اللوبيات تتحكم اليوم في القطاع المسرحي، وهي لوبيات وعصابات تعتاش من هذا القطاع".

وبين أن ذلك "دفع فنانين إلى التعامل مع ما سماها هذه "الماكينة" التي تتحكم في مصير المهرجانات".

وأضاف في مقابلة خاصة مع "إرم نيوز"، أن الفاعلين في هذه اللوبيات "لا يمكنهم التعامل مع المسرحيين الذين يقدمون مسرحا راقيا ويجتهدون وأنا من بينهم".

واعتبر أنه "على وزارة الثقافة أن تفرض برمجة اثنين من الأعمال القيمة مثلا في كل مهرجان، سواء كانت مسرحية أو موسيقية، لأن هذه مادة يستهلكها الجمهور وعليه أن يختار".

وقال إن "الخطأ من سلطة الإشراف، وهي وزارة الثقافة، لأنها فسحت المجال لهذه العصابات حتى صارت الثقافة ساحة مستباحة".

وتابع: "ما يؤلمني أن الفنان أصبح بلا قيمة لأنه يقدم مادة راقية ويحاول إصلاح المجتمع ومن واجبه أن يسلط الضوء على ما يحدث في المجتمع من أجل الإصلاح".

وكان العكرمي قد نفذ تحركا احتجاجيا أمام وزارة الثقافة تضامنا مع زملاء له، مشيرا إلى أنه من غير المقبول أن يبقى الفنان الذي لا مهنة له سوى فنه، دون الحصول على مستحقاته المالية من وزارة الثقافة لستة أشهر.

ولفت إلى أن "ما يحصل غريب، وهناك فوضى بينما لا تحرك وزارة الثقافة ساكنا".

وبخصوص توقيف بعض العروض في عدد من المهرجانات وما يحصل من فوضى وما إذا كانت لها علاقة بالمس بحرية التعبير وصف العكرمي مديري الجمعيات التي تنظم مهرجانات بأنهم "سماسرة".

وقال إن "المسألة لا ترتبط بحرية التعبير داعيا إلى محاسبة من يتحكم في الذوق العام، ولا سيما مديري المهرجانات وبعض المسؤولين بوزارة الثقافة".

وحول إيقاف عروض مهرجان البحر الأبيض المتوسط بحلق الوادي (شمال العاصمة تونس) ومن بينها عرض مسرحيته "مملكة العشق" أشار المخرج التونسي إلى أن "بيانا لإدارة المهرجان أعلن أنه "لأسباب أمنية لا يمكن مواصلة عروض المهرجان أيام 26 و27 و28 أغسطس / آب الجاري".

وذكر أنه "لم يتلق أي مكتوب رسمي في الأمر وأنه لا وزارة الثقافة ولا وزارة الداخلية تدخلت وعلقت على الموضوع".

و"مملكة العشق" هي مسرحية تندرج في إطار المسرح الكلاسيكي ويمكن اعتبارها "فانطازيا مسرحية" تراوح بين التاريخ والواقع والخيال.

ويقول مخرجها إنه "للضرورة الفنية تم إدخال عدة شخصيات أخرى لأن الوعاء الأصلي والحقبة التاريخية الأصلية التي نراها في هذا العمل المسرحي على مستويات الإيقاع والموسيقى وتعاطي الشخصيات مع بعضها البعض هي فترة سقوط الأندلس وآخر معاقلها غرناطة التي كان ملكها أبو عبدالله الصغير وكانت أمه عائشة الحرة".

وأضاف أن "هذه الشخصيات موجودة لكن الإضافة هي في قصة العشق الممنوع من خلال شخصية يحيى الموريسكي وهو متخف في شخصية المزارع العامل بحديقة القصر وعشقه لتيريزا وهي بنت إيزابيل ملكة إسبانيا، ويقوم بهذا الدور الفنان محمد الجبالي، وهو أول دور يقوم بأدائه بالعربية الفصحى، وكذلك سماح سنكري في دور تيريزا".

ويمثل إطار المسرحية أندلسيا تاريخيا، والعمل قريب من عمل الرحابنة "ملوك الطوائف" وتتضمن المسرحية الرقص والغناء والإيقاع الأندلسي وفيها سلطة النص المنطوق بالعربية الفصيحة ونسق المسرح الكلاسيكي حيث تدوم المسرحية ساعة و45 دقيقة.