"التلغراف": شركة بوينغ تناست معايير السلامة لجني الأرباح

رأى تقرير لصحيفة "التلغراف" البريطانية، أن شركة بوينغ تناست معايير السلامة لتحقيق أرباح أكثر؛ ما تسبب بفقدان الكثير من الأرواح.

وبينت أنه بينما كانت شركة صناعة الطائرات تمطر المساهمين بالمليارات، كانت هناك أزمة مأساوية تلوح في الأفق تتعلق بجودة طائراتها، التي بدأت تعتمد على مصادر خارجية لإنتاج ما يصل من نصف مكونات طائرتها 747 جامبو، وإلى حوالي 70% لطائرة 787، في خطوة غير مدروسة هدفت إلى تسريع التصنيع مع خفض التكاليف.

وبحسب تقرير الصحيفة، تسبب حادث طائرة ألاسكا، بسبب خلل في باب طائرة "بوينغ 737"، في أزمة جديدة، وأعاد للأذهان حوادث سابقة حدثت في عام 2019 في غضون 5 أشهر لطائرتي "بوينغ ماكس" وتسببت في مقتل 189، 157 راكبًا على التوالي.

 

وأرجع المحققون سبب الحادثين في ذلك الوقت إلى برنامج تدخل عن طريق الخطأ في تحليق الطائرة، وثبت حينها أنه لم يتم الإبلاغ عن هذا بشكل صحيح للطيارين أو ذكره في أدلة الطيران.

واتُهمت شركة "بوينغ" بالاحتيال والتآمر بسبب خداعها للمنظمين فيما يتعلق بنموذج "ماكس"، بينما تم إيقاف الطائرة لمدة عامين تقريبًا.

وأشار التقرير إلى أنه يمكن إرجاع أصول أزمة "ماكس" إلى اندماج الشركة مع "ماكدونيل دوجلاس" في عام 1997، حيث تُمثل هذه الصفقة تحولًا تاريخيًا في الصناعة، وجعلت الصفقة من "بوينغ" الشركة المصنعة الوحيدة للطائرات الأمريكية، بينما عززت خط دفاعها بإضافة مقاتلات "F-15 Eagle" و"F/A18 Hornet"، ومروحية "أباتشي" الهجومية وطائرة النقل العسكرية.

وخلال العقد الماضي، كافأت "بوينغ" المساهمين بأكثر من 40 مليار دولار من عمليات إعادة شراء الأسهم و20 مليار دولار من الأرباح، وأنفقت مئات الملايين الإضافية على رواتب المسؤولين التنفيذيين؛ وهو ما كان كافيًا لتمويل برنامجين أو ثلاثة برامج طائرات كاملة.

 

ولفت التقرير إلى أن العديد من الإجراءات الجديدة التي طرحتها شركة "بوينغ" قد تم رفعها من الأدلة الحالية، وأن أزمة "ماكس" ترجع في النهاية إلى الافتقار إلى القادة المستعدين لفرض أفضل الممارسات الراسخة.

وأكد تقرير الصحيفة أنه على مدار 27 عامًا منذ اندماج "دوجلاس"، تم تعيين الإدارة الوسطى لكونها تتمتع بالذكاء المالي، وليس الهندسي ما أدى ذلك إلى إفراغ الشركة من القيادات الفنية الماهرة.

ونوهت الصحيفة إلى أن "بوينغ" تحتاج إلى إعادة بناء الإدارة الوسطى والتخلص من أدلة إدارة الأعمال ومؤشرات الأداء الرئيسة التي طلبت من المهندسين والميكانيكيين استيعاب الأخطاء والتغاضي عن تجاوز معايير السلامة والاستمرار في العمل.