logo
ثقافة

"الحملة".. عودة أنيقة للرواية التاريخية في سرد سينمائي مُحكم

"الحملة".. عودة أنيقة للرواية التاريخية في سرد سينمائي مُحكم
19 أكتوبر 2021، 4:44 م

تتناول رواية "الحملة" الصادرة حديثا، للكاتب المصري الدكتور تامر عز الدين، حقبة مهمة من تاريخ مصر وبلاد الشام، لتعيد قراءة التاريخ خلال فترة الحملة الفرنسية أواخر القرن الثامن عشر الميلادي.

وتقدم الرواية التاريخية نسيجا دراميا خياليا محكما، بالاتكاء على وقائع التاريخ وأبطاله، واقتباسا من واقعة غريبة ذكرها أحد المستشرقين المشاركين في الحملة.

سرد سينمائي

واعتمد الكاتب على السرد السينمائي للأحداث، ليشعر القارئ أنه أنتقل إلى زمن الحملة وبات يعيش بين أبطالها، مستكشفا واقعا لم يعرفه من قبل، من خلال دراسة التاريخ المجردة لهذه الحقبة عن الحياة في مصر والشام.

وركز الكاتب في روايته على البطولة الجماعية، فأبطال الحدث هم الشعب وأولاد الشوارع، مقدما تفاصيل دقيقة تضفي مزيدا من الجمال على العمل.

ولون الكاتب الخط الواقعي للحبكة بجانب رومانسي، يسرد قصة حب غريبة مفعمة بالمشاعر على الرغم من ضراوة الواقع، بين سيف بطل الرواية المسلم، ومحبوبته درة القبطية الحسناء.

وعزز الكاتب عنصر التشويق في روايته، بزرع الألغاز والغموض في مسيرة حياة أبطاله، ليكتشف المتلقي مجموعة مفاجآت صادمة من خلال معايشته أحداث الرواية.

وفي حديث خاص لـ"إرم نيوز"؛ قال عز الدين، إن "نسيج الخيال الدرامي لا ينبغي أن يغير أحداث التاريخ، ولا شخصيات أبطال الرواية، بل يجب سرد الأحداث ببراعة، لتتحول إلى توثيق دقيق لأحداث الحملة بشكل أدبي وإطار روائي فريد".

الغزو الثقافي

الرواية تتعمد إعادة الحياة لهذه الحقبة، بغية تسليط الضوء على طبيعة الغزو الثقافي الذي رافق الحملة، وأثر على طبيعة المنطقة وحضارتها، فضلا عن العوامل الموضوعية لانطلاق المقاومة الشعبية، ورصد التباين بين أفراد المجتمع ودياناته وطوائفه.

وفي سرد الوقائع التاريخية، اعتمد المؤلف بالدرجة الأولى على تاريخ الجبرتي ومذكرات نابليون بونابرت وخطابات ضباط الحملة، ليحيك من وقائع حقيقية نسيجا جميلا يملأ فجواته التاريخية بخياله، مدفوعا من شغفه بالتاريخ، حاول عز الدين تناوله بأسلوب جديد، ليقدمه لأجيال المستقبل بطريقة تسهل عليهم تلقي المعلومة، بعد أن باتت قراءة التاريخ من الأمور التي لا تجذب عنصر الشباب.

الأدب الملتزم

وعن الدافع وراء توجهه إلى الرواية التاريخية؛ قال عز الدين، لـ"إرم نيوز": "أنا مؤمن بضرورة وجود هدف للرواية، ليستفيد القارئ من الوقت الذي يقضيه في قراءتها. والتاريخ في حد ذاته نوع من الحكي الموثق لوقائع حدثت في الماضي، ولأنه يُقدَّم بصورة مجردة، يعزف كثيرون عن تناوله، على الرغم من أهميته، هربا من كثرة التواريخ والأسماء، لذا تولد لدي شغف بخوض تجربة الرواية من خلال عرض جديد للتاريخ".



تفاصيل غائبةتوثيق التراثالرواية التاريخيةالكاتب في سطور

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC