logo
ثقافة

"فريدا".. فيلم تونسي "يستنطق" الأطفال بشأن المساواة بين الجنسين

"فريدا".. فيلم تونسي "يستنطق" الأطفال بشأن المساواة بين الجنسين
04 نوفمبر 2021، 7:08 ص

يطرح فيلم "فريدا" للمخرج التونسي محمد بوحجر، مقاربة حقوقية فنية لمسألة المساواة بين الجنسين، ويختزل مقولات حقوقية، كثيرًا ما رفعها نشطاء في وقفاتهم الاحتجاجية وتحركاتهم النضالية، اختزلها الفيلم في 21 دقيقة.

ويحاول الفيلم القصير المشارك في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، ترسيخ مفاهيم المساواة لدى الأطفال، ويتخذ المخرج من هذه الفئة المهيّأة لتقبّل مثل هذه القيم والمفاهيم والتشبّع بها، مادة أساسية لعمله، حتى إنّ أبطال الفيلم من الأطفال الذين بدا أنهم مستعدون لتبنّي القضية، والدفاع عنها.

ويعرض المخرج في فيلمه، هذا الصراع المجتمعي والمخاض الجديد الذي عاشته تونس على امتداد العقد الأخير من الزمن، حول صراع الهوية والتمايز بين الذكر والأنثى.

كما يتناول جدل المساواة في الحقوق وفي الميراث، والفصل بين الذكور والإناث في فصول الدراسة، وبين الرجال والنساء في الفضاءات العامة والفراغات القانونية، في مسألة تطبيق التشريعات الخاصة بحقوق المرأة وغيرها.

ويروي هذا الفيلم الروائي القصير، الذي عُرض بقاعة الأوبرا بمدينة الثقافة في تونس العاصمة، ضمن المسابقة الرسمية للأفلام الروائية القصيرة، معاناة المعلمة "فريدا" التي تؤدي دورها الممثلة صباح بوزويتة.





وتتبنى "فريدا" مبدأ المساواة بين الفتيات والفتيان، لكنها واجهت صعوبات في تقبّل محيطها الاجتماعي لأفكارها، إلى درجة اتهامها بالإلحاد، وتهديدها بفصلها عن وظيفتها.

وضاعفت هذه الصعوبات، من حالة الصدمة لدى "فريدا"، وعززت فكرة أنّ المؤامرة دبّرها عدد من زملائها وعاملين معها في المؤسسة التربوية، إما بالتحريض أو بالصمت على ما تعرضت له من انتهاك ومضايقات.

ولا يخفي أحد أبطال الفيلم، وهو الممثل سليم الصنهاجي، لوسائل إعلامية، أنّ فكرة الفيلم متداولة نسبيًا، لكن الامتياز فيه كان من خلال الطرح الجديد وتوظيف الأطفال في التوجه إلى المتلقي، بخطاب يحمل رسائل تربوية إلى الأطفال بالدرجة الأولى، وإلى المجتمع عامة، بضرورة ترسيخ قيم المساواة بين الجنسين لدى الناشئة منذ الصغر.

واعتبر الصنهاجي، أن من المهم عرض الفيلم في الفضاءات الخاصة بالأطفال، لترسيخ هذه المفاهيم والقيم.

وقال أحد أبطال الفيلم، الممثل كمال التواتي، إن "كاتب السيناريو أراد استنطاق الأطفال، لجعلهم أبطالًا يتجاوزون أعمارهم والزمن الحالي الذي راجت فيه قضية التمييز بين الجنسين، وما تزال متواصلة".

ورأى التواتي، أن تربية جيل كامل على المساواة، مهمة صعبة".

الفيلم قدّم رؤية مختلفة لقضية المساواة بين الجنسين، بعيدًا عن الومضات الجافة أحيانًا أو عن الشعارات المستهلكة، والتي وُضعت في سياقات لا تخلو من تأثيرات السياسة، لكنها اليوم تُطرح في سياق فني خالص.

logo
تابعونا على
جميع الحقوق محفوظة ©️ 2024 شركة إرم ميديا - Erem Media FZ LLC