عاجل
نائبة رئيس فنزويلا: مرشح المعارضة في انتخابات الرئاسة غادر البلاد
شخصيات رئيسية بلا أسماء، هذا ما تنفرد به رواية (طرقات بمزاج سيّئ) للروائي المغربي مصطفى النفيسي، حيث اكتفى بحالتها الاجتماعية أو الوظيفية مثل حارس المرمى، أو زوجته، والشرطي، وحارس العمارة والأم.
لم يسهب الكاتب كثيرًا في توصيف أعماق الشخصيات إلى الحدّ المرغوب فيه من جانب القارئ الكلاسيكي، إنما استطاع الروائي بذلك أن يجعلنا ندخل في كل شخصية على حدة
وأيضًا ينطبق ذلك على الشخصيات الثانوية، حيث أبقى الشخصيات بلا أسماء حتى نهاية الرواية.
الرواية الصادرة عن دار (الآن ناشرون وموزعون) والتي جاءت في 200 صفحة من القطع المتوسط، عمد الكاتب بأن تكون على شكل مقاطع طويلة لكل منها عنوان من وحي أحداثه وأن يخلق دلالات مبطّنة من خلال سلوكات فردية لكل شخصية تجعل القارئ من خلالها في حالة تأمّل.
وفيما يخص المكان أيضًا ظلّ مجهولًا إلى ما قبل منتصف الرواية، في محاولة لخلق إثارة لدى القارئ حيث ولا يوجد ما يدلّ على البيئة التي تجري فيها الأحداث إلا أسماء بعض الأماكن التي تشير إلى (المغرب العربي).
النفيسي في عمله لم يسهب كثيرًا في توصيف أعماق الشخصيات إلى الحدّ المرغوب فيه من جانب القارئ الكلاسيكي، إنما استطاع الروائي بذلك أن يجعلنا ندخل في كل شخصية على حدة، ونعطيها –كقُرّاء- أبعادًا مبنية على تلك الدلالات المبطّنة، ولكنها في الوقت نفسه ستتباين مساحاتها وفضاءاتها الداخلية في خيال القارئ على اختلاف مرجعياته وطبيعة نشأته وثقافته، وربما بذلك أيضًا استطاع أن يجعل الشخصيات والأحداث مألوفة لكلّ قارئ عربي على اختلاف البيئات والمرجعيات أيضًا.
وفي النهاية يكتشف القارئ أنّ جدوى الرواية ليست في القصة أو في الحكاية بحدّ ذاتها؛ إنما تكمن في المساحات الذهنية والخيالية التي تُفتَح بوّاباتها عند كلّ منعطف حادّ في حياة كلّ شخصية، وهكذا يستمر خلق الفضاءات تباعًا مع تطور الأحداث وتشعّب المصائر.
ومصطفى النفيسي قاصّ مغربيّ من 1976، وهو حاصل على شهادة الإجازة/ شعبة الفلسفة 2002/ جامعة محمد العبدالله، ومن أعماله: تطريزات على جسد غيمة – دار أزمنة – الأردن – 2010.
