تروي مسرحية "وهم" للمخرج التونسي مروان روين، قصة خيبة أمل التونسيين في الطبقة السياسية، وعيشهم في وهم طيلة سنوات، حيث تم التعبير عن كل ذلك من خلال التمثيل والرقص خصوصًا.
واستقطبت المسرحية، التي عُرضت لأول مرة على مسرح "صغار المبدعين" بمدينة الثقافة وسط العاصمة تونس، قبل أيام، جمهورًا من الهواة والمحترفين تابع بشغف أجسادًا تتحرك على خشبة المسرح بكثير من الرمزية التي رافقت النّص المنطوق.
وتنطلق المسرحية بمشهد ستة أجساد لممثلين ممددين على خشبة المسرح يمدون أذرعهم، وكأنهم يطلبون عونًا من أحد ما، ويرافق هذه الحركات معزوفات فردية بدت معبرة عن حالة القلق والحيرة التي تنتاب هؤلاء الممثلين.
ويقول المخرج مروان روين، في تقديم عمله، إن مسرحية "وهم" هي تعبير عن خيبة الأمل أو كيف يمكن للأفكار أن تؤثر على الجسم وتحدد موقعه في المكان والزمان، حيث تتوالى الأفكار وتتعدد الخطوات في عالم يعيش فيه الجميع صراعًا مستمرًا.
وتعتمد المسرحية بشكل كبير على الرقصات التي تولى روين تصميمها، وتولت أجساد خلود بن عبدالله وسيرين القلعي ووفاء طيبة وباديس حشيش وعبدالمنعم خميس وزيد السليمي تنفيذها.
وتتكون الأجساد في شكل ثنائي أو ثلاثي، وتتحلل من حين لآخر، وفقًا لمساحة محددة بمناطق الظل والضوء، أما الموسيقى التي وقعها خليل الصوفي فتعطي دفعة للحركة، فيما يحمل تبادل النظرات والابتسامات المرتسمة على الوجوه المسترخية معاني السخرية والوئام الذي يخفي خيبات وألمًا.
ويبدو الراقصون الستة وكأنهم يحلمون، ولكن بدرجات متفاوتة، لكل حلمه يعبر عنه بشكل مرح، هزلي حينًا وبشكل حسي أحيانًا أخرى من خلال القفزات في الهواء.
ويمثل هذا العمل الجديد امتدادًا للنهج الذي بدأه المخرج المسرحي مروان روين من خلال عمله "تنفيسة" الذي أخرجه عام 2021، وبعث فيه برسالة إلى كل النساء، ودعاهن من خلالها إلى الرقص تعبيرًا عن الحرية.
ويعد مروان روين من المخرجين المسرحيين والراقصين المدافعين الشرسين عن مهنة الرقص وضرورة حضورها في كل الفضاءات، وهو راقص يتقن جيدًا الإنصات إلى لغة الجسد وتحويل المنطوق إلى حركة، وقد بدأ خطواته الأولى في عالم الرقص قبل 12 عامًا، وصقل موهبته في المركز المتوسطي للرقص المعاصر والمركز الكوريغرافي المتوسطي.
وشارك مروان روين في عشرات الإنتاجات المسرحية والكوريغرافية، كما ألف 6 أعمال كوريغرافية من بينها: "رأس النهج" عام 2015، وقد تحصل هذا العرض على جائزة أفضل "كوريغرافيا" في مهرجان "تونس عاصمة للرقص".
