يشهد التفاعل مع الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي تراجعا من قبل روّاده، بينما يبدو أن الجمهور يتجنب متابعة الأخبار التي يتم بثها على منصات مواقع التواصل، ما قد يؤثر سلبيا على صناعة الإعلام.
ووفق صحيفة "الشرق الأوسط"، يرى متخصصون أن "التدفق المفرط للمعلومات الذي يرافقه ازدياد حدة النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي" من أبرز أسباب تراجع الاهتمام بالأخبار.
ويُساهم، وفق الخبراء، تدريب الصحافيين، وتوعية الجمهور بأهمية التعامل مع المصادر الصحافية والإعلامية، باستعادة اهتمام الجمهور.
يشير تقرير لمعهد "نيمان لاب" إلى أنه مع انتشار الأخبار على مواقع التواصل، انتشرت ظاهرة "التنمر" والمعلومات المضللة.
وكان التقرير السنوي لمعهد "رويترز" حول الإعلام الرقمي، الصادر في يونيو/حزيران الماضي، قد أشار إلى أن هناك انخفاضا في معدلات التفاعل مع الأخبار على مواقع التواصل، تزامنا مع الاستهلاك السلبي للأخبار، الذي يعني متابعة الأخبار دون مشاركتها أو التفاعل معها بأي شكل من الأشكال.
أسباب وعوامل
يقول الدكتور أشرف الراعي، الصحافي والاختصاصي بالقانون الجزائي والتشريعات الإعلامية والإلكترونية في الأردن، لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن "القراء اليوم باتوا عاجزين عن متابعة الأخبار، بسبب الكم الهائل للأفكار والمعلومات والمقالات التي يستقبلونها على مواقع التواصل".
ويشير تقرير لمعهد "نيمان لاب" إلى أنه مع انتشار الأخبار على مواقع التواصل، انتشرت ظاهرة "التنمر" والمعلومات المضللة، ما دفع إلى تجنب التعليق والنقاش لدى العديد من المستخدمين وتراجع ثقة الجمهور.
بدوره، يصف الصحافي المغربي أنس بنضريف، هذا السلوك بـ"إعياء مواقع التواصل"، بسبب تخمة الأخبار التي صار من الصعب التفاعل معها. كما أن الردود التي تصل إلى حد "التنمر" لبعض المتابعين، دفعت شريحة كبيرة لتجنب الدخول في مناقشات أو تعليقات على الأخبار، وفق قوله.
وتلفت الدكتورة كيرستن إدي، الباحثة في معهد "رويترز" لدراسات الصحافة، إلى أن هناك أسبابا مثل لجوء العديد من منصات الإعلام إلى إغلاق عدة مساحات للتعليق على الأخبار بسبب صعوبة إدارة المناقشات على مواقع التواصل الاجتماعي، واتجاه بعض المنصات مثل التابعة لشركة (ميتا)، إلى تحويل اهتمامها بعيداً عن الأخبار، هذا إلى جانب ظهور منصات جديدة أثارت الاهتمام مثل "تيك توك".
وترى أن الحل لإعادة بناء التواصل مع الجمهور يبدأ من ضرورة إدراك القائمين على صناعة الإعلام هذه التغيرات، والعمل على التفكير بطرق جديدة لتوسيع المشاركة وتعميقها، وكذلك الاستثمار في تعزيز المساحات الرقمية الصحية.
