وزير الصحة البريطاني: هجمات إسرائيل على غزة غير مبررة ولا تطاق
تثير الجوائز الإبداعية جدلا واسعا بين النقاد والكتاب، فبينما يرى البعض أنها تشجع على الإبداع، يؤكد آخرون أن شروطها تقيد الكاتب وتؤثر في هوية النص، حيث يعكف البعض على كتابة نصوص تتماشى مع شروط المسابقات على حساب الجودة.
ويشير النقاد إلى انتشار ظاهرة "الكتابة لأجل الجوائز"، حيث يخصص بعض الكتاب وقتهم لإعداد مؤلفات تتناسب مع شروط المسابقات السنوية.
هذه الظاهرة، بحسب النقاد، تجعل النصوص أدبية تعاني التأطير والالتزام بقوالب محددة مسبقاً، مما يحد من حرية الكاتب في التعبير عن نفسه.
في المقابل، يوافق البعض على الجوائز، ويعتبرونها فرصة للكتّاب في ظل الظروف المعيشية الصعبة.
يرى الناقد المسرحي أحمد قشقارة أن الجوائز ضرورية في المشهد الأدبي، لكنها تضع قيوداً على حرية الكاتب.
ويقول: "بعض إعلانات مسابقات الرواية تشبه إعلانات طلب التوظيف، حيث يتم وضع شروط صارمة تقيد النص، رغم أن الهدف من الجائزة هو تشجيع الابتكار والإبداع".
بدوره، يرفض الشاعر فاتح كلثوم المشاركة في المسابقات الأدبية، لكنه أنه لا يلوم الكتاب الذين يشاركون فيها.
ويقول: "أفهم رغبة الكاتب في تأمين عيشه، فالكثير من الكتاب يكتبون للمسابقات دائما وينالون الجوائز".
أما الشاعر محمد عضيمة، مدرس اللغة العربية في جامعة طوكيو، فيقول إنه لم يفكر يوماً في الجوائز، فهو يعمل على مشروع شعري لا ينتظر مكافآت مادية.
ويضيف: "أقصى ما أرجوه هو العثور على القراء، فهم الجائزة الحقيقية بالنسبة إلي".
ويؤكد عضيمة أن الجوائز قد تلبي حاجة مادية أو دعائية للكتّاب، وبالتالي يمكن أن تكون مفيدة لهم في بعض الأحيان.
يفرق قشقارة بين نوعين من الكتاب المشاركين في المسابقات الأدبية: الأول يكتب خصيصاً للمسابقة بغرض الفوز بالجائزة، والثاني يشارك بأعمال كان قد ألفها قبل إعلان المسابقة، دون الالتفات إلى شروطها.
ويقول: "فزت بجوائز في عدد من المسابقات للمسرح والسيناريو والقصة القصيرة، لكنني لم أكن أكتب لهذه المسابقات، بل أصدرت كتبي قبل إعلانها. حرية الكتابة شرط لازم للإبداع".
ويشدد قشقارة على أنه من غير المنطقي أن تضع لجان المسابقات شروطاً على الكتاب تُحد من الإبداع، مثل منع الكاتب من تناول مواضيع معينة.
ويضيف: "ماذا يبقى للمبدع بعد أن يغرق في الممنوعات والشروط؟".
ذهب الشاعر فاتح كلثوم إلى أن هوس المشاركة في المسابقات بهدف نيل الجوائز يخفف مستوى الإبداع، ويغيّب رأي الكاتب.
وقال : "الكاتب سيضطر لتبني آراء من يعطيه المال، بل والدفاع عنها حتى لو لم يكن مقتنعاً بها".
ويرى كلثوم أن حال الكتابة قد تغير كثيراً عن السبعينيات، حيث كانت الكتابة تحمل عقيدة وهدفاً، أما الآن فقد أصبحت الكتابة نوعاً من الهواية التي لا تؤثر في المجتمع بقدر ما تساهم في الشهرة.
ويشعر كلثوم بالتشاؤم إزاء وضع الكتابة حاليا، قائلاً: "لم يعد هناك رهان على الكتابة في تغيير المجتمعات. في الماضي، كان الكتاب يعملون من أجل قضية، أما اليوم، فقد أصبحنا في عصر المال، لا الكتابة".
ويعود إلى تجارب كتّاب مثل محمد الماغوط وزكريا تامر، قائلاً: "لم يكن هؤلاء الكتاب في انتظار المال أو الأرباح، بل كانوا يعملون من أجل قضية، وهو ما نفتقده اليوم".
أما الشاعر محمد عضيمة، فيشير إلى تداعيات سلبية قد تترتب على الفوز بجوائز أدبية، قائلاً: "الفائز قد يعتقد أنه وصل إلى قمة الإبداع ويقرر التوقف عن الكتابة".
لكنه في الوقت ذاته يعترف بأن الجوائز لها إيجابياتها المادية والمعنوية، حيث توفر للكتّاب فرصا مادية وفرصا دعائية مهمة.
وتتبع بعض لجان المسابقات الأدبية معايير صارمة، حيث تفرض على المشاركين عدم التطرق إلى مواضيع معينة، مما يتسبب في استبعاد العديد من النصوص.
وتتشدد بعض لجان المسابقات الأدبية، المعايير التي تسمح بالمشاركة، إذ تشترط على الكتاب عدم التطرق إلى مواضيع معينة، كما تلعب الذائقة الشخصية لأعضاء لجان القبول والتحكيم، دوراً في اعتماد النصوص أو استبعادها، ما يتسبب بانتقادات لهذه الجوائز.